الجزائر – «القدس العربي» من كمال زايت: طلب الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة من المدرب البوسني وحيد خليلوزيتش البقاء على رأس الجهاز الفني للمنتخب، في لقاء جمع الرئيس بوتفليقة برئيس اتحاد الكرة محمد راوراوة والمدرب وحيد خليلوزيتش، بعد عودة بعثة المنتخب الوطني من البرازيل، واستقبالها بحفاوة من عشرات الآلاف من الجماهير التي نزلت إلى الشوارع من أجل تحية اللاعبين الذين جابوا شوارع العاصمة الرئيسية على متن حافلة مكشوفة بألوان المنتخب.
وتأتي دعوة الرئيس بوتفليقة لوحيد خليلوزيتش بالبقاء على رأس المنتخب، بعد الحملة الواسعة التي انطلقت مباشرة بعد مباراة ألمانيا في الدور ثمن النهائي، والتي خسر فيها المنتخب بهدفين مقابل واحد، ولعبها الخضر بطريقة نالت إعجاب عشاق الخضر وجماهير الكرة في كل العالم، وبرر الرئيس طلبه بأن العمل الذي تم القيام به على مستوى المنتخب يجب أن يستمر، غير أن البوسني اكتفى بالرد أنه يجب الحفاظ على المنتخب والمستوى الذي وصل إليه.
كما أن الجماهير التي نزلت أمس لاستقبال بعثة المنتخب الوطني لم تكن تهتف إلا بحياة المدرب البوسني، منذ أن خرج من مطار الجزائر الدولي، إذ ارتفعت أصوات المشجعين بجملة واحدة: «الله أكبر، خليلوزتيش» وهي الجملة التي سمعها المدرب البوسني طوال الطريق الرابط بين المطار وقلب العاصمة الجزائرية، حيث اصطفت الجماهير على جانبي الطريق لتحية اللاعبين، الذين بادلوهم التحية، ووجد موكب المنتخب صعوبة كبيرة في شق طريقه وسط الجحافل البشرية التي أحاطت به، رغم الحرارة ومشقة الصوم، ولم تتمكن الحراسة الأمنية من فتح الطريق أمام الموكب، إلا بصعوبة كبيرة، ورغم ذلك فإن العشرات من الشباب ظلوا يركضون خلف الموكب، وبعضهم قطع المسافة من المطار إلى قلب العاصة مشيا، أي حوالي 20 كيلومترا، مع درجة حرارة ونسبة رطوبة مرتفعتين.
وجاب الموكب الشوارع الرئيسي للعاصمة مرورا بشارع جيش التحرير، ثم ساحة أول مايو، ليمر بعدها بشارع ديدوش مراد، فالبريد المركزي، حيث وجد صعوبة كبيرة في مواصلة السير، بعد تجمع الآلاف من الجزائريين لتحية اللاعبين وشكرهم على الأداء الجميل والتأهل التاريخي للدور الثمن نهائي لأول مرة في تاريخ مشاركات المنتخب قبل أن يعود ليستقر أمام مقر وزارة الشباب والرياضة بشارع بلوزداد.
وأثار تدخل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في موضوع بقاء المدرب وحيد خليلوزيتش جدلا على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، فالبعض استحسن استجابة الرئيس لهذا المطلب الشعبي، والبعض الآخر رأى فيه نوعا من الشعبوية، ومحاولة استغلال سياسي لموضوع رياضي، والإشكال في كل هذا، أنه في حالة موافقة خليلوزيتش على البقاء، وهو أمر مستبعد، فكيف سيتعامل اتحاد الكرة مع المدرب الفرنسي كريستيان غوركوف، الذي سبق وأن اتفق معه منذ حوالي ثلاثة أشهر؟