إسرائيل تتسيد النادي النووي
pp لم يكن تصريح رئيس وزراء الكيان الصهيوني بامتلاك إسرائيل السلاح النووي حدثا عاديا بالمرة وإنما كان حدثا سياسيا استثنائيا بكل المقاييس وتحولا في الخطاب الصهيوني فلأول مرة تعترف القيادة السياسية للعدو الإسرائيلي بهذا رغم ما قد يحدثه من زعزعة ليس داخل الأوساط العربية فحسب وإنما داخل الدولة العبرية نفسها التي خرج منها من يحمل اولمرت تداعيات إفشاء سر من أسرار الدولة وأحد خطوطها الحمراء. يأتي هذا الإعلان والعالم العربي والإسلامي يعيش أحداثا استثنائية ومنطقة الشرق الأوسط علي وجه التحديد تعيشه علي صفيح ساخن بعد فشل الادارة الأمريكية في احتواء العراق بعد تصاعد العنف الطائفي وما حمله تقرير بيكر هاملتون من وقائع وتحميل الإدارة الأمريكية المسؤولية المباشرة في كل المآسي التي يعيشها العراق والدعوة إلي التسريع بانسحاب القوات الأمريكية منه ،وبعد تصاعد السجال السياسي في لبنان وإصرار المعارضة اللبنانية ممثلة في حزب الله علي إسقاط الحكومة غير الشرعية التي تصر بدورها علي تجاهل أغلبية الشارع اللبناني الذي اخذ من الاعتصام المفتوح وسيلة لتلبية مطالبه المشروعة في الحفاظ علي استقلالية القرار اللبناني ووحدته وعدم التبعية لأي جهة كانت عربية أو إسلامية أو غربية وما قد تحمله الأيام القادمة من تطورات لا احد يتنبأ نتائجها، كما يأتي هذا الإعلان بعد رغبة دول عربية عديدة كمصر والجزائر والمغرب وسعيها إلي امتلاك الطاقة النووية للإغراض السلمية. فماذا يا تري سيكون موقف المجتمع الدولي من هذه التصريحات وخاصة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهل ستقود جرأة رئيسها محمد البرادعي إلي تقديم طلب إلي الأمم المتحدة من اجل وضع المنشآت النووية الاسرائيلية تحت تصرف الوكالة الدولية أم أن الفيتو الأمريكي سيحول دون استصدار قرار أو توصية تقضي بمراقبة البرنامج النووي الصهيوني وحينها سيكون مجلس الأمن مضطرا إلي حل نفسه ما دامت قراراته تسري علي البعض ولا تسري علي آخرين. لقد تتبعنا علي مدي شهور عديدة كيف انتظم المجتمع الدولي صفا واحدا في مواجهة الجمهورية الإيرانية ومطالبتها بالكشف عن برنامجها النووي ووضعه تحت تصرف الوكالة الدولية للطاقة الذرية فهل ستشهد الأيام المقبلة نفس الحركية في مواجهة البرنامج النووي الإسرائيلي؟pppإن امتلاك إسرائيل للسلاح النووي وللقنبلة الذرية يهدد ليس منطقة الشرق الأوسط وحدها بل يهدد العالم بأسره ومن هذا المنطلق يجب تكاتف الجهود علي المستوي العربي والإسلامي حتي تكون قوة الردع العربية والإسلامية في مستوي الخطر النووي الصهيوني. وسعي الدول العربية والإسلامية إلي امتلاك الطاقة النووية يجب إلا يتوقف فالتوازن علي المستوي العسكري والتكنولوجي أصبح ضرورة ملحة ما دامت الخطوط الحمراء النووية قد سقطت بإعلان اولمرت عن امتلاك الدولة العربية للسلاح النووي.إن تصريح رئيس وزراء إسرائيل لم يكن اعتباطيا حتي يتراجع عنه فقد كان يعي ما يقول وواهم من يظن أن هذا التصريح هو نتيجة للحرب النفسية التي تعيشها المنطقة فالحقيقة أن إسرائيل أصبحت واقعا وبرنامجها النووي أصبح هو الآخر واقعا ملموسا يبقي الآن هو كيفية التعاطي مع هذا الخطر الذي يتهددنا جميعا.الطيب شكري عين بني مطهر المملكة المغربية6