العنف الطائفي حصد في اسبوع 1300 شخص.. والميليشيات تعيد رسم الحدود في بغداد
العنف الطائفي حصد في اسبوع 1300 شخص.. والميليشيات تعيد رسم الحدود في بغدادلندن ـ القدس العربي : سقط في العراق 1300 قتيل جراء العنف الطائفي الذي اندلع منذ الاربعاء الماضي والذي جاء بعد تفجير مقام الامامين الهادي والعسكري في مدينة سامراء، مما يجعل الايام الماضية من اكثر الايام دموية منذ الغزو الامريكي للعراق. وجاءت الارقام متناقضة مع الارقام التي قدمتها القوات الامريكية والاعلام، ويستند الرقم الجديد علي سجلات مشرحة بغداد المركزية. وقالت تقارير ان مئات الجثث ملقاة في مشرحة بغداد تنتظر من يقوم باخذها ودفنها، وتحمل الجثث اثار الدماء المتجمدة علي اجسادهم، واثار الرصاص الذي تلقوه، وبعضهم قتلوا خنقا في اكياس بلاستيكية ظلت معلقة في رؤوسهم، وبعض الجثث لا تزال ايديها مقيدة. وتقول عائلات ان ميليشيات شيعية ترصدت بالمصلين في المساجد، حيث القت القبض عليهم، بعد ان كانت تسألهم مثلا هل انت خالد السني الكافر؟ ، وعندما اجاب بنعم اخذوه وقتلوه. ومع ان العنف تراجع في اليومين الماضيين الا ان الجثث في المشرحة تقدم صورة مختلفة، حيث يتساءل مواطنون جاءوا للبحث عن اقاربهم يقولون انه لا توجد حرب طائفية، ماذا نقول عن هذا؟ .. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين في المشرحة قولهم انهم استقبلوا 1300 جثة منذ الاربعاء الماضي. وتقول شهادات مواطنين عراقيين ان معظم عمليات القتل تركزت في المساجد، والتي قامت بها ميليشيات شيعية فجرت المساجد او احرقتها. وتقدر مصادر سنية عدد المساجد التي احرقت بحوالي 100. ويقول مواطنون ان معظم القتلي تم اختطافهم بالليل اي في الوقت الذي كان من المقرر ان تقوم فيه القوات الامنية بمراقبة حظر التجول الذي فرض علي عدد من المدن العراقية. ويعيد العنف الطائفي تشكيل عدد من الاحياء في بغداد. فقد ذكرت صحيفة التايمز البريطانية ان العنف يرسم حدودا بين المجتمعات السنية والشيعية التي كانت حتي وقت قريب تعيش متقاربة وتتزاوج فيما بينها. وحذر تقرير لمجموعة الازمات الدولية صدر قبل يومين من التمزق الطائفي العراقي الذي يهدد الدولة المركزية. وقال التقرير ان المجتمع العراقي الذي يشبه الفسيفساء بدأ يتمزق بناء علي الخطوط العرقية والطائفية والولاءات العشائرية، واشار التقرير الي الحرب القذرة وفرق الموت التي تخوضها قوات كوماندو تابعة للحكومة الانتقالية. وتشير الصحيفة الي حالات عدد من المواطنين السنة والشيعة الذين اجبروا بسبب التوتر الطائفي علي مغادرة الاحياء التي يعيشون فيها. ويقول مواطن سني اجبر علي الخروج من حي العامل قوله ان كل العائلات السنية تركت الحي بسبب التحرشات الحكومية وتصرفات الجيران والسكان في الحي ، واشار في هذا الي تهديدات بالقتل، تلقتها العائلات، اضافة الي المداهمات الدورية للبيوت من قبل قوات الامن التابعة لوزارة الداخلية. ويقول ان قوات الكوماندو التابعة لوزارة الداخلية، قامت بحملة تطهير واسعة في الحي الذي كان يسكن فيه، وقامت في ليلة واحدة بمداهمة كل بيوت السنة واعتقال من فيها، وتشير الصحيفة الي ان بيوت السكان السنة، مهجورة الان، وعليها علامة للبيع فيما ترك المسجد مهجورا. ومع عمليات تطهير الاحياء من السنة، وبناء تجمعات شيعية خاصة، تقوم الحكومة العراقية الانتقالية بحملة ازالة كل ما تم بناؤه من نصب تذكارية في عهد الرئيس السابق صدام حسين، مثل النصب الذي يخلد ضحايا الحرب العراقية ـ الايرانية، كما تمت اعادة تسمية شوارع، وتغيير المنهاج الدراسي. وتنقل صحيفة ديلي تلغراف عن وزير الثقافة قوله انه لا توجد حاجة لابقاء هذه التماثيل والنصب، مشيرا، ربما بعد مئة عام يمكن عرضها علي المواطنين.وقد القي العنف الطائفي بظلاله علي الخطط العسكرية الامريكية، وقاد الي جدال داخل وزارة الدفاع (البنتاغون) بشأن عمليات تخفيض القوات الامريكية، فالجنرالات يجب ان يقرروا في الاسابيع القادمة فيما اذا كانوا سيواصلون عمليات التخفيض او تأجيلها. ونقلت صحيفة لوس انجليس تايمز عن مسؤول في البنتاغون قوله ان احد جوانب النقاش تركزت علي تخفيض القوات في ظل الوضع الحالي. وسيقوم كل من جون ابي زيد، قائد القيادة المركزية في الشرق الاوسط، وجورج كيسي، القائد العام للقوات الامريكية في العراق بزيارة واشنطن وتقديم تقييم للرئيس الامريكي عن وضع القوات ومستواها. ويقول مسؤول ان بوش يريد ان يسمع مباشرة من القادة الميدانيين لكي يكون علي معرفة بالوضع. وكان القادة قد اكدوا ان العام الحالي، 2006 سيكون عام تخفيض التواجد الامريكي في العراق، ولا زال بعض المسؤولين متفائلين. وفي الوقت الذي كان يري فيه كل من ابي زيد وكيسي ان اي تخفيض في القوات سيساعد علي تقليل اعتماد العراقيين عليها، الا ان هناك مخاوف من تصاعد قوة الميليشيات والتي تتمسك بالولاء للحزب اكثر من الحكومة. من جهتها قالت الحكومة العراقية في بيان امس الثلاثاء ان اعمال العنف التي وقعت منذ التفجير الذي وقع يوم الاربعاء اسفرت عن مقتل 379 شخصا واصابة 458 نافية بذلك تقارير تحدثت عن اعداد اكبر بكثير. ودفعت الاعمال الانتقامية التي استهدفت المساجد السنية العراق الي شفا الحرب الاهلية وحاول المسؤولون التهوين من حجم اعمال العنف. ودمر من يشتبه بانهم اعضاء في تنظيم القاعدة المسجد الذهبي في مدينة سامراء مما اثار اعمالا انتقامية في اكبر أزمة تشهدها البلاد منذ الغزو الامريكي عام 2003. وفي بيان غير معتاد صدر بالانكليزية قال مكتب رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري ان التقارير الاعلامية التي تفيد بان اجمالي القتلي يزيد كثيرا عن ألف هي تقارير غير دقيقة ومبالغ فيها .