تحليل: هل دخل العراق في مرحلة الحرب الأهلية؟

حجم الخط
0

تحليل: هل دخل العراق في مرحلة الحرب الأهلية؟

تحليل: هل دخل العراق في مرحلة الحرب الأهلية؟واشنطن ـ من كلود صالحاني:متي يعلن رسمياً عن بدء حرب أهلية؟. متي يمكن إعطاء الاقتتال المذهبي واستخدام السيارات المفخخة والخطف واحتجاز الرهائن مقابل فدية وأحداث العنف المتبادلة بين مذاهب الطائفة الواحدة، وصف الحرب الأهلية؟ لقد مضي علي الحرب في العراق اليوم ما يقارب ثلاث سنوات وفي كل مرة تصاعدت فيها حدة الاقتتال كان الناس يسارعون للقول سوف تتحول المسألة إلي حرب أهلية . لكن… لكن عددا من المسلحين الذين نزلوا من سيارتين الأربعاء الماضي اقتحموا أحد أقدس المزارات الشيعية في سامراء ـ مزار الإمامين علي الهادي وحسن العسكري – وقتلوا أربعة أو خمسة حراس عادوا لتوهم من أداء صلاة الفجر. ثم قامت المجموعة بتفجير القبة المذهبة للمزار التاريخي مما أوقع عددا ًمن القتلي والجرحي. وفي النزاعات المذهبية التي أعقبت انتشار أنباء الاعتداء علي المزار الشيعي، قتل ما لا يقل عن 130 شخصاً بعد أن أقدم المسلحون الشيعة الذين سعوا للثأر علي مهاجمة المساجد السنية مما ولّد ردود فعل مماثلة من قبل السنة واستمرت دورة العنف. وفقد الناس في العراق الحس بالتفتيش عن السبب الأول الذي أدي لدورة العنف القائمة، لكن لم يعد الأمر مهماً، إذ بدأ الكره يغذي نفسه. وقتل في شمال بغداد 19 شخصاً من بينهم 11 مدنياً في تفجيرين انتحاريين. وقالت قيادة الجيش الأمريكي ان 4 جنود من الفرقة الأولي في اللواء 101 المحمول جواً قتلوا عندما انفجرت قنبلة مزروعة علي جانب الطريق بالقرب من الحويجة. ووصل عدد القتلي الأمريكيين في العراق حتي 23 شباط /فبراير الحالي إلي 2290 قتيلاً. واستناداً لمصادر من الشرطة العراقية وتقارير إعلامية فإن سيارة انفجرت علي بعد 75 ميلاً إلي الشمال الشرقي من بغداد أدت لمقتل ثلاثة مدنيين وجرح ثلاثة آخرين. فهل هذه حرب أهلية؟ منذ اليوم الأول لدخول القوات الأمريكية وقوات الحلفاء إلي بغداد آذار/ مارس 2003، توقع السياسيون والصحافيون والخبراء أن نشوب الحرب الأهلية في العراق أمر واقع، فهل هذه هي؟ هل هذه هي الحرب الأهلية؟ وقالت هيذر كوين مسؤولة البرامج في دائرة الوساطة وحل النزاعات في معهد السلام الأمريكي في واشنطن ليونايتد برس انترناشونال ليس بعد . وأضافت مهما كان الوضع سيئاً في العراق، لم تبدأ الحرب الأهلية بعد. الأمر الذي يبقي البلاد بعيدة عن الحرب الأهلية هو انضباط القيادة الشيعية. سيكون كابوساً مزعجاً، تخيّل الوضع لو أنهم تركوا الأمور تسير وفقاً للأهواء . ومع ذلك فإن الكابوس ماثل أمام أعين الكثيرين من العراقيين أكان ذلك حرباً أهلية أم لا. ونتيجة لتفجير المزار المقدس، أقدم مسلحون مجهولون علي قتل 47 عاملاً مدنياً علي متن باص وألقوا بجثثهم في قطعة أرض بالقرب من بغداد الخميس الماضي في وقت نشبت فيه معارك مذهبية بين الميليشيات المختلفة. وقال مسؤولون سنة ان 168 مسجداً هوجمت وقتل 10 أئمة وخطف 15 آخرون في الساعات التي تلت الاعتداء علي مسجد العسكرية في سامراء. ومن بين القتلي الذين سقطوا في هذه الحوادث ثلاثة صحافيين يعملون في محطة العربية الفضائية وجدت جثثهم علي مشارف بغداد. وتعتبر محطة العربية التي تتخذ من دبي مقراً لها من القنوات التلفزيونية المؤيدة للسياسة الأمريكية في المنطقة. ودعا الرئيس العراقي جلال الطالباني وهو كردي من الشمال، قادة المجموعات السياسية إلي اجتماع طارئ لكن جبهة التوافق العراقية التي تمثل أكبر مجموعة سنية داخل البرلمان المنتخب حديثاً قاطعت الاجتماع. وقال الطالباني للصحافيين ان أفضل طريقة لتجنب تصاعد النزاع هو عبر تشكيل حكومة وحدة وطنية الأمر الذي لم يتحقق لغاية اليوم. فلماذا لا يعتبر هذا الوضع حرباً أهلية؟ أضافت كوين بسبب الحسابات السياسية بين الشيعة. إنهم يحصلون علي ما يريدون. إنهم يفوزون وهم الغالبية ويمكنهم الحصول علي أكثر من ذلك بهذه الطريقة علي الأرجح . وقالت أكثر من ذلك، لا يزالون يسيطرون علي الميليشيات. الأمر مخيف إذا أردنا مشاهدة الصراع علي النفوذ بين الميليشيات . إذا كان هذا ما يفسر سبب عدم دعوة القادة الشيعة إلي الدخول في حرب أهلية شاملة فما الذي يؤخر السنة؟ وقالت الخبيرة في معهد السلام الأمريكي أعتقد أن هناك انقساما كبيرا في صفوف السنة. إذا دخلت في حرب أهلية شاملة ضد غالبية السكان فأنت خاسر حتما ً . ماذا عن المجموعات الأخري، المحرضون؟ الإرهابيون؟ القاعدة؟ أبو مصعب الزرقاوي؟ وقالت ليونايتد برس انترناشونال هناك مجموعة أخري هم المقاتلون الأجانب. هناك حتماً مجموعات تحمّي النزاع . لكنها توضح أن ما ساعد لغاية اليوم في بقاء الحرب الأهلية علي المشارف هو أن القيادة السياسية الشيعية والقيادة الدينية أدانتا الاعتداء علي المزار المقدس حيث أنهما تمكنتا لغاية اليوم من ضبط الاحتقان والغضب ضد الإرهابيين . وبالفعل، قد يكون هذا العمل التكتيكي ناجحاً هذه المرة، لكن ماذا عن المرة المقبلة أو التي تليها؟ إلي متي يمكن لهذه الحرب الأهلية التي ليست حرباً أهلية أن تستمر قبل أن تحمل اسمها الصحيح؟ (يو بي آي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية