فاز صوت القسام
فاز صوت القسام حدد الشعب الفلسطيني كلمته الفصل فقال حماس . والاصوات التي افرزتها صناديق الاقتراع يوم الخامس والعشرين كانون الثاني (يناير) الماضي، هي تلك الاصوات نفسها التي دأبت بالامس القريب، علي اختيار امير الشهداء ياسر عرفات علي مر عقد من الزمان، وهي تلك الاصوات عينها التي انتخبت اليوم فصيل شيخ الشهداء احمد ياسين، وهي اخيرا، تلك الحناجر المبحوحة التي سارت في جنائز قوافل شهداء الانتفاضة، ومشت حماما دافئا في الموكب الجنائزي الرهيب للامير الراحل والشيخ الشهيد، والذي شهد العالم اجمع روعة تلقائيته وعفويته، ليقرأ علي انه اقوي استفتاء علي خيار هذا الشعب العملاق ببسالته وعزيمته، علي قلة عدته وتعداده، المارد بايمانه وعناده علي وفرة اعدائه وجلاديه.فيا ويحك يا كل من بلغ بك الحول ان تري غير ذلك، غير فلسطين واحدة موحدة ـ حماسها فتحها، جهادها جبهاتها كتائبها سراياها قسامها ألويتها وصقورها طلائعها. ويا ابخسك من قلم مأجور تود لو تستطيع ان تنغص اليوم علي فلسطين هذا التتويج، او تسول لك نفسك المنفصمة تعكير صفو هذا العرس المخطوط بشلالات من دماء زكية، حين وقفت وقفة المتفرج علي سفكها.وحين كان ان قرر العزم هذا الغرب نفسه، علي عد الاصوات، وتولي اعداد النتائج والاعلان عنها، حينذاك انتفت ذريعة المروحة هذه المرة، عن واشنطن ولندن وباريس، اذ كبر علي افواههم، قل علي مخارج اصواتهم، ان ينبسوا بان الشعب الفلسطيني قاطبة هم مجرمون ارهابيون قتلة، حيث انبرت ابواق من اعلي اهرام السلطة، ومراكز القرار باقطاب محور الخير من امريكا وبريطانيا وفرنسا، في هزات ارتدادية تقض مضاجعهم ليقروا علي مضض، تقززت به حتي وجوههم، بشفافية وصدقية وديمقراطية الانتخابات التشريعية الفلسطينية.الرهان ضخم والتحدي اضخم، لان حماس ولوحدها نجحت حيث اندحرت قوي دولية بأكملها، وانظمة عربية برمتها. حماس اليوم تصنع فوزا جليلا جميلا، خلخلت به مفاهيم دول عظمي، وانظمة صغري، انبطحت لهيجان الغول انبطاحا، اضحت ببغاوات لا تخجل من ترديد اردأ معزوفة عرفها تاريخ الموسيقي، و حماس اليوم تقلدت تكليفا ثقيلا باهظا بتلقينها صفعة مجلجلة ملء خد الضمير العالمي، الغافل منه والمتغافل، وحمله خانعا علي رد الاعتبار لطهارة البندقية الفلسطينية ونظافة سلاح المقاومة لدي الشعوب المضطهدة عبر العالم.بدر الدين الوليديالحسيمة ـ المغرب6