“ميديابارت”: اغتيال خاشقجي.. قنبلة موقوتة تحت عرش بن سلمان

حجم الخط
0

باريس- “القدس العربي”- آدم جابر: قال موقع “ميديابارت” الاستقصائي الفرنسي إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بإعطائه الأمر لتصفية الصحافي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول، أكد أنه حقا مستبد وحشي لا يمكن السيطرة عليه، كما يصفه أعداؤه وبعض أقرانه. كما أنه أثار بذلك فضيحة دولية كارثية لصورة المملكة، وجر حاميه الأمريكي إلى فشل دبلوماسي كبير.

وأضاف الموقع أن بن سلمان الذي يبدو أنه يحظى حتى الآن بمباركة ودعم والده الملك سلمان بن عبد العزيز ومحاباة إمارتية- مصرية- بحرينية هائلة، وتواطؤ صامت للعديد من البلدان الأخرى المجبرة أو الزبونة أو الموردة، قام الأسبوع الماضي بأول جولة خارجية له عقب اغتيال خاشقجي والتي قادته إلى دول عربية في طريقه ذهابا وإيابا إلى الأرجنتين حيث شارك في قمة مجموعة والعشرين، وكأن شيئا لم يكن، أي، كما لو أن صحافيا لم يتم تقطيعه بمنشار ثم إذابته في الحامض داخل المكاتب الدبلوماسية السعودية في إسطنبول، يوم الثاني أكتوبر/تشرين الأول الماضي بأمر من ولي العهد السعودي نفسه.

لكن في الواقع، يقول “ميديابارت”،  فإنه وراء هذه العودة على شكل تطبيع دبلوماسي، يبدو أن قضية الدولة التي تتمثل في جريمة اغتيال خاشقجي قد تكون في صدد التحول إلى قنبلة موقوتة بالنسبة لبن سلمان، لأنها تأتي لتأكيد مدى استبداده وتوحشه، كما أنها تهدد مشاريعه المستقبلية، بدءا من توليه العرش في حال وفاة والده (82 عاما)، حيث تبدو هناك تحركات ومناورات داخل أسرة آل سعود، بغية استبداله في ترتيب الخلافة أو الإطاحة به إذا وصل إلى العرش رغم كل شيء.

ويعكس هذا الأمر، وفق الموقع، مناخ التوتر، بل العداء الذي يسود في المملكة حول بن سلمان ومبادراته والذي تضخم في بسبب الفضيحة الدولية في الناجمة عن قتل خاشقجي المقرب من العديد من الأمراء و المنتقد لسياسات ولي العهد.

واعتبر “ميديابارت” أن ولي العهد السعودي الذي وصفه بالاستراتيجي العسكري الضعيف و السياسي الوحشي و الفظ، يحاول اليوم جاهدا استعادة رصيده الدبلوماسي الذي تضرر كثيراً، عبر تعبئة أصدقائه وأولئك المجبرين في العالم العربي ، ولكن أيضا حليفيه الأكثر تأثير في بقية العالم: دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو. حتى لو كلفه ذلك “إسقاط رؤوس” كما هو متوقع في الرياض.

ونقل الموقع عن دينيس باوشارد المدير السابق لشمال أفريقيا والشرق الأوسط في وزارة الخارجية الفرنسية، اعتباره أن “قضية خاشقجي بإلقائها وصمة العار على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وإثارتها الشكوك حول موثوقيته أو حتى الاستقرار المستقبلي للمملكة، فإنها تضع بوضوح التحالف الاستراتيجي للشرق الأوسط (الناتو العربي) على المحك، كما أنها تجعل من مجمل السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط محل شك.”

بالإضافة إلى ذلك، “يتقاسم المسؤولون الإسرائيليون نفس الإحراج والقلق مع الأمريكيين والسعوديين، حيث إن العلاقة بين تل أبيب والرياض على أساس المصلحة المشتركة في مواجهة طهران أو حتى إحداث تغيير في النظام الإيراني، تبدو هي الأخرى موضع شك وجدل.”

وهذا الحرج، أصبحت تتشاركه معهم أيضاً اليوم الدول الأوروبية التي جاء ردّ فعلها على اغتيال خاشقجي متأخراً وبطريقة لا أخلاقية. كما لاحظ المسؤول السابق في الخارجية الفرنسية أن معظم البلدان الإسلامية والآسيوية بقيت هي الأخرى أكثر من متحفظة حيال هذه الجريمة الفظيعة، حتى لو كان الرأي العام ووسائل الإعلام في هذه الدول أكثر انتقاداً.

أما بالنسبة لبكين وموسكو، فإن أهم ما في هذه القضية بالنسبة لهما، هو أنها شكلت فشلا دبلوماسيا كبيرا لواشنطن وإدارة الرئيس دونالد ترامب التي جعلت من بن سلمان أحد أركان استراتيجيتها في الشرق الأوسط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية