ان جوهر فكرة الاهتمام بالحفاظ على الإرث لا يتعلق بتمجيد الماضي أو إقحامه قسراً على مسرح الحاضر، وانما تقديمه للناس كي يتمكنوا من التعرف على حاضرهم بشكل أفضل، كون التراث أحد منابعه الأصيلة، بما قد يضعه بموضع حجر أساس لبناء المستقبل. إذا الأمر ليس متعلقاً بتقديس الأثر في حد ذاته وإنما احترامه وفهمه جيدا ضمن سياقاته، واعتباره محطة للتعريف بأحد العناصر المؤسسة للذات الوطنية. والتي هي من مقومات بناء الأمة.
وفي قول مأثور لعالم السومريات الشهير صموئيل نوح كريمر (1897-1990) ان “التاريخ ابتدأ من سومر” وهذه شهادة ولا أصدق من عارف أفنى عمره ما بين ألواح سومر، ستكون مدخلنا لهذا المقال.
عُرف عن أهل العراق القديم اهتمامهم بإرث الأسلاف، فهم أدركوا جيدا ومنذ فجر التاريخ انهم ورثة بلد عريق ذو تاريخ مجيد. سنحاول في هذا المقال تفصيل شواهد تركوها لنا من الأرشيف الآثاري الغني الذي ورثناه، وهو غيض من فيض.
طقوس صيانة البنايات القديمة
في أحد النصوص العراقية القديمة، والتي ترقى إلى الفترة السلوقية (312 إلى 238 ق.م) والتي خلفت حُقبة الاسكندر المقدوني المتوفى في بابل في العام (323 ق.م)، يرد تفصيل لطقوس تتعلق بالبناء والعمارة وكيفية التعامل مع المنشآت القديمة الدينية منها كالمعابد والقصور الحكومية، ويبدو ان هذه الطقوس قد تناقلتها الأجيال وسنجد جذورا لها ترقى إلى العصور السومرية في مطلع الألف الثالث ق.م. ينص الطقس على ان يقوم كاهن التعزيم الخاص المدعو “الكالو- Kalo” برفع طابوقة من المعبد القديم ووضعها في مذبح المعبد الجديد وخلال تلك العملية تتم تلاوة تراتيل قديمة لآلهة البناء والتشييد “كولا-Kulla ” أو إلى (بنّاء أنليل العظيم ويُلفظ موش دام مو؛ – šidim gal den-líl-lá-ke4) وبعضها كانت بلغة المعابد المقدسة السومرية. الفكرة كانت بالإبقاء على المنشآت القديمة المكشوف عنها ومعاملتها بحذر شديد عن طريق حفظ ما تبقى ومن ثم البناء من حوله أو عليه، وفي هذا دلالة على قدسية المُنشأ القديم. هكذا طقوس كانت تسبقها في العادة عملية مسح دقيقة للموقع بعد إجراء الكشف من قبل الكاهن الخبير المختص “البارو” كي يتم تفادي الدمار والضرر ما أمكن.
كان سكان البلد ينتبهون باستمرار لهذا الأمر بدليل كميات النصوص التي عُثر عليها وتفصّل الأمر بشكل صريح. ان التراكم التاريخي الكبير الحاصل في بلاد النهرين آنذاك، أورث الشعب بيئة ثقافية غنية دفعت أبناءه إلى الاهتمام بما توارثوه فوضعوا نصوصا تفصيلية بالأمر وابتدعوا طقوساً خاصة لتطمين الآلهة حسب عقائدهم، فلا يوجد ما يستدعي قلق الآلهة.
نصوص الفأل – الشومّا ألو (إذا)
وردتنا قائمة طويلة من النصوص الخاصة بطقوس الأدعية المتعلقة بالترميم من العصر البابلي القديمة “الأموري” والتي استمر العمل فيها حتى العصر السلوقي، ترد فيها تعاليم معروفة بالشوما آلو (وترجمة مجموعة تلك التعاليم: إذا مدينة في الأعالي) وتشمل الأبنية الخاصة بالسلطات الدينية والسياسية وحتى بيوت العامة من الناس.
