الجزائر ـ «القدس العربي»ـ من كمال زايت: أثار إعلان وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة بخصوص مشاركة الجزائر في الاحتفالات بعيد الاستقلال الفرنسي، والتي ستشهد هذه السنة مشاركة 80 دولة، جدلا استمر عدة أيام، وسط تأكيدات فرنسية وصمت جزائري، قبل أن يقطع لعمامرة الشك باليقين، ويؤكد أن بلاده ستكون حاضرة في هذه الاحتفالات دون أن يؤكد نوعية هذه المشاركة.
وكان وزير الخارجية الجزائري قد أكد على أن بلاده ستكون حاضرة في هذه الاحتفالات، لأن الجزائريين ضحوا بدمائهم من أجل استقلال فرنسا، وأن العلم الجزائري سيرفرف في باريس إلى جانب رايات الدول الأخرى التي شاركت في الحرب العالمية الثانية، والتي كان فيها الانتصار للحلفاء على النازية.
وأوضح لعمامرة أنه لا يوجد أي حرج لمشاركة الجزائر في هذه الاحتفالات، مشددا على أن توجيه الدعوة إلى الجزائر هو اعتراف بالدور الذي لعبه الجزائريون في تحرير فرنسا من الاستعمار الألماني.
من جهتها أثارت هذه التصريحات رد فعل سلبيا لدى المعارضة، وفي مقدمتها عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم الذي اعتبر أن وزير الخارجية الفرنسي كان السباق في الإعلان بلغة الواثق بأن الجزائر ستشارك في هذه الاحتفالات، ومنذ أسابيع، فيما انتظر وزير الخارجية الجزائري أسبوعا قبل الاحتفالات ليؤكد أن بلاده ستشارك فيها.
كما أثارت تلك التصريحات جدلا في مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة وأنها تتزامن مع الاحتفالات بذكرى استقلال الجزائر، فالكثير من رواد تلك المواقع أبدوا استياءهم من السياسة المنتهجة تجاه فرنسا في الفترة الأخيرة، والتي بدأت بفتح المجال الجوي أمام الطائرات الفرنسية للقيام بغارات على شمالي مالي، وانتهت بالإعلان عن مشاركة الجزائر في احتفالات عيد الاستقلال الفرنسي.
جدير بالذكر أن الإعلان صدر في وقت أول عن دوائر فرنسية، إذ تناقلت وسائل الإعلام الفرنسية أخبارا نسبتها في البداية لوزارة الداخلية الفرنسية تقول بأن الجزائر ستشارك بضباط في الاحتفالات الرسمية بعيد الاستقلال الفرنسي، وهي معلومات أكدها بعد ذلك لوران فابيوس وزير الخارجية الذي ذكر بأنه حصل على موافقة من السلطات الجزائرية بهذا الشأن، وذلك في أعقاب الزيارة التي قام بها إلى الجزائر الشهر الماضي، غير أن الطرف الجزائري ظل صامتا بخصوص هذه القضية، ولم يعلق عليها بتاتا.
من جهته كان الأمين العام لمنظمة المجاهدين السعيد عبادو قد نفى بشكل قاطع أن الجزائر ستشارك في الاحتفالات الخاصة بذكرى الاستقلال الفرنسي، مؤكدا على أن خطوة مثل هذه تعني أن كل الملفات العالقة سويت، وأن البلدين تجمعهما علاقات عادية، وهذا ما لم يحدث، بما يجعل المشاركة في هذه الاحتفالات مستحيلا.
وتبقى نوعية المشاركة في هذه الاحتفالات تطرح تساؤلات، خاصة فيما يتعلق بمشاركة ضباط من الجيش الجزائري، خاصة وأن احتمال لجوء السلطات الجزائرية لنوع آخر من التمثيل هو الأقوى.