أردوغان: لن تعود العلاقات مع إسرائيل إذا لم توقف عدوانها على الشعب الفلسطيني

حجم الخط
2

إسطنبول – «القدس العربي»: طالب الرئيس التركي عبد الله غُل، امس الجمعة، إسرائيل بوقف هجماتها على قطاع غزة، والعودة إلى شروط وقف إطلاق النار، في الوقت الذي شدد فيه رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان على أن علاقات بلاده مع إسرائيل لن تتحسن إذا لم توقف الأخيرة عدوانها على الشعب الفلسطيني. بينما شهدت مدينة إسطنبول مظاهرة كبيرة للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على غزة.
وقال غُل في بيان له على موقع الرئاسة التركية، الجمعة: «على إسرائيل وقف هجماتها على قطاع غزة وأن تعود فوراً إلى شروط وقف إطلاق النار الذي وقع عام 2012».
من جهته، قال أردوغان مخاطباً إسرائيل: «عليكم أن توقفوا هذا الظلم، وإلا فإنه لن يكون من قبيل الإمكان عودة العلاقات لطبيعتها بيننا وبينكم»، مشيراً إلى أن تركيا أجرت العديد من الاتصالات وطالبت المجتمع الدولي بأسره والأمم المتحدة من أجل التحرك الفوري «لوقف هذا الظلم، ووقف إطلاق النار».
وأضاف في خطاب له بولاية «يوزغات» وسط البلاد: «إلى متى ستظل الإنسانية صامتة اتجاه ما تقوم به دولة إسرائيل بحق شعب مظلوم، وإذا كانت الإنسانية مشتاقة للسلام فها هي إسرائيل قصفت بشكل مفرط المدنيين الأبرياء بحوالي 300 أو 400 ألف قنبلة، فلتمنعها من ذلك لكي يتحقق السلام».
يذكر أن أكمل الدين إحسان أوغلو المرشح التوافقي للمعارضة التركية في الانتخابات الرئاسية اعتبر في تصريحات صحافية، الأربعاء، أن على بلاده أن تبقى على في موقف الحياد فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي، وقال: «يجب أن تظلوا محايدين، لأنه في حالة أيدتم طرفا على الآخر، ستصبحون أنتم الأسوأ بعدما يتصالحون، في الشرق الأوسط يجب أن نربط علاقات جيدة مع الجميع، لأن تركيا من أول الدول المعترفة بإسرائيل».
أردوغان المرشح من قبل حزب العدالة والتنمية الحاكم للانتخابات الرئاسية رد على هذه التصريحات بالقول: «نحن طرف فيما يحدث بين إسرائيل وفلسطين»، مضيفاً: «إسرائيل طلبت عودة العلاقات بيننا لطبيعتها، فكان لدينا ثلاثة شروط، اثنان منهما شبه تحققا وهما: الاعتذار والتعويضات، أما الشرط الثالث وهو رفع الحصار عن قطاع غزة، فيبدو أن الجانب الإسرائيلي ليست لديه نية لتحقيقه».
وتساءل قائلا: «كيف للعلاقات أن تعود بيننا لطبيعتها؟ بالطبع لن تعود في ظل استمرار هذا الظلم الذي يتعين عليكم أن توقفوه أولا قبل أن نفكر في عودة العلاقات، وإلا فإن الأمر سيكون غير ممكن».
يذكر أن تركيا قطعت علاقاتها مع إسرائيل وسحبت السفير عقب الهجوم الإسرائيلي على سفينة «مرمرة الزرقاء» التي كانت تنقل مساعدات انسانية الى قطاع غزة عبر البحر، مما أدى الى مقتل 10 مواطنين أتراك، حيث وضعت تركيا الشروط الثلاث السابقة من أجل عودة العلاقات.
وعلى الرغم من تأكيد الطرفين حدوث تقدم في مفاوضات المصالحة خلال الفترة الماضية، إلا أنهم لم يتوصلوا إلى صيغة نهائية للحل في ظل الرفض الإسرائيلي لتخفيف الحصار عن غزة، ويتوقع أن يصعب الهجوم الإسرائيلي الحالي على القطاع من إمكانية التوقيع على الاتفاق.
وقصف، فجر امس الجمعة، الزوارق الحربية الإسرائيلية مناطق متفرقة من ميناء غزة البحري، مما أدى إلى ألحاق أضرار بالغة في النصب التذكاري لشهداء أسطول الحرية الأتراك الذي أقامه الفلسطينيون قبل عدة سنوات، في القطاع.
وقالت وكالة الأناضول، إن أردوغان أعطى تعليمات بإرسال مساعدات عاجلة إلى غزة، وأن وكالة التعاون والتنسيق التركية « تيكا»، ستبدأ إرسال غذاء وعلاج إلى غزة بناءً على تعليمات أردوغان.
وقالت مصادر إعلامية تركية، امس الاول الخميس، إن تركيا تبذل مساعي حثيثة من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على غزة والوصول إلى وقف لإطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية، مشيرة إلى أن أردوغان أجرى اتصالاً هاتفياً مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، والرئيس الفلسطيني محمود عباس لبحث الأمر.
في سياق متصل، شهدت مدينة إسطبنول التركية، مسيرة حاشدة شارك فيها الالاف من الأتراك والجالية العربية انطلقت بعد صلاة الجمعة من مسجد الفاتح وسط المدينة الى إحدى الساحات العامة، ورفع المشاركون صور الشهداء وشعارات منددة بالهجوم الإسرائيلي، مطالبين العالم بوقف ما وصفها «المجازر الصهيونية بحق أطفال غزة».
وكان المئات قد نظموا وقفة احتجاجية على العدوان الإسرائيلي في حي «بيك أوغلو» بالمدينة، بدعوة من جمعية التامن مع فلسطين، وحمل المتظاهرين الأعلام الفلسطينية والتركية، مطالبين بالضغط على الإحتلال لوقف عدوانه على القطاع.
يذكر أن الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ خمسة أيام على قطاع غزة، أدى حتى الآن إلى استشهاد أكثر من 102 مواطن فلسطيني، وإصابة أكثر من 800 معظمهم من المدنيين وبينهم عدد كبير من النساء والأطفال، بالإضافة الى تدمير مئات المنازل بشكل كلي وجزئي.

إسماعيل جمال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Amir Hamza:

    ماذا تتوقعون من أوردكان وإحسان أوغلو غير هذه البيانات التافهة ولماذا لا يقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني ويمرر الأسلحة لحماس أليس انه يدعي من الاخوان المسلمين … أليس هم من السنة ،هو من الخيبان المسلمين ولكن موقفه من سوريا والعراق من اجل الخراب والتشتيت وبث الأسلحة والإرهابيين
    علاقاته بالناتوا وبالكيان الصهيوني ومساعدته التكفيريين في العراق وسوريا لا يمثل الإسلام البتة … هو استغل حادثة المرمرة ابشع استغلال

  2. يقول هشام السلع مجدل الصادق فلسطين:

    اشهد الله بانك صادق يا رئييس عبدالله والاسد الرئيس اوردغان وتفعل ما تقول وانت وحدك ضد العالم كامل لانك ضد اسرائيل لانها تملك العالم بمالها .الذي لم يصدق يسال قوقل عن مال اليهود .لاكن خلاص العالم منهم سيكون بايدي المسلمين

إشترك في قائمتنا البريدية