طريق عمان – بغداد: عيني «ماكو داعش» وبزنس الوعظ والإرشاد في السعودية

أمام عشرة مايكروفونات فضائية على الأقل من بينها «بي بي سي» و»أبو ظبي» و»تلفزيون عمان» وقف سائق عراقي بحزم على نقطة حدود طريبيل مع الأردن وهو يقول للمراسلين» عيني.. ماكو داعش على طول الطريق».
أعجبتني العبارة، لكن السؤال: أين ذابت هذه الداعش على طول الطريق بين الأنبار ومنطقة الرويشد الأردنية ؟ «دولة العراق والشام» لا يوجد أي مظاهر مسلحة لها أو رايات في منطقة الأنبار وعلى الطريق الدولي بين عمان وبغداد.
ذلك بكل الأحوال لا يحصل بالصدفة ويحصل لسبب رغم أن رئيس الوزراء نوري المالكي ظهر يرغي ويزبد على شاشة «البغدادية» وهو يتحدث عن مؤامرة «داخلية» أيضا، بل وكما ظهر على شاشة «الفرات» وهو يحذر مسؤولي الشرطة من البقاء في المنازل.
جنرال أردني خبير عسكري فكك لي ألغاز ما يقصده المالكي عبر الإشارة لإنه يقصد وزير الدفاع في حكومة المالكي المنتمي لعشائر الأنبار سعدون الدليمي وحسب إعتقاد الجنرال الصديق، فالمالكي يقصد إتهام وزير الدفاع بإطلاق الأوامر التي خلطت الأوراق في الموصل بالإنسحاب المذل الذي شاهده العالم، حيث كاد مذيع «البغدادية» يقفز من الشاشة وهو يطالب المالكي بمحاكمة الجنرالات الأربعة المسؤولين عن إنسحاب الموصل.
هذا الإنسحاب دفع الجميع للحيرة وما زال، لكن يبدو أن إسرائيل وكالعادة هي التي قطفت الثمار عبر الشحنات النفطية في الوقت الذي تتواطأ فيه تركيا، دون ان نلومها نحن معشر العرب لإننا مفرطون بالفطرة بكل حقوقنا ولا ينبغي ان نلوم شركاءنا من القوميات الأخرى، سواء أكانوا أكرادا أم تركا.
أحيانا «ماكو» داعش وأحيانا «أكو» دواعش.. بالدارجة الأردنية: شو القصة يا جماعة حدا يحاول يفهمنا؟

العريفي و»أم بي سي»

الداعية السعودي الشيخ محمد العريفي يبدو طريفا للغاية وهو يدعو عمليا لـ»تحريم» العمل في مجموعة فضائيات «أم بي سي»، التي فضحت الطابق وكشفت بأن حملة العريفي عشية شهر رمضان المبارك هدفها في الأصل مضايقة المجموعة التي ترفض تمكين العريفي من برنامج خاص يتحدث من خلاله للأمة كما يفعل بكل وصلاته الوعظية.
أنا شخصيا لا أحب «أم بي سي» ولا أستمتع بالكوكتيل الذي تقدمه ويخلو من أي هوية لكني لا أستمتع أيضا بالشيخ العريفي.. طبعا لا نعرف الحقيقة بعد ونثق بان «أم بي سي» لا تستطيع إتهام شخصية بحجم العريفي بإبتزازها على هذا النحو دون أدلة وبراهين، لكن اللافت أن موجات التحريم للعمل في الفضائيات إنطلقت كتسونامي ضمن الحزمة السعودية حصريا، سواء من الدعاة والمشايخ أو من الفضائيات، حيث وعد العريفي مالك «أم بي سي» أن يصلي عليه مما يوحي بأن العريفي لديه قناعة بأنه باق وخصمه سيرحل عن الدنيا، فيما الموت بعلم الله عز وجل.
الشيخ محمد براك أصدر بدوره فتوى قال فيها بان العمل في «ماخور» أقل إثما من العمل في «أم بي سي».
يمكن لـ»أم بي سي» تخصيص عشرات البرامج لكل المستثمرين في قطاع الإرهاب الأصولي أو بزنس الوعظ والإرشاد حتى تضمن أن يتوقف هؤلاء عن مهاجمتها.
اللافت أن محطة «الجديد» اللبنانية إستندت إلى مشايخ في مساجد السعودية في تقرير جريء للغاية كشف عن عدد الزوجات اللواتي سيحظى بهن المسلم عندما يدخل الجنة وربط التقريربجرأة بين الوعظيات السعودية إياها وبين ظاهرة الإنتحاريين الشباب الذين وعد كل منهم بـ 19 الف زوجة في الحياة الأخرى.. تخيلوا 19 ألف إمرأة يقول التقرير بان العديد من الشباب يموتون من اجلهن، لكن قارئة التقرير تسأل في الختام بخبث ودهاء عن النظام الغذائي الذي يضمن تدفقا للحيوية مع كل هذا الموج من النساء.
نعود لـ»أم بي سي».. دعاة السعودية المتشددون ومحطاتها الفضائية أيضا تعمل تحت إمرة «المعلم» نفسه.. إقتراحي المحدد أن يتدخل المرجع المشرف على المسارين لضبط جماعته بدلا من هذه المعارك التي إندلعت بين الموظفين من الجانبين أمامنا نحن المشاهدين العرب.
من حقي أن أعرف كمشاهد عربي بصورة محددة من هي السعودية؟ هل يمثلها العريفي والبراك أم جلسات «وناسة» الراقصة في «أم بي سي» وشقيقاتها؟ أرجوكم قولوا لي ما هي ومن هي السعودية؟
وحتى أثبت صحة سؤالي إليكم المشهد الذي بثته «العربية» للخطاب الذي القاه خادم الحرمين الشريفين بمناسبة شهر رمضان المبارك، حيث تحلق القوم في المكان بدون مصافحة الملك المكتفي بالتلويح بيده فقط، ثم أمام المايكروفونات سمعت بأذني التي سيأكلها الدود الملك يقول «ألله راضي عنا في السعودية «… كيف علم جلالة الملك بذلك؟

