اسرار غزو العراق: امريكا شنت غارات من السعودية.. ومصر سهلت تزويد الوقود
وثيقة عسكرية تكشف ان المخابرات الالمانية سربت لواشنطن خطة صدام للدفاع عن بغداداسرار غزو العراق: امريكا شنت غارات من السعودية.. ومصر سهلت تزويد الوقودلندن ـ القدس العربي :كشفت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية عن قيام عملاء للمخابرات الالمانية في بغداد بتسريب خطة الرئيس العراقي السابق صدام حسين للدفاع عن العاصمة بغداد للقادة الامريكيين، وذلك قبل شهرين من اعلان غزو العراق. وقدمت الخطة التي تقع في 90 صفحة للقادة الامريكيين الخيط الذي قادهم للتعرف علي طريقة تفكير القيادة العراقية وخططها الاستراتيجية. وتكشف الخطة عن دور دولتين عربيتين سهلتا عملية الغزو الامريكي وهما مصر والسعودية اللتان قدمتا دعما كبيرا للقوات الامريكية، فقد قدمت مصر لامريكا القواعد العسكرية اللازمة لتزويد المقاتلات الامريكية بالوقود، فيما سمحت الحكومة السعودية لامريكا باستخدام مطار عرعر في شمال غرب البلاد للقيام بعمليات من داخل اراضيها وسهلت تحرك القوات الامريكية الخاصة. وجاء الكشف علي الرغم من الموقف الالماني الرسمي المعلن الذي عارض غزو العراق، وتأكيدات حكومة المستشار الالماني السابق غيرهارد شرودر من ان المانيا قدمت دعما محدودا للعمليات العسكرية الامريكية. ولكن الدور الالماني، جاء في تقرير سري اعدته القوات الامريكية حمل عنوان كوبرا 2: القصة الحقيقية لغزو واحتلال العراق ، والذي سيصدر في شهر اذار (مارس) القادم في الولايات المتحدة عن دار بانثيون، ودار اتلانتيك في بريطانيا. وجاء الدور الالماني علي الرغم من توتر العلاقات الامريكية ـ الالمانية، الناتج عن الموقف المعارض للحرب وتعهد شرودور بعدم المشاركة فيها ودعم الموقف الفرنسي ايضا. وكان الرئيس الامريكي جورج بوش قد امتنع في عن مهاتفة المستشار الالماني الذي اعيد انتخابه في ايلول (سبتمبر). ووصف وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد، التحالف الفرنسي ـ الالماني ضد الحرب بانه لا يمثل الا اوروبا القديمة . ولكن العلاقات الامنية بين المانيا وامريكا تواصلت ولم تتأثر بالتوترات السياسية، حيث واصل العملاء الالمان عمليات التجسس علي العراقيين، ومن المهام التي كلف العملاء بها الحصول علي خطة الدفاع عن بغداد. واعتمد العراقيون لسنوات علي تفكير استراتيجي يعمل علي نشر القوات العسكرية علي طول الطريق الذي كانت القوات الغازية ستسلكه مما يعني تعويق تقدمها. ولكن صدام حسين، دعا في 18 كانون الاول (ديسمبر) 2002 قادته العسكريين وطلب تغييرا في الاستراتيجية، حضره نجله قصي الذي كان يقود الحرس الجمهوري. وبحسب الخطة التي تم الاتفاق عليها، كان صدام راغبا في نشر قوات في اربع حلقات دفاعية، منها الخط الاحمر والذي سيكون موقع تمركز قوات الحرس الجمهوري. وجاء الحديث عن الدور الالماني في وثيقة سرية اعدها الجيش الامريكي عام 2005 قيم فيها خطة صدام العسكرية، واشار فيها الي حصول العملاء الالمان علي الخطة ونقلها الي