الناصرة ـ غزة ـ «القدس العربي» من اشرف الهور وفادي ابو سعدى: في اتصال هاتفي هو الاول منذ بدء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة قبل 5 ايام، عرض الرئيس الامريكي باراك اوباما على رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، المساعدة في التوصل الى تهدئة بين اسرائيل وقطاع غزة كالتي كانت قائمة منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2012.
وجاءت مكالمة أوباما مع نتنياهو بعدما قال الأخير في ختام جلسة المجلس الوزاري المصغر إن القتال في غزة بعيد عن النهاية وان المعركة قاسية، مركبة ومعقدة وتجري كما خطط لها وتنتظرنا مراحل جديدة.
ويرجح مراقبون أن تكون الحكومة الإسرائيلية غير معنية الآن بوقف إطلاق النار، في انتظار إحراز مكسب ميداني يمنحها فرصة كسر صورة التعادل بينها وبين حماس. وترى القيادة الفلسطينية في رفض نتنياهو وقف اطلاق النار اصرارا على مواصلة المجازر ضد الشعب الفلسطيني.
وطالبت دول العالم لا سيما ذات النفوذ منها بمواصلة الضغط على اسرائيل لقبول التهدئة. في ذات الوقت تضغط اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية او فصائل فيها في اتجاه وقف التنسيق الامني مع اسرائيل ردا على العدوان. وطالبوا بإدراج هذا البند على جدول اعمال اللجنة.
وفي تصريحات مفاجئة اعلن رئيس الوزراء البريطاني الاسبق ممثل اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الاوسط، تعذر امكانية القضاء على حركة حماس كهوية سياسية. وقال في مقابلة مع الموقع الالكتروني لصحيفة «يديعوت احرونوت» ان القضاء على حماس «كحركة تقتل الابرياء يعني اننا ملزمون بايجاد طريقة تمنح الامل لاهالي غزة». واعرب بليرعن قلقه المتزايد ازاء الوضع بقوله في مقابلة «أشغل منصبي هذا منذ سنوات ولا أذكر أنني كنت قلقا كما أنني اليوم. تواجهنا معضلة بالمنظور القريب تكمن بالسؤال كيف نغير الوضع. أن هناك صواريخ تطلق من غزة على إسرائيل وهناك رد عليها ولدينا معضلة في المدى البعيد تستدعي النظر للمشاكل الأساسية هنا».
على الصعيد الميداني تواصل طائرات الاحتلال ودباباته القصف المكثف على قطاع غزة حيث لا يستثني منه بيوت المواطنين العزل. وارتكبت اسرائيل امس مزيدا من المجازر بقتل عوائل بأكملها. وفاق عدد ضحايا العدوان حتى اعداد هذا التقرير المئة. واعلن رئيس اركان الجيش بيني غانتس ان الغارات الجوية التي اصبحت تشن مرة كل 4.5 دقيقة لم تستنفد بعد، وان المعركة في خضمها وان الجيش على اتم استعداد لتوسيعها، مؤكدا ان قرار الاجتياح البري يعود للقيادة السياسية.
في المقابل بلغ عدد الصواريخ التي اطلقت من غزة ضد اسرائيل نحو 350 صاروخا، وذلك قبل الوجبة الاخيرة امــــس التي امطرت فيها القسام تل ابيب. واعترضت منظومة «القبة الحديدية» 70 صاروخا منها حسب الاحصاءات الاسرائيلية. واسفر القصف المعاكس عن قتل جندي اسرائيلي وأصابة ثمانية بجروح عدما اصاب صاروخ سيارة صهريج في محطة وقود بمدينة أسدود.
وقصفت حماس ولاول مرة مطار بن غوريون «تل ابيب» بصاروخ، وطالبت حماس شركات الطيران بوقف رحلاتها الى المطار، محذرة من العواقب.
وردا على تصريحات اسرائيلية بشأن امكانية الاجتياح البري قال أبو عبيدة الناطق باسم القسام في كلمة متلفزة ألقاها الليلة قبل الماضية أنها لم تستخدم حتى اللحظة «إلا القليل مما أعدته للعدو الصهيوني، ولازالت تتعامل مع المعركة على أنها معركة محدودة، وسنفاجئكم في كل يوم بالمزيد».

(تفاصيل ص 7 ورأي القدس ص 23)