اسرائيل بحاجة ماسة الي حوار داخلي مع جميع الفئات والأطراف الداخلية لصياغة مستقبل الدولة وإقرار حدودها الدائمة
بدون التفاوض مع الفلسطينييناسرائيل بحاجة ماسة الي حوار داخلي مع جميع الفئات والأطراف الداخلية لصياغة مستقبل الدولة وإقرار حدودها الدائمة عرضت فرصة لحكومتنا القادمة ـ وواجب ايضا ـ تاريخية: هو أنها تستطيع باجراء مستقل، مبادر اليه خططت له هي أن تخطط الاستقرار داخل الحدود الدائمة مع تحادث داخلي اسرائيلي. يجب علي اسرائيل أن تحد حدودها بنفسها، من غير أن تكون متعلقة بالآخرين من اجل ذلك. لكن عليها فعل ذلك مع الفحص العميق الحقيقي للتنازلات التي سيضطر كل جانب في الحوار الاسرائيلي الداخلي الي فعلها: الي أي حد يستعد أحد الجوانب لتفكير مجدد في الخريطة الهيكلية للكتل الاستيطانية التي ستبقي ـ اذا بقيت أصلا ـ مع اسرائيل، والي أي حد يكون الآخر مستعدا للتنازلات لمصلحة الطابع اليهودي ـ البارز لدولة اسرائيل، وهل سيشفق بعضهم علي انهيار مشروع حياة جمهور المستوطنين وأنصارهم، للتوصل الي اتفاق وطني واسع؟.تقضي علينا عِبر الانفصال أن نستعد لاخلاء منظم، مخطط له، مناسب يُنفق عليه للمستوطنات في يهودا والسامرة. قضايا الاراضي، ونقل المستوطنات، والبني التحتية، والعمل والتربية سيُنفق عليها وتعالج سلفا بخطط متعددة السنين. لن تكون هناك بعد ادارة تقام علي عجل في اطار خطة انفصال ليس لها استمرار واضح محدد، بل جهد وطني مراقب، تشترك فيه مكاتب كثيرة، لبناء مستوطنات جديدة باتفاق واسع ـ وأحياء جديدة في مستوطنات قائمة ـ داخل الخط الاخضر.يُحتاج اذا الي عمل مصالحة وطنية بعد سنين من الفصام بلغت الي الغليان مع الانفصال، وفي أحداث عمونة وفي ميدان صهيون. من الأحاديث الي المستوطنين يبدو لي أن الحكومة ستجد فيهم محادثين في قضية صياغة مستقبل الدولة وحدودها. إن أجزاء كبيرة من الجمهور اليهودي في المناطق، والحاخامات المعتدلين بل مجلس يشع ورؤساء المجالس المنتخبين، قد يكونون شركاء حقيقيين في عملية كهذه. لا يجوز الاستخفاف بأولئك من بينهم الذين يفضلون التمايز، والانعزال والمقاومة، وبعضهم بعنف مفرط بل بأعمال بغيضة تقاوم أفراد الشرطة والجنود. لكن كثيرا منهم هم من يطلبون العودة والاتصال. بين المستوطنين انتشر ضباب المعركة . يفهمون أن الأمر قد قُضي، وأن ضرورة الخروج من أكثر المناطق ليست ضرورة حيوية فقط لدولة اسرائيل، بل هي اجماع عام وسياسي ايضا.في الضفة الغربية ـ علي عكس الوضع الذي ساد غوش قطيف ـ يعمل كثير في القدس وفي غوش دان. الزعزعة في العمل لن تكون كبيرة جدا ولن يبقي الناس بلا مصدر عيش. ينبغي الاهتمام باقامة أحياء أو مستوطنات جديدة، وباعداد البني التحتية للنظم السكنية، والتربوية والصحية، واذا ما أراد المستوطنون فينبغي الاهتمام بنقل طوائف كاملة كما هي، مع كل شرايين حياتها. لم يُسبب الاحتلال الارهاب ولن يكون وقف الاحتلال جائزة للارهاب. بل لا ينبغي أن نفترض أن الارهاب سينقطع بعد انفصال آخر، يُفضي الي حد حدود مؤقتة، في السبيل الي حدود دائمة. لكن ليس الأمن فقط، بل صورة الدولة تثبت لامتحان في هذه الايام. سنحارب الارهاب بلا هوادة. بمقابلة ذلك، تعالوا نحقق نحن، تحقيقا مستقلا، حقنا في تقرير مصيرنا بحوار داخلي، وباتفاق قدر المستطاع.جلعاد سارسياسي، وعمل مديرا لديوان رئيس الحكومة(يديعوت احرونوت) 26/2/2006