اسطنبول – «القدس العربي»: ما زال قرار «حكومة الانقاذ» المقربة من هيئة تحرير الشام، بتغيير علم الثورة السورية، يثير انتقادات عديدة بعد البيان الذي اصدرته «الهيئة التأسيسية للمؤتمر السوري العام» المقربة من هيئة تحرير الشام، والذي جاء فيه اعتماد «علم واحد وراية واحدة في الشمال المحرر، وهو مؤلف من أربعة ألوان وهي الأخضر من الأعلى والأبيض في الوسط، وفي الأسفل اللون الأسود، ويكتب بالوسط على اللون الأبيض وباللون الأحمر عبارة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) بالخط الرقعي». ويضيف البيان أن «هذا القرار نافذ ضمن المناطق المحررة، ويبلغ من يلزم تنفيذه من وزارات ودوائر حكومية ومجالس محلية وبلديات».
أكثر الانتقادات صدرت من طرف القوى المعارضة للتيار الجهادي في الثورة السورية، باعتبار «ان علم الثورة أو علم الاستقلال، متفق عليه اصلاً من معظم قطاعات وفعاليات الثورة»، الاكاديمي السوري عمار المصري، قال لـ»القدس العربي»: «الصيغة التي من خلالها اتخذ قرار تغيير العلم، هي صيغة تسلطية اقصائية تتجاهل كل الفعاليات الموجودة على الساحة، هي التي استفزت هذه الفعاليات بشكل أدى إلى ردود أفعال غاضبة».
الاكاديمي السوري عمار المصري أضاف: «اننا في الثورة السورية وما وصلت اليه اليوم، يفترض ان نكون قد تجاوزنا مثل هذه المسائل الخلافية التي دائما يصر الطرف نفسه على اثارتها امام الكم الهائل من الالتزامات والاستحقاقات التي ينبغي التفرغ لها»؛ «المصري» لم يحدد من هو «الطرف» المقصود بكلامه.
الناشط في الثورة السورية، احمد أبا زيد، وجد ان «علم الثورة لم يتغير ولا أحد يمكنه تغييره، لأنه واقع تاريخي ورمز ثوري مجمع عليه بين أنصار الثورة طيلة سبع سنوات». وأوضح، ان الذي حصل «اقدام ما يدعى «الهيئة التأسيسية» وهي الجهة المؤسسة لحكومة الإنقاذ وكلاهما ذراع مدني لهيئة تحرير الشام، على اصدار قرار برفع راية مشابهة لعلم الثورة السورية، لكن مع عبارة التوحيد بدلاً من النجمات الثلاث، وهو قرار يخص جبهة النصرة وانصارها، الذين حاربوا كل ما يتعلق بالثورة السورية سابقاً، سواء علم الثورة الذي اعتدوا عليه عشرات المرات، أو النشطاء المدنيين أو فصائل الجيش الحر، فقرارهم الأخير هو محاولة لإظهار كونهم سلطة الأمر الواقع في إدلب واستكمالاً لمشروعهم المعادي لعلم الثورة السورية ومشروعها»، حسب قوله.
اما الإعلامي السوري، احمد كامل، فلا يرى أهمية لتغيير «النجمات الثلاث إلى عبارة لا اله الا الله التي هي الجزء الأهم من عقيدتنا وليس لدينا أي اعتراض على العبارة. الا ان الاعتراض هو على تغيير العلم، وهو علم الثورة السورية والشعب وحده أو اغلبيته هم المخولون بالتغيير، وحينها علينا ان نحترم ارادتهم»، حسب قوله. والعلم يجب ان «يرمز لكل السوريين، فالحكومات عادة تمثل أو تعبر عن غالبية الشعب، لكن العلم يعبر عن كل الشعب، وحول قرار تغيير العلم فان من أرادوا تغييره هم جزء صغير من الشعب السوري ولا يحق لهم فعل ذلك»، وفقاً للاعلامي السوري احمد كامل.
وتحدث العميد المنشق احمد الرحال عن «رفض» قرار تغيير العلم من قبل «حكومة الإنقاذ التي تمثل هيئة تحرير الشام وهي لا تمثل الشعب السوري، والشعب السوري لا يستلم أوامره من حكومة الإنقاذ أو من بسام صهيوني أو غيره». كما ان الثورة السورية «لا تتبع تنظيم القاعدة ولا هيئة تحرير الشام ولا الحزب الإسلامي التركستاني ولا غيره، ولا يمكن لها ان تتلقى اوامرها من حكومة الإنقاذ أو الهيئة».
وأضاف «مشكلتنا مع هيئة تحرير الشام ليست مشكلة تغيير علم الثورة، انما النهج المتبع منها أو من القاعدة أو التركستان أو كل التنظيمات المشابهة»، ومع هذا، يقول العميد المنشق احمد الرحال، ان علم الثورة هو «علم الاستقلال وهيئة تحرير الشام لم تكن يوماً في صفوف الثورة حتى تفرض علماً للثورة».
ولكن هناك من اعتبر قرار الجهاديين في «تحرير الشام» خطوة إلى الامام، اقتربت به هيئة تحرير الشام من أجواء الثورة السورية بتبنيها علماً قريباً من علمها.
الاكاديمي ياسر النجار، يرى ان تغيير العلم «شيء إيجابي» لانه يعني «تقارب هيئة تحرير الشام مع الثورة، وعلمها الجديد قريب من علم الثورة، وبالتالي هو علمها الخاص بفصيلها كما هو حال الكثير من الفصائل التي تتبنى علماً خاصاً بها يميزها عن غيرها من الفصائل».
ويضيف ان تغيير هيئة تحرير الشام علمها إلى العلم الجديد يمكن «النظر اليه من زاوية مراجعات داخلية على المنحى السياسي كمقدمة لادماج كل الفصائل في فصيل واحد تحت علم الثورة السورية الذي هو علم الاستقلال».
انا حزبي وعلمي :الرغيف والسلام
علمي الرغيف سلــــمت للمجــــــــد
وعلى جبيــــنك باسم الســــــــعد
يا مهــد أجيال الهدى كتبـــــــــوا
لحن الجمال فأشرقت حلب
بوركـــت يا علمي الــسلام لنـــــــا
أمنا سموت من الهدى وطنا
ناداك قلب فـــي رباك بنــــــى
صـــرح الخلود بأنبل الأيــــدي