الناصرة ـ «القدس العربي»: خلافا لتصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، قال رئيسها السابق إيهود أولمرت في حديث للقناة الإسرائيلية العاشرة، إن إسرائيل لا تواجه خطرا وجوديا. ودعا حكومتها للعودة لطاولة المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، محذرا من أنها تفوّت فرصة قادرة على تغيير وجه الشرق الأوسط.
وضمن انتقاداته للحكومة الإسرائيلية قال إن تصريحاته الانفعالية ضد حماس تثقل على قدرة إسرائيل في مواجهتها. أولمرت الذي يزعم أن إسرائيل استعادت قوة الردع مقابل حركة حماس منذ حرب لبنان الثانية، ينصح نتنياهو بتحاشي الردود الانفعالية والمتعجرفة والتقليل من الكلام. ويتابع «عندما يفاخر رئيس الحكومة بأنه الأقوى ويهدد بالإبادة كما يفعل نتنياهو وحكومته اليوم لا بد من السؤال ماذا ينبغي أن تفعل حماس لنخرج ونطيح بها بعدما أطلقت علينا 520 صاروخا؟».
في هذه الحالة كان نتنياهو البطل الذي هدد وتوعد ولم يرد على حماس، وفي المقابل وبعدما أطلقت حماس بالونات خرج نتنياهو بتصريحات كبيرة مفادها أنه لن يسكت على التهديد المرعب. محذرا من أن التصريحات الانفعالية ستؤدي لصدام لا يريده طرفا الصراع، منوها لوجود تضخيم وعدم توازن على مستوى التصريحات ومحاولة لتصوير دراما كبيرة حول أمور حجمها أصغر في الواقع، وهذا خطير ويؤدي لفقدان قدرة الردع ويدفع عدوك للاستنتاج بأنك لا تفعل ما تقول.
وحول خطاب نتنياهو الذي زعم فيه أن هناك نية لعملية كبيرة تترتب عليها تضحيات، قال أولمرت إن هذا ينم عن محاولة مقصودة لخلق أجواء أزمة أمنية وجودية لا أزمة موضعية. وتابع «لم يحدث أي شيء ومن غير المتوقع أن يحدث شيء منذ استقال ليبرمان وحتى شارفت حكومة نتنياهو على السقوط، عدا أمرا واحدا تحدث عنه نتنياهو وهو «واقع أمني مركب وخطير» ولا صلة لهذا بالواقع. وكرر أولمرت قوله إن إسرائيل لا تواجه أي تهديد إستراتيجي اليوم بما في ذلك إيران، لافتا إلى كونه يتحدث كرئيس حكومة سابق مطلع على كل ما يدور وموجود وإلى موافقة كل رؤساء أجهزة الأمن على ذلك.
وفي الشأن السياسي حمل أولمرت على حكومة نتنياهو، وقال إنها تتفاوض مع حركة حماس وتتهرب من الحوار مع السلطة الفلسطينية. وقال إنه لا توجد جهة فلسطينية يمكن التحدث معها غير الرئيس محمود عباس (أبو مازن). وتابع «في فترة ولايتي أيضا تطورت العلاقات السرية والعلنية مع دول الخليج، لكن لن تكون هناك أي دولة عربية من هذه الدول مستعدة لاتفاق سلام وعلاقات دبلوماسية علنية في السنوات القريبة طالما أن القضية الفلسطينية عالقة. لدينا خيوط كثيرة تربط بيننا وبين دول الخليج وعلى رأسها السعودية، ولكن كل هذه الدول التواقة جدا لعلاقة رسمية مع إسرائيل لن تقوم أبدا بذلك طالما لم نحرز تسوية مع الفلسطينيين، ونحن اليوم نضيع فرصة تستطيع تغيير وجه المنطقة وربما العالم».
وردا على سؤال عما إذا كانت إسرائيل قادرة على إحراز تسوية مع الرئيس عباس، قال أولمرت إنه التقى الرئيس الفلسطيني قبل شهرين، وقد كان ودودا جدا وامتاز بصحة جيدة وصفاء ذهن تام. وتساءل إذا ليس مع أبو مازن فمع من إذن؟ وتابع فليسم نتنياهو شخصا فلسطينيا واحدا مستعد للتفاوض معنا. أبو مازن ربما ليس في أوج قوته اليوم وربما هو ليس الأقوى في العالم لكنني ملزم بالتعبير عما يقوله رؤساء الأمن عندنا ولا يستطيعون التعبير عنه علانية ومفاده أن أحد أسباب عدم وجود عمليات إرهابية « في مناطق الضفة الغربية الخاضعة للسلطة الفسلطينية هو تعاون الأجهزة الأمنية معنا وبتوجيه أبو مازن».
وخلص أولمرت للقول إن حكومة الاحتلال اليوم تنعت أبو مازن بالعدو وغير مستعدة للتفاوض معه، وفي المقابل تلعب لعبة معوجة مع حماس : من جهة لا نهاجم حماس، ومن جهة أخرى نسمح لها بحيازة مكاسب تضعف السلطة الفلسطينية الراغبة بعلاقات معنا».