غزة ـ «القدس العربي» :
رغم أجواء الحزن التي تعم كافة مناطق غزة بسبب الحرب العدوانية التي تشنها إسرائيل، وخلفت مئات الشهداء والجرحى، غير أن الغزيين الذين امتنعوا هذا العام عن الاحتفال بنجاح أبنائهم في امتحانات الثانوية العامة، «احتراما لدماء الشهداء»، تندروا كعادتهم على النتائج، من مفردات أوجدت بفعل الحرب.
فتداول الشبان على مواقع التواصل الاجتماعي نكات من واقع الحرب، جميعها تسخر من إسرائيل وتدعم المقاومة، فكان أكثرها شيوعا «الإعلان عن هدايا المقاومة (جناح حماس المسلح) للناجحين».
فجاء في تدوينة انتشرت كثيرا على موقع «الفيسبوك»، «عرض خاص من المقاومة الفلسطينية، النتيجة عليك والصواريخ علينا»، في إشارة إلى الهدايا المقدمة للناجحين. وتتابع التدوينة «أرسل معدلك واسم المستوطنة التي تريد أن نقصفها، ونحن نتكفل بالألعاب النارية عنك».
وحدد في إطار التندر على الأمر اسم المدنية الإسرائيلية المراد قصفها وما يقابلها نسب النجاح، فمثلا من 90٪ فما فوق قصف تل أبيب، ومن 80٪ إلى 90٪ قصف الخضيرة، ومن 70٪ إلى 80٪ قصف عسقلان، ومن 60٪ إلى 70٪ قصف سيديروت، وسخرت التدوينة ممن يقل معدله عن 60٪، بالقول «بنحطك على الصاروخ ونطلقه على بئر السبع».
و في الوقت ذاته خير العشرة الأوائل بضرب حيفا أو الجولان، خاصة وأنه لوحظ أنه كلما كان المعدل العام أكبر كانت مسافة القصف الهدية أبعد.
وتمكنت المقاومة الفلسطينية في الحرب الحالية «الجرف الصامد» أن تضرب غالبية المدن الإسرائيلية من شمالها إلى جنوبها، بخلاف الحرب الأخيرة التي أطلقت فيها المقاومة صواريخ على مدينة تل أبيب، التي تبعد مسافة 80 كيلومترا عن غزة، لكن في الحرب الحالية استهدفت ما أبعد من ذلك وبمسافة تصل إلى 160 كيلو متر.
وبعد إعلان كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس عن امتلاكها طائرات استطلاع «بدون طيار» تنفذ مهم هجومية، تداول الشبان نكتة جاء فيها «طائرة استطلاع قسامية تستهدف دراجة نارية وسط مدينة تل أبيب، كان يستقلها وزير الجيش موشيه يعلون»، وذلك كرد على حالات الاستهداف التي تعود جيش الاحتلال لتنفيذها عبر طائرات الاستطلاع بحق نشطاء المقاومة. ورغم إعلان نتائج شهادة الثانوية العامة، إلا أن هذه المرة لم تحظ بالفرحة المعتادة عند الغزيين، بسبب أجواء الحرب التي خلفت شهداء في كافة مناطق القطاع.
وكان في قوافل الشهداء، طلاب في الثانوية العامة، كانوا ينتظرون نتائجهم بفارغ الصبر، كالشهيد إبراهيم البطش، الذي استشهد في مجزرة طالت 18 من أفراد عائلته.
ولم تشارك غزة في إعلان النتائج كما كل عام بالتزامن مع الضفة، لرفض وزارة التربية والتعليم في القطاع ذلك، وطالبت بتأجيلها إلى ما بعد انقشاع غيوم الحرب الإسرائيلية، غير أن الوزارة في الضفة الغربية لم تأخذ بالطلب، وأعلنت من جهتها النتائج. وهذه المرة الأولى التي تلعن فيها النتائج منفردة رغم أنه وفي سنوات الانقسام الماضية ورغم الخلاف بين غزة والضفة، كانت النتائج تعلن سويا في مؤتمر صحافي مشترك، وهو أمر لم يتحقق رغم وجود حكومة واحدة.
وكان من المفترض أن تعلن النتائج يوم السبت الماضي، غير أنها أجلت على أمل أن تعلن بعد الحرب، قبل أن تبادر الوزارة إلى إعلانها أمس.
وامتنعت المحطات الإذاعية في غزة التي كانت كل عام تذيع أسماء الناجحين عن المشاركة في تغطية النتائج، واستمرت في تغطية أحداث الحرب. وكانت خولة الشخشير وزيرة التربية والتعليم التي أعلنت النتائج قالت أن سبة الناجحين في امتحانات الثانوية العامة في الضفة الغربية وقطاع غزة بلغت 60.4٪. وتطرقت إلى العدوان الجاري في غزة، ودعت طلبة الثانوية في الضفة الغربية إلى عدم إقامة الاحتفالات مراعاة لدماء شهداء قطاع غزة الذين قضوا جراء العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع.
أشرف الهور