مدريد ـ «القدس العربي»: توجد ملفات ومطالب متعددة أمام الملك الجديد لإسبانيا فيليبي السادس منها داخلية شائكة ومنها خارجية لا تعتبر تحديا كبيرا ولكنها هامة لإسبانيا وخاصة في المجال الاقتصادي في وقت تعاني منه البلاد من أزمة اقتصادية خانقة وتراهن على الاستثمارات الخارجية والصفقات ومنها أساسا الخليج العربي، ويستائل رجال الأعمال، هل يستطيع الملك الجديد تعويض دور والده الذي جمعته علاقات متميزة مع الخليج وانعكس ذلك تجاريا على شركات البلاد.
وفي مجال السياسة الخارجية، أعلن القصر الملكي الإسباني أن الملك الجديد سيتوجه الى أربع وجهات رئيسية في البدء وهي الفاتيكان والمغرب والبرتغال وهناك فرنسا كذلك. وجاء اختيار الفاتيكان بسبب الروابط الدينية التاريخية التي بين الفاتيكان والمؤسسة الملكية الإسبانية بحكم أن اسبانيا تعتبر من الدول الأكثر كاثوليكية في العالم، ويوجد تنسيق دائم بين الملكية والفاتيكان.
ويعتبر المغرب وجهة رئيسية ثانية للملك فيليبي السادس لما يشكله هذا البلد من أهمية استراتيجية في الأجندة الإسبانية اقتصاديا وسياسيا علاوة على العلاقات المتينة مع الملكية المغربية والتي تعود الى قرون. واختار الملك كذلك البرتغال، وهي الدولة التي احتضنت الملكية الإسبانية بعد طردها من البلاد بعد الحرب الأهلية في الثلاثينات. بينما تشكل فرنسا الوجهة الرابعة، وبدورها تبقى دولة هامة سياسيا واقتصاديا .
وإذا كانت هذه الوجهات الأربع تخضع لمنطق تاريخي وسياسي بالدرجة الأولى، فرجال الأعمال لهم رأي آخر ويدافعون عنه علانية ويتجلى في ضرورة اهتمام الملك الجديد بمنطقة الخليج العربي لسببين، دور الملك السابق خوان كارلوس في فتح مجال حقيقي للشركات الإسبانية في الخليج العربي، ثم تحول هذه المنطقة الى منقذ للإقتصاد الإسباني.
وعمليا، فالعلاقات السياسية بين اسبانيا والخليج العربي ضعيفة وليس هناك تقاليد، وقد ساهم الملك خوان كارلوس في تطويرها بفضل علاقاته الحميمية مع ملوك وأمراء الخليج العربي الى مستوى لقبوه «ملك الأندلس» أو «ملك غربي بدماء شرقية.
لكن الملك الجديد يفتقد لتلك العلاقات، ولا تجمعه حميمية خاصة مع أمراء وملوك الخليج العربي بسبب عقليته القريبة من العقلية الألمانية كما يقال في اسبانيا.
وحصلت اسبانيا خلال الخمس سنوات الأخيرة على صفقات فاقت 15 مليار يورو من الخليج العربي في البنيات التحتية أهمها صفقة تفوق 7 مليارات يورو لبناء القطارات السريعة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة وهناك صفقات في مجال الأسلحة وأخرى تنتظر بشأن تطوير الموانئ في الخليج تقدر بملايير اليورو.
ويطالب رجال الأعمال من ملك اسبانيا فيليبي السادس ضرورة برمجة منطقة الخليج وخاصة العربية السعودية والإمارات العربية ضمن الزيارات الأولى له الى الخارج قبل نهاية السنة الجارية. ويتذرعون أن حكومات مدريد تفشل في التفاوض مع ملوك وأمراء الخليج العربي الذين يفضلون، بدافع الكبرياء، التعامل مع الملوك وليس حكومات منتخبة ديمقراطيا.
ويعلق أحد الصحافيين ملك اسبانيا الجديد «ملك غربي بجماء غربية» ولكنه يجب أن يصبح «ملكا غربيا بدماء شرقية من أجل مصلحة اسبانيا التجارية».
حسين مجدوبي
الخليج أصبح نعجة للحلب من كل حدب وصوب. وأخشى أن ينطبق عليه قول الشاعر:
أجهدوا النعجة الهزيلة بالحلب ………..فخارت من وطأة الأجهاد
الصفقات التجارية العربية تحتاج للموسيقى والرقص والقبلات على الأنوف. العقلية الألمانية معها الإسكندفاية تتباكى أحيانا عن تمديد العرب للمدة الزمنية التي من المفترض أن تكون الأمورفيها جاهزة, بحيث يجب المرور بالطقوس ثم عامل الوقت المتوفر وبغزارة لدى العرب ” نأخدها على مهل ” بينما الآخرون يريدون إنهاء الصفقات في وقتها بدون بروتوكولات إضافية.
أنا عكس المقولة التي تقول ” إذا عربت خربت “, لكن …