إذا رمم شخص معبداً، فسيحالفه الحظ الجيد.
إذا هدم شخص معبداً، فسيبتلعه النهر (طقس عراقي قديم، يُستخدم للحكم على السيء من الناس).
إذا نقل أحدهم هيكلاً، فسينتهي هذا الشخص حطاماً.
إذا رمم أحدهم مُنشأً قديماُ، فأن إلهه سيكافئه.
هذا النص مثال لقائمة طويلة من نصوص كانت تتلى كجزء من طقس حماية منشآت وتماثيل لآلهة وملوك وبها تعليمات واضحة وصريحة باتباع منهجية محددة لئلا تقلق الآلهة وتنزعج.
هكذا وصايا يحيط بتفاصيلها كهنة مختصون يدعون “بارو” ولديهم خبرات بعلوم المساحة والتخمين الانشائي، وهم يقومون كذلك بمهمة التدقيق بشأن اللقى والعاديات التي يتم العثور عليها في طبقة الأسس القديمة من أحجار وشواهد أسس وآجر، فهذه جميعها تعتبر عرفاُ ذاكرة المكان المقدسة، والاهتمام بالحفاظ عليها سيجلب رضا الآلهة وقبولها والمكافئة بالحظ السعيد للأرض ومن سيسكنها.
ملوك وآثار ومتاحف عراقية قديمة
تُخبرنا الرقم الطينية أن العاهل البابلي الكلدي نابونئيد، الذي اعتلى عرش بابل الكلدية منذ عام 556 ق.م وحتى سقوطها على يد قورش الأخميني في عام 539 ق.م، قد عُرِف عنه الهوس باقتناء الآثار القديمة، وكان يحرص على التنقيب في الأماكن التي بسط فيها العراق القديم سلطته على أرجاء الشرق الأدنى. وقد استحق بذلك لقب أطلقته عليه المحافل الأكاديمية (أقدم آثاري في التاريخ). حيث كان يقوم بتجميع العاديات التي ترقى إلى عصور غابرة، ويقوم بتصنيفها بمساعدة ابنته بل شالتي ننار، وهي كاهنة سين العظمى في بناية خاصة في مدينة آور. يورد المنقب البريطاني السير ليونارد وولي، الذي نقب في الموقع خلال عشرينيات القرن المنصرم وكشف عن تلك البناية “المُتحف” انه عثر على رقيم طيني للملك نابونئيد يذكر فيه “انه خلال أعمال التجديد لمعبد الإله سين في آور، فأنه قد أمر بحفر الأرض للتفتيش عن المخطط الأصلي للمعبد، كي يتمكن من إعادة البناء وفق التصميم الأول حفاظا على قدسية المكان. وخلال الحفريات عثر على رقيم طيني باسم الملك السومري بور سين، الذي حكم في آور 1600عام قبل زمن نابونئيد، فأمر كتبته باستنساخ الرقيم القديم وقام بوضعه في محله وطمره بالتراب”. إذا ما عثر عليه المنقب وولي، كان نسخة نابونئيد للرقيم السومري المنسوخ، ما برح ليونارد وولي يدهشنا في كشوفاته تلك، فيبلغنا في طريفة ان سر تعرفه على تفاصيل تلك القطع في الغرفة كان بمساعدة من أمينة ذلك المتحف (ابنة نابونئيد بل شالتي ننار) فهي على ما يبدو كانت أيضا مهتمة بالعاديات القديمة وتنظيمها بدليل تركها لرقيمات تعريفية لكل قطعة أثرية وُجدت في البناية مع ما توفر من تأصيل لها، وهو ما تعمل به المتاحف في عالمنا المعاصر وتلك قصة أخرى لابد لنا من تناولها في مقال مفصل.
