الأجانب يغادرون دبي دون رجعة بسبب مخاوف من النزاعات الإقليمية التي تورطت فيها الامارات

رائد صالحة
حجم الخط
3

واشنطن- ” القدس العربي”:
لا يتكئ اقتصاد دبي على النفط، على النقيض من معظم مشيخات الخليج، بل على السياحة والتجارة والتمويل، حيث تستضيف الامارة الصحراوية واحداً من أكثر المطارات ازدحاما في العالم، وأطول ناطحة سحاب في العالم وأكبر ميناء في المنطقة في جبل علي كما أن وتيرة البناء مذهلة، ومن المتوقع أن ينمو إجمالي الناتج المحلي للأمارة بنسبة 3.3 في المئة في عام العام الجاري مقارنة مع 2.8 في المئة في العام الماضي.
تحت هذه الأرقام البارزة، هناك إشارات متزايدة على أن دبي تواجه مشاكل، إذ أدى ارتفاع أسعار النفط إلى خلق زخم على المدى القصير، ولكن الاتجاهات ” الهبوطية” على المدى الطويل تبدو واضحة كما يقول خبير البنوك إحسان خومان إضافة إلى العديد من المحللين في مجلة ” الايكونوميست”.

هناك إشارات متزايدة على أن دبي تواجه مشاكل

ولاحظت المنصة الاعلامية الاقتصادية الرائدة ان سوق دبي المالي تراجع بنسبة 20 في المئة على أساس سنوى، وهو أسوأ أداء في الشرق الأوسط كما أشارت إلى الانهيار الأخير لمجموعة أبراج، وهي أكبر شركة في مركز دبي المالي العالمي كما اصبحت تراخيص العمل الجديدة أقل بكثير، وتقلص سوق العمالة لأول مرة على الإطلاق، ولفتت المطبوعة إلى أن دبي تحجب الإحصائيات اللازمة للحصول على تصنيف ائتماني سيادي، ولكن الشركات المملوكة للدولة تقدم اشارات معقولة مما أدى إلى تخفيض تصنيف دبي في إلى التصنيف الثاني بسبب ضعف الاقتصاد.
ويشكل الأجانب أكثر من 90 في المئة من السكان، ولكن مدارس المغتربين بدأت في إغلاق ابوابها، كما أصبحت رحلات المغادرة تفوق رحلات القدوم، ويشكو وكلاء العقارات من وجود سلسلة من الشقق الفارغة، وقد أدى انخفاض الايجارات إلى جعل سوق العقارات في دبي ثاني اسوأ سوق في العالم عام 2017، وأشارت ” الإيكونوميست” إلى انخفاض سهم ” إعمار العقارية”، كبرى شركات التطوير العقاري في الإمارة بنسبة 38 في المئة، وقد تعلمت البنوك أن تصبح أكثر حصافة بعد أزمة الديون في عام 2009، عندما احتاجت دبي إلى عملية إنقاذ بقيمة 20 مليار دولار ، ولا يتوقع المحللون حدوث هذه الأزمة ولكنهم ما زالوا قلقين بشأن تعرض البنوك الإقليمية لمشاكل، وفي الواقع، كان من الممكن إفلاس بعض البنوك لولا المساعدة من البنك المركزي.

ساعدت أسعار النفط على شعور الشركات بالتفاؤل، ولكنها كانت قلقة، أيضا، بشأن الصراعات التي طال أمدها في الخليج

وساعدت أسعار النفط على شعور الشركات بالتفاؤل، ولكنها كانت قلقة، أيضا، بشأن الصراعات التي طال أمدها في الخليج خاصة بعد تعرض دبي للمشكلة إذ اضطر العديد من المسؤولين على انطار مزاعم جماعة الحوثي بأنهم ضربوا مطار دبي بطائرات مسلحة بدون طيار.
ويتكئ دبي على سياسات محمد بن زايد، وولي عهد أبو ظبي، والحاكم الفعلي للإمارات، الذي شارك في حصار قطر مع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان مما أفقد دبي شريكاً تجارياً، وانقطعت رحلات الطائرات التي تربط المطار المزدحم مع الدوحة في قطر، وأصبحت واردات قطر عبر عُمان بدلا من جبل علي ، وبدلا من مشاركة الاعمال التي تولدت عن استضافة قطر كأس العالم عام 2022 ، فإن الإمارات تسعى إلى إفساد البطولة.
وتعطلت علاقة دبي المربحة مع إيران، فقد كانت الإمارة تحصل على رسوم ميناء كبيرة من تجارة تبلغ قيمتها 17 مليار دولار في إعادة التصدير إلى ايران ولكن إعادة فرض العقوبات من قبل الولايات المتحدة، بدعم من الأمراء المتحاربين، أخافت الأعمال ، وأصبحت دبي أقل جاذبية كباب خلفي لإيران.
وحاول أمير دبي محمد بن راشد حفز الناس على عدم المغادرة ، وقام بتجميد الرسوم الخاصة، وقدم تأشيرات عمل طويلة الأجل وخفف القيود المفروضة على ملكية الأعمال، وبرزت امال بان الصين ستبدأ في البناء ولكنها قامت بتطوير ميناء الدقم العماني بدلا من ذلك ، مما يسمح للسفن بتجاوز جبل بن علي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول .Dinars:

    لا يقصد الإمارات ولا يقبع بها إلا فاسد أو معتوه حتى يأتي ما يخالف ذلك.

  2. يقول ابن الجاحظ:

    قيل فى الاثر …” من حفر جبا لاخيه…وقع فيه “….

  3. يقول مراقب حر:

    كل من يؤمن بالله يعلم علم اليقين أن الله ليس بغافل عما يفعله السفهاء أمثال أبو منشار و عيال زايد… لقد حول عيال زايد الإمارات إلى مكان للرذيلة و غسيل الأموال القذرة و النشاط التجاري المشبوه و عيال زايد هؤلاء يعلمون أبو منشار أن يصبح مثلهم و يفتح السعودية لعالم جديد من الفلتان الأخلاقي و التأثير الغربي و مايجلب معه من كل محرمات!! لكن الله أكبر عليهم و لن ينتصروا على إرادة الله و ما نراه الآن لأكبر دليل على بدء إنهيار مافعله هؤلاء السفهاء المجرمون!!

إشترك في قائمتنا البريدية