تعز ـ «القدس العربي» : ذكرت مصادر حزبية يمنية وإماراتية رسمية، أن رئيس حزب الإصلاح محمد عبد الله اليدومي، والأمين العام للحزب عبد الوهاب الآنسي، ذهبا إلى أبو ظبي للمشاركة في مؤتمر (المواطنة الشاملة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، الذي استضافته أبو ظبي أمس الأول، ويستمر حتى الخامس عشر من الشهر الجاري، فيما أحاط حزب الإصلاح هذه الزيارة بالسرية التامة، إذ لم تنشر وسائل إعلامه أي خبر عن ذلك.
وأوضحت وكالة أنباء الإمارات (وام) الحكومية، أن ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، محمد بن زايد آل نهيان، التقى، في مجلس قصر البحر في أبوظبي، بالمشاركين في مؤتمر المواطنة الشاملة، ومن بينهم قيادة حزب الإصلاح اليمني.
وحظي حضور قيادة حزب الاصلاح لهذا المؤتمر في أبو ظبي باهتمام كبير من قبل السياسيين اليمنيين، وقرأوه برؤى مختلفة، تصب جميعها في خانة الاستغراب، والتي تعمل في طياتها عناصر مفاجأة عديدة، خاصة بعد أن كشفت مصادر أمريكية الشهر الماضي استئجار أبو ظبي لمرتزقة أمريكيين لاغتيال قيادات حزب الاصلاح في اليمن في عدن، التي تقع تحت سيطرة ونفوذ القوات الإماراتية هناك منذ استعادتها من الانقلابيين الحوثيين في صيف 2015.
وواجهت أبو ظبي جراء ذلك مواقف حرجة وردود فعل غاضبة من قبل المنظمات الحقوقية المحلية والدولية، طالب بعضها برفع قضايا جنائية في المحاكم الدولية ضد قادة أبو ظبي تحديدا، لممارستهم انتهاكات حقوقية صارخة في اليمن، يرقى بعضها الى مستوى جرائم حرب.
وفسّر سياسيون يمنيون لـ«القدس العربي» تقارب أبو ظبي مع حزب الإصلاح بأنه «محاولة لامتصاص موجة الغضب العارمة ضد أبو ظبي جراء جرائمها التي ارتكبتها ضد قيادات حزب الإصلاح في عدن، ومحاولة لانتزاع فتيل الأزمة بين الجانبين، بعد أن كانت أبو ظبي تصنفه في خانة الأحزاب غير المرغوب بها في اليمن».
وذهب آخرون إلى أن استضافة أبو ظبي لقيادة حزب الإصلاح، وهو الحزب الأكثر تأثيرا سياسيا وحضورا وفاعلية في الساحة اليمنية، ربما هي محاولة من أبو ظبي لضرب إسفين بين قيادة حزب الإصلاح وبين الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الذي يمر بأزمة خانقة مع أبو ظبي والتي تسعى إلى سحب البساط من تحت قدميه بشتى الوسائل، على الرغم من أن الأمين العام لحزب الإصلاح هو رسميا أحد مستشاري الرئيس هادي.
وكشفت لندن، الثلاثاء، أن التحالف العربي في اليمن وافق على إجلاء جرحى من جماعة الحوثي إلى سلطنة عمان، بعد زيارة أجراها وزير الخارجية البريطاني، جيرمي هانت، إلى السعودية والإمارات.
وأوضحت الخارجية البريطانية، في بيان، أن التحالف الذي تقوده الرياض، وافق على إجلاء الجرحى الحوثيين، إثر جولة هانت في المنطقة، الإثنين.
وتابع البيان أن الملف شكّل عقبة أساسية وسببًا لتعثر محادثات جنيف بين أطراف الصراع، في سبتمبر/أيلول الماضي.
وأضاف أن الأمم المتحدة ستشرف على نقل 50 جريحًا للعلاج، قبل انطلاق جولة محادثات جديدة مقترح عقدها في السويد خلال نوفمبر/تشرين الثاني الجاري. (تفاصيل ص 10)