إسطنبول: قالت اليمنية توكل كرمان، الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، الخميس، إنها تأمل بوجود توجه عالمي “صادق وجاد” هذه المرة لإيقاف الحرب في بلادها والعمل على بدء محادثات سلام.
جاء ذلك في كلمة لها، الخميس، في افتتاح مؤتمر “اليمن.. تحديات الحرب وفرص السلام”، المقام في إسطنبول، بمشاركة مجموعة من الباحثين بهدف تسليط الضوء على الملف اليمني.
وأضافت كرمان، في كلمتها أنها تأمل أن “تنهي هذه الجهود 4 سنوات من الحرب”، موجهة تحية لكل الدعوات الجادة المطالبة بإنهاء الحرب في اليمن، ومنها ما صدر عن وزيري الخارجية (مايك بومبيو)، والدفاع (مايك بنس) الأمريكيين، اللذين حددا مدة شهر لإنهاء الحرب.
إلا أنها شددت على أن “اليمن لا ينقصه الخطابات”.
ومن أجل تحقيق المصالحة الشاملة، حددت كرمان مجموعة نقاط هي: “إيقاف الحرب في اليمن، ورفع الحصار عنها، والعودة لاستئناف العملية السياسية من حيث توقفت”.
وزادت أيضا: “تشكيل لجنة عسكرية برعاية أممية تعمل على سحب الأسلحة من جميع الميليشيات، بحيث تكون الدولة صاحبة الحق الحصري لحمل السلاح، وتعمل اللجنة لبناء الجيش والأمن وفق أسس وطنية”.
وأوضحت أيضا أن من بين النقاط “تشكيل حكومة وطنية من جميع المكونات، بعد تحول الميليشيات لحزب سياسي، أو حكومة تكنوقراط، وكلا الحكومتين تشكل بإشراف أممي، وتعمل على تنفيذ الاستفتاء على مشروع الدستور”.
وأردفت: كذلك “تشكيل لجنة للسلم الأهلي، وأخيرا إعادة إعمار اليمن، والتزام السعودية والإمارات بالتعويض عن الدمار والخراب اللذين قامتا به في الحرب”.
واعتبرت أن المؤتمر مهم جدا لمناقشة الوضع اليمني حيث تم الحرص على مشاركة مزيج من الباحثين اليمنيين وغيرهم.
كرمان تدعو السعودية والإمارات إلى رفع أيديهما عن اليمن، و”الكف عن دعم الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة”
ووجهت مجموعة من الدعوات منها: “إنها الحرب، وإيقاف الحصار، وتمكين السلطة الشرعية، وفتح المطارات والموانئ، وعودة السفن لتؤدي دورها في المناطق المحررة”.
كما دعت السعودية والإمارات إلى رفع أيديهما عن اليمن، و”الكف عن دعم الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة”.
أما الرئيس التونسي السابق، المنصف المرزوقي، وهو رئيس المجلس العربي للدفاع عن الثورات العربية، فوجه التحية لتركيا شعبا وحكومة ورئيسا لاستضافتهم جميع حركات التحرر العربية، واستضافة أكثر من 3 ملايين لاجئ عربي.
وقال المرزوقي، في كلمته، إن الأشخاص الذين هم وراء هذه المآسي “يصلون الخمس ويقبلون أطفالهم كبشر عاديين ومع هذا يرتكبون مثل هذه الجرائم البشعة”.
ولفت إلى أننا “أمام إشكالية ضخمة، إن في البشرية قدرة هائلة على الوحشية، وقدرة هائلة على تحمل الوحشية، وحجم المأساة الإنسانية كبير في اليمن، والجميع يتحمل المسؤولية”.
وأضاف: “إما أن نستكين للنخب الفاسدة أو يتم سحقهم، فهل سيكون هناك مجال للثورة السلمية الديمقراطية؟”.
وختم بالقول: “نحن أمام جملة من التحديات ويجب أن يكون اليمن آخر المآسي، ونهاية سلسلة الكوارث، وهذا هو التحدي المفروض علينا”.
من ناحيته، قال المعارض المصري، زعيم حزب “غد الثورة” المصري، أيمن نور إن “المؤتمر يعطينا أملا حقيقيا لتطوير أداء أنصار الربيع العربي”.
وأضاف: “أصبح واضحا أن هناك غرفة سوداء واحدة توحدت ضد الثورات بدءا من تونس وليبيا ومصر واليمن وسوريا للإجهاز على الربيع العربي”.
وتابع: “اليوم لدينا ضحايا الثورة المضادة بالملايين، وأحد ضحايا الثورات المضادة الصحافي السعودي جمال خاشقجي، الذي كان يعتقد أن التغيير قادم في العالم العربي، وأكثر من دافع عن الثورات وخرج للدفاع عن الربيع العربي”.
وأبدى نور اعتقاده أنه “بعد ما حدث لخاشقجي، نحن أمام بداية تغييرات جديدة في العالم العربي، في كل مكان هناك أيقونات، وأيقونة الموجة الثانية من الثورة هي خاشقجي”.
ويختتم المؤتمر أعماله، اليوم، ويتضمن جلسات عن الحرب في اليمن وتداعياتها ومآلاتها، وحقوق الإنسان، والمسؤولية الدولية، والسلام والمصالحة، وغيرها من القضايا.
وينظم المؤتمر “مؤسسة توكل كرمان الدولية”، وشهدت الجلسة الافتتاحية كلمة لجودت يلماظ نائب رئيس حزب العدالة والتنمية للشؤون الخارجية. (الأناضول)