“واشنطن بوست”: يوم الثلاثاء يوم سعيد للديمقراطيين وربما لأمريكا

إبراهيم درويش
حجم الخط
1

“القدس العربي”: وصفت صحيفة “واشنطن بوست” نتائج الإنتخابات الأمريكية النصفية باليوم العظيم للديمقراطيين. وقالت إن عودة الديمقراطيين إلى مجلس النواب هو أكبر من كونه انتصارا لحزب بل هو علامة على ديمقراطية في حالة صحية جيدة. فهي تعبير عن شك الغالبيات الواثقة بنفسها وانتصار لكتاب الدستور الذين فضلوا الرقابة والتوازن في الحكم، والرقابة التي قد يفرضها الفرع التشريعي على التنفيذي والتي فشل الجمهوريون خلال العامين الماضيين بممارستها على الإدارة. وبفوز الديمقراطيين هناك فرصة لأن تبدأ مرحلة الرقابة من جديد.

وقالت الصحيفة إن فوز الجمهوريين هو علامة صحة، فهي شكل من أشكال الوقوف أمام مبالغات وخطاب الرئيس ترامب فيما يتعلق بالسياسة والتي ارتكبتها إدارة ترامب وطرحت في أثناء الحملة الأخيرة هذا الخريف. وتضيف أن إدارة الظهر لحزب متسيد في وقت الإزدهار الإقتصادي يعني أن الناخبين من الولايات الرئيسية في الغرب إلى كنساس رفضوا التدهور المستمر لثقافتهم السياسية. وفي الوقت الذي حافظ فيه الجمهوريون على مجلس الشيوخ إلا أن الناخبين رفضوا دعوة ترامب للتصويت بناء على الخوف من المهاجرين وتصوير معارضيه بالأعداء الخطيرين.

ويستطيع مجلس النواب التحقيق في الكثير من مخالفات الإدارة ويطالب بالمحاسبة: سياسة تفريق الأطفال عن آبائهم والقرار المثير للشك بإضافة سؤال حول المواطنة لإحصاء عام 2020 وتحرش الرئيس المستمر بالمحقق الخاص روبرت موللر. ووصول الديمقراطييين للغالبية تعني أنها فرصة لتقديم أجندة تشريعية إيجابية.

وفاز الديمقراطيون ليلة الثلاثاء لوعدهم بحماية العناية الصحية خاصة للأمريكيين الذين يعانون من أوضاع صحية قائمة. وكانوا فعالين في إقناع الأصوات المعتدلة إلا ان حملتهم لم تؤد إلى تفويض واضح أبعد من أهدافهم. فقد وضع الجمهوريون سلسلة من المقترحات ولكن مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون يمكنه عرقلتها. لكنه يستطيع وضع مسار سياسي جديد للبلد. وربما كانت البداية بدعم العناية الصحية ثم تعديل قوانين ملكية السلاح الفدرالية. وفي الوقت الذي حرم فيه الجمهوريون العلم فلربما دعم الكونغرس الجديد سياسات حماية البيئة وتخفيف القيود عن المهاجرين “الحالمين” وغيرهم من المهاجرين الذين يعيشون بدون وثائق. ويجب عليهم إعادة أمريكا لموقعها الصحيح كبلد يرحب بالمهاجرين.

وترى “واشنطن بوست” أن “يوم الثلاثاء كان يوما سعيدا للديمقراطيين وربما كان يوما سعيدا للجمهوريين لو تعلموا من هزيمتهم ويعيدون النظر في المقايضة الشيطانية التي عقدوها مع ترامب. ولو أدت الإنتخابات لظهور الاخيار في الحزب من جديد فسيكون يوم خير على كل أمريكا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Dinars:

    الـ Washington post وأخواتها ينتصرن اليوم من خلال نهجهما الذي تغير منذ رحيل خاشقجي.
    بإمكان الإعلام الأمريكي تغيير أمريكا نحو الأفضل حتى يتراجع عُنف أمريكا في الداخل وفي الخارج.

إشترك في قائمتنا البريدية