الوجه الخفي للامم المتحدة في السودان بقناع امريكي
الوجه الخفي للامم المتحدة في السودان بقناع امريكيالخرطوم ـ القدس العربي من كمال حسن بخيت:يبدو الدور الذي تريد أن تلعبه الامم المتحدة في سلام السودان بوجهين علي وفق ما يلوح في افق ازمة دارفور وسعي الولايات المتحدة لاحلال قوات دولية مكان القوات الافريقية التي تعيقها عملية الدعم للقيام بدورها في مراقبة وقف اطلاق النار في دارفور.فالامم المتحدة وضمن اتفاق السلام الموقع بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني الشريكين في مفاوضات نيفاشا تقوم بدور حفظ السلام من خلال قوة قوامها عشرة آلاف جندي.. عجزت حتي الان عن اكمال عدد افرادها رغم ما يزيد عن العام علي توقيع الاتفاقية وفق تصريحات مصادر مؤكدة رأت في ذلك ان المنظمة الدولية تعمل في السودان بوجهين احدهما معلن والاخر مخفي.. وعلي حد ما ذهبت اليه تحليلات خبراء فان فشل الامم المتحدة في الايفاء بالتزاماتها تجاه سلام الجنوب السوداني يؤكد وجهها الخفي في اصرارها علي استبدال قوات الاتحاد الافريقي بقوات اممية مما يؤشر الي تحركها باجندة غيرها حيث تدفعها مصالح الدول الكبري بقيادة الولايات المتحدة التي اشارت مصادر الي انها بدأت في ترتيب اوراقها من اجل دخول جنوب السودان من اوسع ابوابه لتحقيق مصالحها فيه، خاصة مع وجود النفط واليورانيوم وسعيها لاقامة قاعدة عسكرية للحصول علي الموارد تحت ستار حماية اليورانيوم والنفط من ايادي الارهاب.. يشفع هذا التحليل الحرب في العراق وافغانستان حيث قاتلت امريكا وعينها علي نفط بحر قزوين والعراق والخليج.ويفسر معظم المحللون السودانيون تصريحات المبعوث الاممي يان برونك المتناقضة بان وراءها من يحركه علي مسرح الاحداث وهو ما استدعي الخارجية السودانية والحكومة الي التحدث بلهجة شديدة ان علي برونك الذي غادر مقعد الممثل في السودان الا يكون (بريمر) العراق.. والي غضب شعبي وصف حال الامم المتحدة انها تريد ان تصبح في مواجهة شعب ودولة كاملة العضوية. وفي الجانب الرسمي كانت تصريحات وزير العدل السوداني المحذرة ان التدخل الامريكي المرتقب في اقليم دارفور يعطي مؤشراً سالباً للعناصر المتطرفة علي نطاق العالم للتسلل الي داخل السودان عبر تسع دول مجاورة وعبر حدود مفتوحة مما يؤشر بحق للكارثة المنتظر وقوعها في دارفور اذا ما قدر للولايات المتحدة عبر الوجه الخفي للامم المتحدة النجاح في وضع أحذية جنودها الثقيلة علي ارض دارفور التي افصحت عن تماسك عقائدي احتجاجاً علي الرسوم المسيئة للرسول الكريم (ص) فاحتشدت جماهيرها بمطار الفاشر لمنع هبوط طائرة نائب وزير الدفاع النرويجي مؤخراً. واظهرت الدراسات الجيولوجية العديدة التي اجريت بدارفور ان اراضيها غنية بعدد كبير من المعادن النادرة الي جانب النفط فلا بد ان يجري حولها هذا الجهد عبر اروقة مجلس الامن لتفوز الولايات المتحدة باستصدار قرار التدخل الاجنبي في دارفور رغم ان الالتزام المعلن من جانب المنظمة الدولية لم يعرف به حتي الان كما هو معلن الامر الذي دفع بالمراقبين السياسيين الي طرح سؤال مهم هل تكون المنظمة الدولية واجهة للولايات المتحدة في بذر بذور الارهاب في دارفور!في الانباء الواردة ان تنظيما وليداً يحمل اسم منظمة داوس قوات الشر اصدر بيانه الاول حمل تحذيرات للقوات القادمة وهو حسب تحليلات خبراء استراتيجيين من شأن هذا التنظيم ان يجذب التنظيمات المشابهة علي نطاق العالم مثل تنظيم القاعدة الاوفر حظاً في العمل علي نطاق واسع كما فعل في العراق.وما يدفع الي اثبات خطورة التدخل الاجنبي في اقليم دارفور السوداني هو حزمة من تلك الحقائق التي افرزتها حربا العراق وافغانستان ومن بينها الفوضي وامكانية اتساع نطاق المقاومة الي حد التطرف فيها ما يجعل الولايات المتحدة المخطط الرئيسي لسيناريو التدخل الاجنبي في السودان امام خيار مواجهة الفشل في دارفور كما هو متوقع لها الخروج به من مستنقع العراق ان لم تكن بخطواتها هذه تحرث ارض الاقليم السوداني لبذر بذور الارهاب.. ولكن ماذا ستحصد؟