القيادة العليا. وفي شباط (فبراير) 2003 قام مسؤول امني الماني بالدوحة بنقل نسخة عن الخطة الي مسؤول مقرب من قائد القيادة المركزية الامريكية الجنرال تومي فرانكس. وتحتوي الدراسة الامريكية علي نسخة من المخطط الذي نقله الالمان. ولكن المهم في التقرير الجديد هو كشفه عن تفاصيل الدورين المصري والسعودي في تسهيل تحرك القوات الامريكية الجوية، وتزويدها بالوقود وحرية استخدام المجال الجوي المصري للقيام بمهام عسكرية فوق العراق. وجاء الدور المصري علي الرغم من تحذيرات الرئيس المصري حسني مبارك، ان غزو العراق قد يؤدي لفتح ابواب جهنم، وتقول الصحيفة ان القوارب الامريكية المزودة برؤوس نووية سمح لها بالعبور من قناة السويس بشكل تكون فيه قادرة علي توجيه صواريخ ضد اهداف في العراق. اما بالنسبة للسعوديين الذين قللوا من الدور الذي لعبوه في الحرب، فيشير التقرير الي انهم قاموا بفتح قاعدة عسكرية سرية في عرعر، للقوات الامريكية الخاصة دلتا فورس وتسهيل مهامها للقيام بعمليات داخل العراق. وكانت السلطات السعودية قد اغلقت المنطقة في وجه المسافرين تحت ذريعة منع تدفق اللاجئين العراقيين لاراضيها. ومع ان الولايات المتحدة اعتبرت المانيا متعاونة وليست حليفة في الحرب ضد صدام، الا ان السعودية ومصر كانتا متعاونتين ولكنهما خشيتا من الكشف عن دورهما، ولهذا وصفتهما امريكا بـ الحليفين الصامتين . وبالاضافة للتعاون الامني الالماني مع امريكا، فقد قدمت تسهيلات عسكرية اخري، حيث حرست الخطوط البحرية في القرن الافريقي، وذلك لتسهيل عمل قوات المهمات الخاصة 150، كما لعب الالمان دورا في فريق اثار الحرب الذي اتخذ من الدوحة في قطر والكويت مراكز له، كما قدمت البطاريات الخاصة بصواريخ باتريوت الي تركيا علي الرغم من معارضتها للخطوة التي وافق عليها حلف شمال الاطلنطي. وتقول الصحيفة ان الخطة للدفاع عن بغداد تعكس التفكير العسكري الذي دافع عن صدام وتعلمه الضباط العراقيون في الاكاديميات العسكرية البريطانية والباكستانية، ولهذا تمسك بها قصي الذي رفض اعتراضات جنرال كان مسؤولا عن الدفاع عن المدخل الجنوبي للعاصمة. وكانت المانيا قد اجبرت علي الاعتراف بلعب دور في الحرب، حيث قالت انه كان لها عميلان من جهاز المخابرات في بغداد خلال الحرب الا انها اصرت علي ان الجهاز لم يقدم سوي مساعدة محدودة للتحالف الذي قادته الولايات المتحدة. وفي تقرير صدر الاسبوع الماضي قالت الحكومة ان العميلين قدما للمسؤولين الامريكيين معلومات عن مواقع يحميها مدنيون او مواقع انسانية أخري مثل المعابد اليهودية ومخطوطات التوراة ومواقع محتملة لطيارين أمريكيين مفقودين . ودعا حزب الخضر الشريك الاصغر في حكومة شرودر وقت الغزو والحزب اليساري الي اجراء تحقيق قد يتطلب أن يدلي مسؤولون من الحكومتين الحالية والسابقة بشهاداتهم تحت القسم. وطالب الحزب المعارض الرئيسي الآخر وهو الديمقراطي الحر الاثنين الحكومة الجديدة وهي ائتلاف بين المحافظين بزعامة انجيلا ميركل وبين الديمقراطي الاشتراكي بزعامة شرودر أن تبلغ البرلمان بالامر.