التوصل الي اتفاق أولي بين الحكومتين الايرانية والروسية في مسألة تخصيب اليورانيوم يستحق مباركة محددة
التوصل الي اتفاق أولي بين الحكومتين الايرانية والروسية في مسألة تخصيب اليورانيوم يستحق مباركة محددة البيان الذي صدر عن الحكومتين الايرانية والروسية قبل يومين، حول التوصل الي اتفاق أولي في مسألة تخصيب اليورانيوم، يستحق مباركة محددة. يجب النظر بايجابية الي كل خطوة تساعد في وقف برنامج ايران النووي، وبالتحديد قدرة ايران أن تتمكن بقواها الذاتية من انتاج المواد المشعة التي يمكن استخدامها في انتاج السلاح النووي. المخاوف ضرورية طالما لم تُعرف تفاصيل ذلك الاتفاق الروسي الايراني بعد، والمخاوف من أن ايران لا تريد بذلك الاتفاق إلا كسب المزيد من الوقت حتي تدفع عنها الضغوط الدولية بواسطة مثل هذه المناورات الدبلوماسية التي تقوم بها.لقد قبلت روسيا أن تأخذ علي عاتقها عملية الاتصالات والتحدث مع السلطات الايرانية فيما يتعلق بالموضوع النووي، وذلك في أعقاب انهيار الاتفاق الذي سبق وأن توصلت اليه المجموعة الاوروبية الترويكا مع ايران، التي تضم بريطانيا وفرنسا والمانيا. فقد عاد الروس وأوضحوا بأنهم لا يريدون أن يروا سلاحا نوويا في أيدي الايرانيين والتي تعيش في نطاق مجال التأثير عليها في الجانب الآسيوي. ولكن موسكو أظهرت موقفا مختلفا عن مواقف واشنطن والقدس، وذلك برفضها فرض عقوبات علي طهران. موظفون روس أكدوا أن حشر ايران في الزاوية سوف يزيد من تطرفها فقط.الاقتراح الذي تقدمت به روسيا يتمثل بأن تقوم ايران بتخصيب اليورانيوم داخل الاراضي الروسية، التي ستزود الايرانيين بالوقود النووي الجاهز واللازم لتشغيل المفاعلات ومولدات الطاقة، وأن تعود وتتسلم منها مخلفات هذا الوقود وذلك لمنع استغلالها لانتاج المواد اللازمة لصنع القنابل النووية. هذا الاقتراح استهدف الإمساك بالايرانيين بكلماتهم ، حيث يتأكدون من أنه اذا كان الايرانيون يريدون انتاج الطاقة الكهربائية من هذا المشروع أو أن لهم أهدافا عسكرية اخري. هنا يمكن تشغيل المفاعل الايراني بالوقود الروسي ولا حاجة لتشغيل مفاعلات التخصيب في ايران.وقد سارع الايرانيون الي رفض الاقتراح الروسي في البداية، وذلك بادعاء أن هذا الاقتراح يضر بحقها في تخصيب اليورانيوم علي اراضيها. وحينها انضمت روسيا الي الموقف الامريكي، ووافقت علي نقل ملف ايران النووي الي مجلس الأمن. فالتهديد بحرمانها من الشرعية الدولية واحتمال فرض عقوبات عليها دفعا بها الي الاعلان عن قبولها للمبادرة المشتركة مع روسيا. وكان ذلك بعد أن تراجع الايرانيون عن قرارهم وقف مشروعهم وعادوا مجددا الي تشغيل مفاعل التخصيب.هناك منطق في الموقف الروسي الذي يسعي الي منع حدوث الازمة، وكذلك منح ايران مخرجا محترما من الازمة، وفي نفس الوقت فانها تحظي بالدعم من جانب الاوروبيين والامريكيين. ولكن مع ذلك الموقف الروسي يثير بعض الخوف بأن تحاول ايران إفراغ هذا الاقتراح من مضمونه في عملية مماطلة طويلة تستهدف كسب الوقت، وحينها تقترب من نقطة اللاعودة في محاولة صنع السلاح النووي. تلميحات من هذا القبيل ظهرت في حديث رئيس اللجنة الايرانية الخاصة بالطاقة الذرية، الذي تحدث عن رزمة من الخطوات التكنولوجية، السياسية والاقتصادية التي يجب التباحث حولها.وعلي هذا الأساس، يتوجب علي المجتمع الدولي أن يتابع بحذر شديد كل الخطوات الايرانية، وأن يتم فحص كل حيثيات الاتفاقية وأن يطالب بعودة المراقبة ـ عن كثب ـ داخل المفاعلات النووية الايرانية، وأن لا يتوقف عن التهديد باللجوء الي العقوبات في حال أقدمت طهران مجددا علي استغلال الذين يفاوضونها ومحاولة سلوك الطريق الخطر في انتاج القنبلة.أسرة التحرير(هآرتس) 28/2/2006