واشنطن ـ «القدس العربي»: اكد مسؤول كبير في وزارة الدفاع الامريكية بان ليبيا اصبحت مغناطيسا للتنظيمات الارهابية منذ عملية الاطاحة بالرئيس السابق معمر القذافي في عام 2011 حيث قال ديريك شالوت مساعد وزير الدفاع لشؤون الامن الدولي في شهادة امام الكونغرس بأنه من الواضح ان ليبيا نقطة جذب للمتطرفين وان الجماعات الارهابية تذهب حاليا الى هناك.
وقال مسؤولون في الادارة الامريكية ادلوا بشهادتهم امام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب ان الولايات المتحدة انفقت اكثر من 100 مليون دولار على مساعدات ليبيا ولكنها تواجه صعوبة في اعادة بناء البلاد بسبب عدم وجود الامن للشخصيات الامريكية العاملة هناك.
واتهم مشرعون امريكيون على الفور الادارة الامريكية بالاهمال وقال النائب اد رويس رئيس اللجنة بأن الجماعات الارهابية كما هو واضح من افادات البنتاغون تتخذ ليبيا كساحة تدريب في حين تنزلق البلاد الى حالة من الفوضى مؤكدا بان نقص الاهتمام من قبل القيادة الامريكية للسماح بليبيا بالمرور في المرحلة الانتقالية نحو الديمقراطية قد ادى الى عدم انجاز المهمة كما ينبغي .وقال النائب ستيف شابوت ان الوضع الليبي يحتل مرتبة عالية جدا في لائحة الخيبة الامريكية .
وقد حققت الجماعات المتطرفة اكبر نجاح لها في ليبيا عندما اقتحمت القنصلية الامريكية في بنغازي ووحدة المخابرات الامريكية المركزية وقتلت اربعة من بينهم السفير الامريكي كريس ستيفنز في الحادي عشر من ايلول عام 2012.
وتسعى وزارة الدفاع الامريكية الى تعزيز الامن في ليبيا عبر تدريب 8 الاف من قوات الامن العامة ولكن القيادة المركزية الامريكية لافريقيا لم تبدأ بعد في انجاز هذه المهمة . وقال ديريك شالوت بان العمل تباطأ نظرا لعدم القدرة على تحديد الليبيين الذين سيتم تدريبهم فضلا عن عدم وجود مكان امن للتدريبات .
واوضح شالوت بان الخطة الامريكية لتدريب قوات ليبية ستمتد الى 8 سنوات وبكلفة تزيد عن 600 مليون دولار ولكن الحكومة الليبية لم تبدا بعد في دفع تكاليف التدريب في حين اعربت عدة دول اوروبية وخاصة ايطاليا عن استعدادها لدفع التكاليف من جيوبها الخاصة وذلك لخوفها من تدفق اعداد كبيرة من المهاجرين على اراضيها .
واضاف المسؤول الامني الامريكي بان ايطاليا بالذات تراقب حركة تدفق هجرة هائلة تخرج من ليبيا وهي قلقة من وجود خلايا متطرفة بين المهاجرين .
وقال ان باترسون مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الادنى بان هنالك مخاوف من ان بعض مخزونات اسلحة القذافي والتي تشمل صواريخ ارض – جو قد رحلت بطريقة ما الى سوريا وغيرها من البلدان مضيفا بان انتقال ليبيا لتشكيل حكومة ديمقراطية يتطلب مشاركة مكثفة من قبل الولايات المتحدة لسنوات عديدة .
رائد صالحة
يقتلون القتيل ثم يتباكون عليه ذلك هو ما تقوم به أمريكا وحلفاؤها في أوروبا والدول العربية فجميعهم شارك في جريمة إسقاط النظام الشرعي الذي كان الشعب الليبي وجيرانه من العرب والأفارقة ينعم معه بالأمن والأمان والإستقرار السياسي والإقتصادي والإجتماعي على مدى أكثر من أربعين عاما حيث تولت أقوى قوة في العالم الناتو وبمشاركة بعض الدول العربية وبموافقة من الجامعة التي يفترض أنها عربية تدمير البنية السياسية والعسكرية والمدنية في حرب تواصلت لأكثر من ثمانية أشهر وعلى مدى ساعات الليل والنهار ثم سلمت ما تبقى من حطام إلى عصابات عاثت في ليبيا فسادا وقتلا وتدميرا ونهبا وسلبا وحولتها إلى ساحة يصول ويحول عليها أخطر المتطرفين دينيا وعرقيا ولم يسلم من خطرهم حتى الدول التي إعتبرتهم زورا وبهتانا ( ثوارا ) خلصوا ليبيا حسب زعمهم من نظام إستبدادي ليستبدلوه بالفوضى العارمة وأبشع ألوان الإستبداد والقمع والإجرام .