إسطنبول – «القدس العربي»: قال الخبير في الشؤون التركية السياسية حمزة تكين، لـ «القدس العربي»: لا أظن أن تركيا بحاجة لمثل هذه النقاط العسكرية الأمريكية كي تحذرها من أي مخاطر قادمة من سوريا، فالجيش التركي قادر على حماية حدود بلاده، والاستخبارات التركية قادرة على تحديد أي خطر يحضر له من داخل الأراضي السورية، وبالتالي الذريعة الأمريكية غير منطقية على الإطلاق.
وليس من الحجة، أن يتحدث الأمريكان بأن هذه النقاط ستوضع لخدمة تركيا، وماذا فعلت واشنطن في شمال سوريا لصالح أنقرة، فهي لم تفعل أي شيء من هذا القبيل، بل على العكس، فإن كل المشاريع الأمريكية في المنطقة، لم تصب إلا في دعم تنظيم «ب ك ك – ب ي د الإرهابي».
وبطبيعة الحال، فإن هذه النقاط لن تثني تركيا عن الخطوات التي حضرتها ضد تنظيم «ب ك ك»، وما زلت أنقرة حسب الخبير التركي، تعطي واشنطن الفرصة لسحب يدها من هذا التنظيم، وإلا ستتدخل تركيا بشكل مباشر ضد التنظيم بعمليات عسكرية مباشرة، وهي جدية إلى أبعد مدى، ولن تتوانى عن ضربه ولو دعمه كل العالم، فالقضية خطيرة بالنسبة لتركيا، شعباً وأمناً قومياً، سواء دعمه بعض العرب والأوربيين والأمريكان، وستضربه بالطريقة المناسبة، وهي لا تزال تتخذ الطرق الدبلوماسية حتى اللحظة، في حال نجحت هذه الخيارات عن ثني الولايات المتحدة عن دعم الوحدات الكردية، وفي حال حصوله سيكون خيراً، وإلا فتركيا ستتوجه نحو الخيار العسكري عبر عملية مباشرة، ولن تؤثر هذه النقاط على تركيا في هذا الإطار.
تكين: «هناك مخطط لتقسيم 4 دول خدمةً لإسرائيل»
ورأى «تكين»، بأن مباشرة واشنطن في بناء نقاط مراقبة، هدفه تأمين خدمات استراتيجية لتنظيم «ب ك ك – ب ي د الإرهابي»، وتحقيق مستلزمات لوجستية لصالح الوحدات الكردية على أرض الواقع، وهذا حدث إن دل على شيء، فهو يؤكد على استمرار واشنطن بتمسكها بهذا التنظيم شمال سوريا لغايات خطيرة.
وعلى صعيد الحرب طويلة الأمد، قال تكين لـ»القدس العربي»: الولايات المتحدة الأمريكية بنت هذه التنظيمات الإرهابية، وبالتحديد شرقي الفرات السوري، لغايات واضحة جداً، أهمها تقسيم سوريا على المدى البعيد، وتهديد الأمني القومي التركي بهدف تقسيم تركيا، وتقسيم العراق مستقبلاً، ومن ثم تقسيم إيران. و»الغايات الأمريكية من بناء مثل هذه الدويلة الإرهابية شمالي سوريا، من أجل أن تتوسع مستقبلاً داخل تركيا والعراق، وربما نشير إلى سرقة الثروات الطبيعية من نفط وغاز سوري».
كما أن الولايات المتحدة الأمريكية، وفق الخبير التركي، لن تجد أفضل من هذا التنظيم لإقامة قواعد عسكرية أمريكية، وسرقة الثروات الباطنية السورية، ورغم يقين واشنطن بأن هذا التنظيم يشكل خطراً حقيقياً على دولة حليفة لها في حلف شمال الأطلسي «الناتو»، فإنها تضرب بعرض الحائط هذا التحالف، ولا تعيره أي اهتمام، وقيام دويلة كردية شمال سوريا، يخدم المصلحة الإسرائيلية، وستتخذ منه مبرراً لإقامة دويلة صهيونية يهودية في الشرق الأوسط، بذريعة وجود أمثلة مشابهة في المنطقة.
شكرا أخ حمزة تكين لتوضيح هذه المسألة المهمة جداً. وحقيقة هذا ماتفكر قيه الولايات المتحدة الأمريكية. وأتمنى ألا يحصل.
تحياتي لك.