يرد في كتاب ليونارد وولي عن تنقيباته في آور الاعتراف التالي:
“يبدو ان حرفة التنقيب لدى سكان بلاد النهرين القدماء، عريقة كتاريخهم وان تبجيل آثار العصور القديمة وخطورة محوها أو العبث بها تسري في دمائهم كسريان الأسطورة في مدوناتهم”.
ملوك مثقفون وأرشيف مكتبات
لا يخفى على مهتم بالتاريخ النهريني، مأثرة لأحد أهم ملوك العراق القدماء إلا وهو العاهل آشور بانِ ابلِ “آشور بانيبال في العهد القديم” ولا أشهر من مكتبته التي عُثر عليها في التل الأثري في قوي انجق “وهي كلمة تركية حديثة مركبة من كلمتين “قوي” وتعني قرية و”انجق” وهو اسم لقبيلة تركمانية” حيث أطلال نينوى العاصمة الإمبراطورية العظيمة، حفر في الموقع الأثري للمكتبة، الحفار البريطاني اوستن هنري لايارد، في عام 1841. وقد هاله ما وجد هناك، فقد أخرج من ذلك الموقع ما يربو على 30 ألف رقيم طيني مسماري، هنا كان مستقر آداب وعلوم العراق القديم والذي أمر الملك الملقب بـ “المثقف والكتبي” بجمعه من أنحاء الأقاليم التابعة للإمبراطورية الآشورية، من مصر الفرعونية جنوبا إلى أرمينيا شمالا، ومن عيلام شرقا إلى سواحل البحر المتوسط مرورا بكامل سوريا القديمة، حيث ذكر في نص له “أنا كتبت ودققت هذه الألواح من خلال الموظفين والطلاب، وقد جمعت وكتبت النسخ الأصلية القديمة”. حرص العاهل الآشوري على ارسال النساخين إلى مراكز العلم والأدب في بابل وبورسيبا وأكد وكوثي ونفر وآشور وقاموا بنسخ معظم المؤلفات المهمة، من شعر وأساطير وألواح اقتصادية وفلكية، وقد عمل بدأب على العناية بها ومتابعتها وتنظيمها طيلة مدة حكمه الطويلة والتي بلغت 42 سنة. كانت بعض رُقم المكتبة تقرأ عليه قبل ان يوافق على إيداعها في المكتبة، وكان مهتما بتعلم اللغة السومرية القديمة وهي اللغة المقدسة للكهنة. وورد في أحد النصوص انه طلب من أحد كتبة المعابد في سبار (حيث المكتبة الأولى القديمة) ان يبحث له تحديدا عن أحد الرُقم العائدة إلى الملك “المشّرع” العظيم حمورابي والذي كان يسبقه بأكثر من ألف ومئتي عام وطلب منه ان يرسله إليه وهذا ما حصل فعلا، ومن نفائس ما عُثُر عليه في المكتبة، نصوص من ملحمة العراق الخالدة “جلجامش” ومنها الرقيم الشهير المتعلق باسطورة الطوفان مدون باللغة الآشورية من قبل الكاتب سين ليقي اونيني وكانت الملحمة بنسختها الآشورية منقولة عن نص بابلي قديم يرقى إلى عصور ما قبل العاهل حمورابي، هذه المكتبة نقلت لنا معارف أهل العراق القديم ومنحت للبشرية دفقا من عطاء أدباء وعلماء البلد.
