نيويوركر: ترامب يغامر بمنصبه الرئاسي بدعم بن سلمان

حجم الخط
4

لندن – “القدس العربي”: انتقدت صحيفة “نيويوركر”، إهمال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتقرير المخابرات الأمريكية والأدلة التركية التي تؤكد تورط الحاكم الفعلي للسعودية ولي العهد محمد بن سلمان، في إعدام الصحافي السعودي جمال خاشقجي.

وأشارت الصحافية روبين رايت في مقال لها بالصحيفة، إلى أن ترامب يبرر موقفه باعتبار السعودية حليفا مهما وسوقا للأسلحة ومصدرا للنفط، ولها دور مهم في الحرب على إيران.

وقالت رايت ان بيان ترامب “مليء بالأكاذيب والتناقضات”، حيث قال ان المملكة وعدت باستثمار 450 مليار دولار في أمريكا، بما في ذلك 110 مليارات دولار على شكل عقود شراء أسلحة، مشيرة الى توصل موقع “بولتيفاكت” إلى أن هذه الأرقام مضللة، وأن العقود هي مجرد مجموعة من الصفقات الصغيرة كان بعضها في عهد أوباما، منتقدة تبني ترامب لإنكار الملك وولي عهده، بالرغم من أن عددا من أفراد فريق الإعدام هم من المقربين من ولي العهد.

وأضافت رايت أن السعودية لم تشتر إلى الآن أسلحة إلا بقيمة 14.5 مليار دولار،وما تبقى فهو مذكرات تفاهم غامضة تغطي العشر سنوات القادمة، مشيرة إلى تقرير لمركز السياسة الدولية، أشار الى أن ادعاء ترامب “مبالغ فيه جدا”، وقال ان واشنطن لا تعتمد على الثروة النفطية للرياض، بينما تعتمد الرياض على أمريكا، حيث قال مدير مشروع الأسلحة والأمن في المركز ويليام هارتانغ: “بما أن العلاقة بين أمريكا والسعودية أصبحت تحت المجهر بعد اغتيال خاشقجي، فمن المهم أن نتذكر أن أمريكا تملك قدرة تأثير على تصرفات السعودية”، وأضاف: “الجيش السعودي يعتمد على الأسلحة الأمريكية، وقطع الغيار والصيانة للقيام بحربه الوحشية في اليمن، ولا يستطيع القيام بتلك الحرب لفترة طويلة دون ذلك الدعم”.

ونوهت الكاتبة إلى ازدراء منظمات حقوق الإنسان والسياسيين وخبراء العلاقات الخارجية، من استهانة الرئيس، بتقدير وكالة الاستخبارات المركزية، بأن بن سلمان أمر بقتل خاشقجي.

كما نقلت رايت عن رئيس “بلاوشيرز” جوزيف سيرينسيون، قوله: “إن هذا دون شك أكثر البيانات الصادرة عن رئيس لأمريكا جهلا وكذبا، وأثار بيانه رد فعل قويا وسلبيا إلى هذه الدرجة لسبب وجيه: فهو يثير سؤالا مهما حول مدى صلاحية الرئيس للمنصب”.

بينما قالت مديرة قسم الشرق الأوسط في “هيومان رايتس ووتش” سارة ليا، إن بيان ترامب “ليس فقط لا أخلاقيا، إنه متهور وسيعود ليلاحقنا ويضر بالمصالح الأمريكية”، وأضافت أن ولي العهد أثبت أنه “زعيم متهور وسادي ومعتوه”، قام بزعزعة المنطقة، خاصة في الحرب التي شنها في اليمن عام 2015، محذرة من أن بيان ترامب هو بمثابة “إشارة للطغاة في أنحاء العالم بأن بإمكانهم قتل الصحافيين والمنتقدين ما داموا على علاقة جيدة بترامب”.

ومن جهتها قالت السفيرة السابقة للأمم المتحدة سامانثا بور ان تعليقات الرئيس “بغيضة تشكل تعريفا للجهل والفساد والوحشية والتهور لهذه الرئاسة لأجيال قادمة”.

بينما وصف سفير حلف الناتو السابق نيكولاس بيرنز البيان بأنه “أكثر من محرج، إنه مخز، بل إنه يستشهد دون نقد بتشويه استخدمه (بن سلمان) ضد خاشقجي بأنه خائن، ويحتج بأنه لا يستطيع أن ينفر الرياض بسبب النفط وايران، لكنه صامت حول أهم مصلحة لنا، وهي العدل”.

كما غرد الناشر لصحيفة “واشنطن بوست” فريد ريان، قائلا إن الرئيس “قدم العلاقات الشخصية والمصالح التجارية في مرتبة أعلى من المصالح الأمريكية، رغبة منه بالاستمرار في علاقات تجارية عادية مع ولي العهد السعودي”.

وأشارت الكاتبة إلى أن الجمهوريين والديمقراطيين في مجلس الشيوخ يفكرون في تمرير قانون منع بيع الأسلحة للسعودية ما لم يكن هناك إنهاء للحرب في اليمن، الذي يعاني الآن أشد كارثة إنسانية في العالم.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ابوعمر:

    ترمب يفكر بعقلية اجرامية..عقلية قطاع الطرق الذين يزهقون الارواح ويستولون على لمال والحلي وكل ماغلا ثمنه…..

  2. يقول يوسف//الأردن:

    ترامب يغامر بمنصبه الرئاسي بدعم بن سلمان?????? ولكني أقول إن ترامب لايغامر بمنصبه السياسي بل يؤمن إعادة إنتخابه لفترة رئاسيه ثانيه بدعمه بن سلمان ….لأن ترامب يعرف نفسية الشعب الأمريكي ويعرف ماذا يريد المواطن الأمريكي الذي ينتمي لأبائه وأجداده المجرمين العنصرين المواطن الأمريكي يحب رئيسه الذي يسرق له أموال الشعوب الأخري ولايهمه المثاليات والمبادئ….

  3. يقول أبن بغداد:

    لو كان خاشقجي يحمل الجنسية الامريكية لكان موقف ترامب صعباً جداً. لذلك لا أظن ان موقف ترامب سيتضرر ، وما تنشره الصحف والمجلات الامريكية هو ضمن حملتها على الرئيس اليميني الاتجاه والمعادي لكل شيء من القوانين الى الصحافة

  4. يقول ابن الجاحظ:

    ما يثلج الصدر فى هذا العالم التعيس هو امكانية الصحافة الحرة فى الغرب نعت من تريد بما تريد من دون خشية رد فعل المنعوتين اللذين لا حول و لا قوة لهم على حرية التعبير فى البلدان المتحضرة….الصحافة الحرة هى الحل …..

إشترك في قائمتنا البريدية