نواكشوط – «القدس العربي»: جددت إدارة مركز تكوين العلماء، وهو مؤسسة تعليمية أهلية يسيرها الشيخ محمد الحسن الددو- أحد أبرز علماء موريتانيا الشباب، أمس، مطالبتها «بإعادة فتح المركز أمام طلابه وأساتذته بعد أن انقضى شهران على إغلاقه دون أيّ سبب».
وأكدت الإدارة، في بيان وزعته اليوم على هامش وقفة احتجاج أمام وزارة الشؤون الإسلامية، أن «السلطات أغلقت المركز قبل شهرين بصورة مفاجئة، دون بيان للأسباب التي دفعت لاتخاذ هذا القرار، أو تقديم أيّ مستند أو حجة متماسكة بصفة رسمية».
«كلُّ ما في الأمر، يضيف البيان، أن وحدة من الأمن طوَّقت مقر المركز ومنعت إدارته وطلابه وأساتذته من الاقتراب منه».
«شهران، يضيف البيان، أثبت فيهما الشعبُ الموريتاني من أقصاه إلى أقصاه حجمَ تعلقه بالعلم وذويه ومؤسساته، وإدراكه لقيمة هذه المعلمة العلمية التي هي بحق مفخرة للبلاد تصون وتُطوّر المحظرة، وتضمن استمرار العطاء الشنقيطي (الموريتاني)، وتحتضن ورثة الأنبياء».
وتابعت إدارة المركز: «ذلك ما عبرت عنه بياناتُ التضامن ورسائلُ المطالبة بإعادة فتح المركز واستنكارِ مضايقته ومساعي التوسط والشفاعة لدى الجهات المعنية، من العلماء والمشايخ والأئمة، ومن الأساتذة والمثقفين، ومن قادة الأحزاب والمنتخبين من كل الطيف السياسي، ومن المحامين والحقوقيين، ومن الوجهاء ورموز المجتمع، ومن الكتاب والإعلاميين والمدونين محليًا، إضافة إلى المؤسسات العلمية والروابط العلمية والمراكز التربوية والشخصيات البارزة على مستوى العالم الإسلامي من ماليزيا إلى السنغال».
«إننا في إدارة المركز، يضف البيان، ونحن نسجل بكلّ أسف استغرابنا لعدم إعادة الحق والعدل إلى نصابه وحل هذه القضية بالتراجع عن هذا الخطأ في حق العلم ومؤسساته، والعلماء وطلبتهم، لنؤكد شكرَنا لكل من سعى للتوسط أو الشفاعة في الموضوع، وتقديرنا لما بذلوا، وتجاوبَنا مع كل الجهود الحميدة في هذا المضمار وسعادتَنا بما ذكرت من وجود نيات حسنة وتعهدات إيجابية تجاه المركز، وإن لم نلمس لذلك أي أثر في الواقع حتى الآن». ورحبت إدارة المركز بمؤسسة تكوين العلماء التي تعمل الحكومة على فتحها بديلًا عن مركز الشيخ الددو، كما وجهت الشكر للبلدان التي أعربت عن استعدادها لاحتضان المركز بعد إغلاقه من طرف الحكومة الموريتانية.
وكانت الحكومة الموريتانية قد قررت أواخر سبتمبر الماضي، إغلاق مركز تكوين العلماء الذي يرأسه الشيخ محمد الحسن ولد الددو، وسحب الترخيص منه، مؤكدة «أن المركز ينشر التطرف والغلو، وإنه لن يسمح له بمواصلة تغذية الشباب بهذا الفكر». وقبل قرار الإغلاق، توعد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز الإسلاميين في موريتانيا بإجراءات «في الوقت المناسب» لم يفصح عنها، وقال إن «الإسلاميين تسببوا في جميع المآسي التي وقعت في البلدان العربية، وكانوا سبباً في خراب بلدان كثيرة». وتواصل الحكومة الموريتانية حالياً إجراءات فتح مركز لتأهيل وتكوين العلماء بمدينة أكجوجت شمال البلاد بديل عن مركز تكوين العلماء المحسوب على الإخوان الذي يشرف عليه الشيخ محمد الحسن الددو، وهو عالم شاب ذائع الصيت وتعتبره الحكومة الأب الروحي لإخوان موريتانيا. وذكرت مصادر في قطاع الشؤون الإسلامية الموريتاني «أن الحكومتين السعودية والإماراتية متحمستان لدعم تأسيس المركز الجديد ضمن حربهما المتواصلة على الإخوان».