لغـز الرستمية هل يحتاج لمحقق أممي من وزن ميليس ؟

حجم الخط
0

لغـز الرستمية هل يحتاج لمحقق أممي من وزن ميليس ؟

د. أيمن الهاشميلغـز الرستمية هل يحتاج لمحقق أممي من وزن ميليس ؟يبدو أن (الرستمية) (20 كم جنوب بغداد) قد دخلت التاريخ من أوسع أبوابه، وصارت تتصدر نشرات أخبار وسائل الإعلام المحلي والأجنبي:ہ ليس لكونها موقعاً لأقدم وأعرق كلية عسكرية في الوطن العربي وتخرج منها كبار قادة الجيوش العربية فحسب، ہ وليس لكونها تضم أكبر مشروع لتأهيل مياه المجاري في العراق خصصت له سلطة إعمار العراق بعد الإحتلال 100 مليون دولار لإعادة تاهيله لاستقبال مياه المجاري من مناطق بغداد. كما أعلن مارك هاردمان المستشار الصحفي لمنطقة بغداد الوسطي في سلطة إعمار العراق، والذي أعلن أن هذه المحطة تصرّف مياه المجاري لمناطق الأعظمية والرصافة و9 نيسان والكرادة. ہ وليس لأن مشروع جنوب الرستمية لمعالجة المجاري يقوم بتوفير خدمات تعزيز الصحة العامة الي ثلث سكان بغداد تقريبا.ہ ولكن الرستمية تتصدر نشرات الأخبار لأن مشروع معالجة المياه الثقيلة في المنطقة اصبح مكانا لتجمع الجثث التي تلقي في المجاري حيث تجاوز عدد الجثث مجهولة الهوية التي تم العثور عليها في هذه المحطة التي تستقبل المياه الثقيلة من مختلف مناطق بغداد الرصــــافة ما يزيد عن 80 جثة، والحبل علي الجرار كما يقول البغداديون!ہ عشرات الجثث لأشخاص مجهولين عثرت الشرطة عليها خلال الاشهر القليلة الماضية ويبدو أن رمي الجثث في المجاري صار من البدع المبتكرة والاساليب الجديدة لدي عصابات الخطف والإجرام والإغتيال وتصفية الحسابات في التخلص من الضحايا الذين يقتلون يوميا في العراق. ہ وبات مشروع مياه مجاري الرستمية اللغز المحير للمواطنين، والمقبرة الجماعية المائية الجديدة في العراق الجديد، فلا يكاد يمر يوم إلا وتسمع من خلال وسائل الاعلام العثور علي جثث في هذا المشروع. ہ الوكالة الوطنية العراقية للانباء/نينا أفادت نقلا عن مصدر بالشرطة العراقية أن عدد الجثث التي عثر عليها في هذا المشروع خلال ثلاثة أشهر فقط من 1/11/2005 جاوز الـ 86 جثة وأضاف المصدر بأن أغلب هذه الجثث وجدت معصوبة الأعين ومقيدة الأيدي ومصابة بإطلاق نار في الرأس. كما أضاف بـ: ان سبب العثور علي هذه الجثث في المشروع يعود الي وجود محطة لسحب المياه الثقيلة في المشروع من المناطق المحيطة بها تقوم بسحب الجثث التي ترمي في المجاري الي المشروع .ہ مصدر في الطب العدلي العراقي صرح بأن عدد الجثث التي استلمتها مشرحة الطب العدلي من محطة تصفية الرستمية بلغت 208 جثث خلال أربعة أشهر!! وقال الدكتور قيس حسن رئيس قسم الاحصاء في معهد الطب العدلي: ان الجثث التي تصلنا من مشروع الرستمية غالبا ما تكون متفسخة ومربوطة الايدي ومعصوبة الأعين ولا توجد فيها اثار لاطلاق عيارات نارية . واضاف: ان اغلب الجثث يصعب التعرف علي هوية اصحابها بسبب بقائها في المجاري مدة طويلة . أمانة بغداد أعلنت علي لسان وكيلها بأن مضخات الماء العملاقة للمشروع تسحب تلك الجثث الي داخل المشروع لذا نضطر الي اغلاق المضخات بغية سحب الجثث الطافية في المشروع . ہ لسنا في معرض العتب علي أمانة العاصمة ولا الطب العدلي ولا حتي الشرطة فكلهم يبذلون ما يفوق طاقاتهم وإمكاناتهم من أجل تأدية واجباتهم، لكن من حقنا أن نتساءل: أما بذلت الجهود لمعرفة أسباب وجود هذه الجثث للضحايا في المجاري، ومن هم هؤلاء الضحايا؟ وما هي ظروف خطفهم وقتلهم؟ ومن يقف وراء هذه العمليات الدموية؟ وإلي متي يستمر نزف الدم العراقي ويُقتل الشباب العراقي البريء بلا ذنب جناه وبلا سبب سوي رغبة التعطش للدم وإزهاق الأرواح بأقذر وأخس الوسائل وأكثرها وحشية، وعلي أيدي زمر إجرامية لا تعرف الرحمة، ومستمرة في غيها وإجرامها طالما لا تلقي الردع العادل ولا الكشف الفني الدقيق وإقامة الدليل عليها، وعدم التستر عليها من أي طرف… الدم العراقي يستباح في كل الأرجاء وبمختلف الوسائل وطرق الإجرام المبتكر.. وما زالت الجريمة تسجل ضد مجرم واحد لا ندري عنه سوي أن اسمه (مجهول!) فإلي متي تبقي الجرائم في عراقنا تسجل ضد (مجهول)! وإلي متي يستمر مسلسل (الرستمية) التي تحولت من محطة لتصفية المياه الآسنة إلي مستودع لتجميع جثث الضحايا الأبرياء الذين اغتالتهم رصاصات الغدر والإجرام؟إلي متي… أم يا تري نحتاج إلي آرسين لوبين جديد، أو إلي محقق دولي أممي من طراز ميليس ليكشف لنا طلسم وأسرار الرستمية؟ أم ماذا؟كاتب من العراق8

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية