الجزائر – «القدس العربي»: دقت المعارضة الجزائرية ناقوس الخطر بشأن الوضع السياسي في البلاد، خاصة في ظل التحديات القائمة وتلك التي تطل برأسها، مشيرة إلى أن النظام السياسي وصل إلى مداه، في حين تعد الموالاة العدة من أجل الذهاب إلى ولاية خامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، معتبرة أن الاستمرارية تجنب الجزائر مخاطر أية مغامرات غير محمودة العواقب.
قال حزب طلائع الحريات الذي يقوده علي بن فليس رئيس الحكومة الأسبق إن أحزاب الموالاة تحضر لفرض الولاية الخامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة بالقوة، رغم أنها مرفوضة من قبل عموم الجزائريين، يقول بيان الحزب، وذلك بغرض تمديد عمر النظام الذي انتهت صلاحيته.
وتساءل حزب بن فليس عن معنى كلمة الاستمرارية التي تبنتها أحزاب الموالاة للحديث عن العهدة الخامسة، هل هي استمرارية حالة الجمود أم استمرارية الانهيار الحاصل؟ أم أنها استمرارية العبث بالمال العام، والفساد الشامل، وسياسة اللاعقاب؟ أم أنها استمرارية الدفع بالآلاف من الجزائريين والجزائريات للهجرة؟ أم استمرارية تدهور نظام التعليم والصحة؟
وأشار الحزب إلى ما أسماه الغموض القائم على مستوى قمة هرم السلطة، وكذا الصراعات الموجودة بين مختلف دوائر صنع القرار، كما انتقد غياب التنسيق والتضامن بين أفراد الطاقم الحكومي، والتي تكرسها على حد قولها تبادل الاتهامات والانتقادات بين أعضاء الحكومة الواحدة، وكذا التصريحات والقرارات المتناقضة، وأنه لا يكاد يوم يمر من دون أن تسجل حادثة جديدة تؤكد حالة الفشل وتفسخ مؤسسات الدولة.
واعتبر أن هذا الحراك مرده أن مختلف العصب المتصارعة داخل النظام وحوله تحاول الهيمنة على الانتخابات الرئاسية المقبلة، والتي تحاول أن تجعل منها قضية خاصة لا تعني بقية الجزائريين، والتي تسعى لأن تجعل من المعارضة مجرد ديكور في هذا الموعد الانتخابي المقبل.
من جهته، أكد محسن بلعباس، رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، أن البلاد تمر بفترة حرجة، خاصة ما تعلق بالانتخابات الرئاسية المقبلة، موضحاً أن السنوات العشرين الأخيرة كانت مريرة، وأن هجرة الأدمغة والكفاءات والشباب التي بدأت في تسعينيات القرن المقبل تسارعت بوتيرة مقلقة في السنوات القليلة الماضية.
وأشار بلعباس إلى أن العقدين الماضيين شهدا استغلالاً غير عقلاني للثروات الطبيعية، وخاصة الباطنية منها ( البترول والغاز)، بدعوى تمويل مشاريع التنمية، في حين أن الهدف هو تمويل التوازنات داخل النظام، وشراء الضمائر من أجل إعطاء صورة عن وجود شرعية أمام القوى العظمى، داعياً الجزائريين إلى التحلي بالوعي والانخراط في النضال السلمي من أجل الحريات الفردية والجماعية.
وأوضح أنه قبيل خمسة أشهر من الانتخابات الرئاسية المقبلة، فإن الغموض ما زال قائماً بخصوص هذا الموعد الانتخابي، وأنه بدل فتح نقاش حول ظروف إجراء الانتخابات، وحول رسم رؤية بالنسبة إلى المستقبل، من أجل إحداث قطيعة مع التسلط، والحديث حول المشاريع التي تصنع المستقبل، نجد أنفسنا متفرجين على عملية نشر غسيل واستعرضاض للقوة بين من يحكمون هذا البلد دون أية شرعية.