في عام 1986 كشفت بعثة تنقيبية عراقية في تل ابو حبة، حيث موقع مدينة سبار القديمة في منطقة اليوسفية الحالية قرب بغداد، معبدا لإله المدينة “شمش” وهو إله الشمس عند العراقيين القدماء. وفي أحد جدران المعبد وجدت رفوف على شكل حرف Uيربو عددها على 56 رفا وفي داخلها وجِد ما يقرب من 200 رقيم مسماري مرتبة بطريقة تدعو للاستغراب، وكأن القائمين عليها قد تركوها للتو بدلالة الفهرسة الدقيقة للألواح. يرقى زمن هذا المنشأ إلى العصر البابلي الحديث (الكلدي – القرن السادس ق.م )، وهذا أمر ذو دلالة مهمة تشير إلى الحرص في نقل المعارف ما بين الأجيال والحفاظ على التقاليد المتوارثة، وربما ان هذه المكتبة ما هي إلا صدى لمكتبة نينوى العظيمة والتي سبقتها بقرن من الزمان.
بين الملك السومري جودايا والآرامي أدد نادين آهي
وردتنا نصوص لملك آرامي باسم أدد نادين آهي، عاصر الصراع الفرثي – الساساني على العراق في أواخر الألف الثاني ق.م وكانت مملكته تتمتع باستقلال شبه ذاتي. حكم الملك آهي في جنوب بلاد النهرين، وتحديدا بالمنطقة التي تحيط بمواقع الحواضر السومرية القديمة (مملكة لكش وكرسو القديمة أو تللو الحالية). حيث وجد بناؤو قصره الجديد خلال الحفر، تماثيل تعود للعاهل جودايا “ملك سومري شهير من سلالة لكش الثالثة، حكم من 2144 – 2164 ق.م” والذي سبق الملك آهي بألفين من الأعوام، فيذكر النص انه “أمر البنائين بجمع اللقى السومرية القديمة وعرضها في ركن خاص بالقصر، وأمر كتبته بقراءة النصوص التي دونت عليها باللغة السومرية وطلب منهم تقليد الكتابة بالأسلوب الأصلي وباللغتين الآرامية واليونانية وأن يحاكي التصميم المعماري لقصره الطراز السومري للمنشأ القديم”.
بعد هذا الزمن بإلف وخمسمئة سنة تبزغ شمس الحضارة على أوروبا، وفي بدايات عصورها الوسطى نسمع عن عائلات ارستقراطية تهتم باقتناء الأثر الفني القديم وتوثيقه وصيانته (عائلة ميدي-تشي الفلورنسية في ايطاليا الحالية مثالا).
ربما ما قمنا باستعراضه هو سرد لأمثلة تُظهِر ولع العراقيين القدماء بإرث أسلافهم الغني واهتمامهم بنقله جيلا بعد جيل كنوع من فخر وتوكيد لأمانتهم في صيانة الإرث وذاكرة أهلهم.
أن التراث الثقافي يعتبر ركناً أساسياً من أركان الوعي الإنساني ولذا تبنت هيئات مختلفة من الأمم المتحدة مبدأ حمايته والحفاظ عليه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ابتداء بمعاهدة لاهاي 1954 لحماية التراث الثقافي خلال العمليات الحربية، مرورا بالتشريعات التي تبنتها منظمة العلوم والثقافة اليونسكو، في 1970 والتي منحت غطاء دولياً لحماية التراث الثقافي في زمن السلم وتحريم الاتجار به، وصولا إلى اتفاقية روما “اليودونروا في العام” والتي منحت القانون الدولي فضاء أرحب للتعامل مع التشريعات الخاصة بالحفاظ على التراث الثقافي.
ما نود ان نتلافاه حقا هو ان لا نحاول فتح حوار مع جيل عراقي في المستقبل القريب عن المنجز الثقافي لأسلافهم فنجدهم يحتارون به ويضربون كفاً بكف، وهذا ان حصل فهو نتيجة طبيعية للتغييب الحاصل حالياً من جهة المناهج الدراسية والإعلام المسيس والتجاري التافه الذي يسطح عقل المواطن، ناهيك عن عمليات المحو الممنهج لحواضر العراق القديم وشواهده كما حصل خلال فترة الحصار الظالم على العراق أو مع الإرهاب الداعشي في محافظة نينوى وبشكل مخطط ، يهدف إلى قطع حبل المشيمة بين الماضي والحاضر وترك ذاكرة الأجيال لتتلاشى تدريجيا.
