أجداث مستعارة
ssلينا أبو بكرsssppماذا لو استعرت قبرا من أحدهم مثلا ؟ما هي شروط الاستعارة أو الاقتباس هنا ؟أين يكمن بالضبط موقعهما ؟ هل في القبر نفسه أم فيمن سكنه ؟ هل بالموات أم بمن خطفه ؟وإذا كنت لم تقرأ حفار القبور جيدا فإنني أعلمك الآن والآن بالذات أنك حفرت بيديّ سباتك المطمئن !!يا لي من عاشقة تتهجي الحقد بحروف النار !ويالك من سارق ؟ فهل أنت سارق النار ؟ أم أن النار سلبتك لبك ؟ فأعارتك الجنون ، واقتبستْ منك عقلك ؟من منكما يأتي قبل الآخر أنت أم النار ؟ من تقمص الظل ومن الصورة ؟ من نهب الكلام ومن احترق إذ احتفظ به ؟ وإن كنت سرقتني ، فالسارق تسلم يمناه ، أما إن كنت َشاعرا فإلي جحيمي نجداك وحبرك السري ! أو أحببتني فسألقي القبض علي قلبك متلبسا بنبضي أنا !وانت هناك تشرب قهوتك الحمراء ، أو تشعل حبر ثقاب كي تضرم بين شفتيك عود كلام ودخان، تنبش روحي وتقص أثر كلماتي تذكر أنني أعرتك جسدا من فخار الجنة ، وماءات عدن تجري من فوقها الأشعار لألائية الخطايا ..pppتذكر أنك فتنتَ بي موتي فعدل عني إليك ، إذ فتنتُ بك يراعتك الظمأي وحبك لردي مستعار لم يكن لك ..لكلمات تصعد السلم المائي بقدمين نورانيتين تنضوان الطريق البري عن خطواتهما الخضراء كلظيً بكرفوق خرير ناعم ….تذكر لما التقينا خلف سور المدرسة ، وطرحتك أرضا مباركة من زيتون شرقي وأعناب مشتهاة … لماذا أتيتني متنكرا بجرح قديم ليس له شهادة ميلاد شرعية ولا يتوفاه جرح يطرأ عليه مهما يكن ؟؟؟تحبني ؟ أليس كذلك ؟ تعال معي إذن نتقاسم قبرا يضمنا بين دفتيه كأنه كتاب تشاركنا فيه غيابنا كلما قررنا المثول في جسد اللغة !تسمعني ؟ تراني ؟ وتظن أني لا أراك ، فتتورط بظلالي وقد نقشتها علي حائطك الوثني كأنها مسامير كلامية…يا هذا ، أو ذاك وقد صرت أبعد من صدي في واد بعيد والواد يبعد عن بئر يوسف مسافة كذبة وألف اختداع …بل مسافة حب مغدور ، مطعون في الدم كأنه رعاف لا تندمل خناجره …والخنجر راودني عن كلمي فأبيتُ ، فلما أبيتُ راودتُ الكلام عن صمته فأعارني لثغة وفر هاربا كالسهام ، والسهام صوبتْ إلي دربها ونامتْ علي صدري إلي الأبد كإمضاء الموت … إذن يحيي كما يذبح الكلام ! كم غررت بي ! والدور الآن عليك ، فهل اشتقت َإلي الحب ؟تعال إلي نتراشق القبلات بعنف شاعر يلدغ أنثاه مرة ثم يموتان معا بسم جائع ……………………..تعال أعطيك من آنية القلب ماشئتَ من ألواح الورد والشوكولا ، لن أضطرك لطفولة طائشة تتسلل بها نحوي لتسرق الحلوي أو الكلمات ، فأنا مسلوبة بك مذ خلقت وعلمتني كيف أتهجي المعني في دفتر ثورتك الماجنة ..لو أنك شاركتني ضريحك العابر قارات البوح واللذة ، لكنتُ نضوتُ لك نومي ، ودثرت نجومك بحرير الشوكورقيتك بتعاويذ الأشعار ، ولبستك ليل نهار ، وتظاهرت بأسمال عباراتك كي أرتق باب الدار ..لنا وطن خلف الحقد خرج جرحا ما ولم يعد ، وكنت أظنه أنت ، فلما عدتَ إليه خلتُ أنك عثرتَ عليه ، فإذا بنا الثلاثة تائهون …. كبوتَ يا سالب ذاتك بي فكانت كبوتك كبوة عاشق لا كبوة سارق ….رغم أن العاشقين هم أجمل اللصوص يجتثون الروح من شهقة الحياة ، ويمضون بها إلي مغاور المجهول … ولا يعودون أبدا…لأنهم جنود الموت وحراس الأضرحة المؤبدون كأنهم سكانها المخلدون !!!تحبني كأننا نستد من لقائنا الذي تأخر عن الحب كثيرا ، إذ تنبش كياني وتقتص من شعري بي ، ثم تأخذ من ضميري قيلولة طويلة كي تحبني بلا ضمير !!!تحبني ؟ ارم قلبك بحجارة النور ماشئت إليه سبيلا ، ارمه بالطوب ال ولا تبال، فترس العتمة متين يتمتع بحصانته ومناعته التامة ، ارم خطواتي المبتورة بغرغرينة الدرب المسدودة ، ارم نفسي بك لن أتقهقر عن شمعك الأحمر فوهجك ذائب علي قميص نومي المشقوق ، وقفلا كنتَ رميتَه في جحر النهر أنا لقفته ، لي حريتك يا من أحببتُقيدك ، ولك قيدي يا من أطلقته ، فسبيتَه…………….. اثنان من سلسبيل وسجيل ، من حبر وشر ، من رصاص وقصاص ، من يبوس و بسوس ، من نعش وقش ، من شنق وعتق ، من ألفة فنطفة ، فرحمة فرجمة ، من دار شعر إلي زارشعر …..وأحبك !علنا نلتقي في دفتي قبر آخر أعيره بمحض ظلي ، وتأتي إلي طائعا رائعا عاصفا وراجفا وواثقا وخائفا أرش دربك بالحروف والكلمات ، نرقص علي أطراف الروح رقصة الموت الاخيرة ، تماوتني وأعيشك ، ثم أحضر لك القهوة الكنعانية ، نتجالس علي شرفة الموت …. أبرياء من جريمة الجثة واللحد ، أبادلك قابيلي بالغراب ، وتراهن بي علي فردوس ضائع وأحبك ………………………………شاعرة فلسطينية0