إسرائيل والطفولة

لا أعرف ما إذا كانت الترجمة إلى اللغة الإنكليزية صحيحة عندما تعلق الأمر بترويج وترجمة تعليقاتي ضمن الحلقة الحوارية لفضائية «رؤيا» الأردنية حول إختطاف المستوطنين الثلاثة في الخليل.
يبدو لي أنها ترجمة مغرضة وسياسية عبر منبر متلفز إسمه «ميمري» إجتزأت ما قلته حول إيماني بعدم وجود «طفولة» في إسرائيل.
يفترض أن أظهر كخصم للطفولة ورجل قاس يوافق على خطف الأطفال.
سألني المذيع الزميل مهند مبيضين عن الحادثة على أساس أن إسرائيل كيان لا يعرف الطفولة فقلت: طبعا لو كانت تعرف معنى الطفولة لما وجدنا مئات الأطفال الفلسطينيين الأسرى، خصوصا أولئك الذين صلى من اجلهم البابا فرانسيس الأول دون فائدة أو طائل خلافا بطبيعة الحال للجرحى والشهداء الأطفال.
رأينا عشرات الصور واللقطات الحية لأطفال مستوطنين يتحرشون وفي الخليل تحديدا بمواطنات ويلقون القمامة في طريق المصلين العرب ورأيت بام عيني في الخليل أطفالا يحملون أسلحة رشاشة يتجولون في محيط قرى الخليل من المستوطنين بدلا من الإسترخاء وممارسة لعبة «الأتاري».
إسرائيل كيان يعادي الطفولة ولا يسمح لها بالنمو الطبيعي، سواء أكانت طفولة عربية أم إسرائيلية والتعبئة الإجرامية واضحة في الأطفال المستوطنين الذين تحولهم الدولة العبرية يوميا إلى أسلحة من الحقد والطائفية والإستيطان والضحايا دوما أطفال فلسطين.
نعم على هذا الأساس إسرائيل لا تعرف معنى الطفولة ولا يوجد بين مستوطنيها أطفال وحرمت شعبنا الفلسطيني من الطفولة بالمقابل.

بسام البدارين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول د. هاني:

    مقال رائع و صادق شكرا جزيلا

  2. يقول م. حسن هولندا:

    تسعة عشر ألف زوجة تعني تسعة عشر الف حماة , وهذا إنتحار آكبر .

  3. يقول غادة الشاويش:

    بس ملاحظة يا اخ بسام : موضوع الزوجات التسعة عشر الفا وموضوع جهاد النكاح هو واحد من اساليب الحرب الاعلامية بين النظام السوري وخصومه وقناة الجديد ليست بعيدة ابدا بل هي تحاول شيطنة الخصم ووصفه بان اهدافه ( الروحية جنسية محضة )وهم يتقاذفون التهم بابناء المتعة وابناء جهاد النكاح ( انتقامات مذهبية رخيصة ) ، وطبعا التلفزيون ليس محاضرا في الفضيلة وبرامجه ( الهشك بشك وعوره الاعلامي بارز ومسيس ولا يصلح حكما من كان خصما ، فكل المسلمين وحتى مقاتلي الحزب في سوريايقرؤون قوله تعالى عن نعيم الجنة ( وهو لا يخص المقاتلين فقط ) (حور مقصورات في الخيام) على اعتبار ان الزوجة الجميلة هي نعمة وانا وانت مقتنعون بانها نعمة ولكنني لم اتمالك نفسي من الضحك على تعليق الاخ حسن هولندا فنعيم تسعة عشر الف زوجة لم يؤثر في نفسيته امام جحيم تسعة عشر الف حماة طيب يا رب تسعة عشر الف زوجة وبلا حماة واحدة يا اخ حسن واحلى تعليق لاخ حسن

  4. يقول محمد + العراق:

    السلام عليكم

    اخواني الاعزاء حاليا الطريق غير مومن بالكامل وهناك سيطرات تدعي انها من العشائر توقف السيارات المسافره الى عمان وعلى الهويه الطائفيه تاخذ الرجال وهم عصابات فارجو الانتباه والله يحفظ الجميع

إشترك في قائمتنا البريدية