أن محاربة التجهيل الحاصل للأجيال الناشئة بل والمجتمع بشكل عام لهو هدف نبيل ومشرّف، يستلزم منا جميعاً كعراقيين ورثنا مساهمات أسلافنا القدماء في مسيرة البشرية، من ان نحفظ للعراق هيبته أمام أمم العالم المعاصر ومكانة أهله السامية في المنظومة البشرية، لأنهم والحق يقال وضعونا تحت مهمة جسيمة ولكنها مشرفة بتوريثنا محطة بلاد النهرين العظيمة التي تحرك منها التاريخ.
الشكر لله – أن تتنبه صحيفة عربية مرموقة الكلمة – القدس العربي – لأهمية إلقاء الضوء على جذور محاربة الهوية لملمنطقة العربية من خلال العبث في الحقل الآثاري – تغيب الوعي الأثري عند الأجيال – هدم الإرث – نهب آثار المنطقة محو لذاكرتها وطمس لهويتها – أن تتعاون وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية ليكون لها الدور المكمل للمناهج التعليمية في نشر الوعي الأثري لهو الخطوة الأولى في الطريق الصحيحة في الحفاظ على ذاكرة أمة بأكملها –
كل الشكر لصحيفة القدس العربي على تخصيص زاوية بشكل دوري لتكون فاعلة في بث الوعي الأثري
كل الشكر لكاتب المقال
اخي الكريم سلام طه المحترم – لا زيادة لمستزيد على مقالكم فقد كفيت ووفيت – ولكن لدي ملاحظة حول اكتشاف مكتبة اشور باني ابلي التي كشف عنها العامل العراقي الحفار طعمة شيشمان الذي كان يحفر لوحده وبدون رقابة من احد في غياب لايارد في لندن- وقد كشف العامل عن اكوام رقم المكتبة المكدسة في منتصف سنة 1847 – وشكرا لمجهودكم الرائع حقا – حميد الشمري
الشكر لله – أن تتنبه صحيفة عربية ذات مصداقية – القدس العربي – على أهمية إلقاء الضوء على جذور محاربة الهوية لملمنطقة العربية من خلال العبث في الحقل الآثاري – تغيب الوعي الأثري عند الأجيال – هدم الإرث – نهب آثار المنطقة محو لذاكرتها وطمس لهويتها – أن تتعاون وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية ليكون لها الدور المكمل للمناهج التعليمية في نشر الوعي الأثري لهو الخطوة الأولى في الطريق الصحيحة في الحفاظ على ذاكرة أمة بأكملها –
– كل الشكر لصحيفة القدس العربي على تخصيص زاوية أسبوعية / شهرية لتكون بدورها فاعلة في بث الوعي الأثري
– كل الشكر لكاتب المقال
عبد السلام بن صبحي من بني طه
منارة ارشدت و الله من تاها
اخي العزيز سلام طه المحترم – في مقالكم هذا فقد كفيتم ووفيتم وباستفاضة جميلة – ولدي ملاحظة بسيطة – مكتبة اشور باني ابلي نسب اكتشافها الى لايارد تجاوزا على حقيقة الامور والتاريخ – الذي اكتشف المكتبة هو العامل العراقي البسيط طعمة شيشمان الذي كان يحفر لوحده وبغياب لايارد ورسام في لندن وذلك في اواسط سنة (1847) وليس قبل ذلك وفي القسم المخصص للفرنسيين من تل قوينجق
أحسنت النشر أستاذ عبد السلام دائما تتحفنا بالجديد من المواضيع التاريخية ذات الأهمية الكبيرة والتي تغني القاريء الهاوي والمثقف.تحياتي وسلامي.