هيومان رايتس ووتش: القرار دليل اخر علي عدم احترام الحكومة للقوانين الدولية
ssبغداد ابلغت واشنطن بقرب اعدام صدام: التنفيذ سريوكاميرا فيديو تسجل العملية بدون حضور اعلاميsssppلندن ـ القدس العربي :قال مسؤولون امريكيون ان الادارة الامريكية تلقت معلومات من الحكومة العراقية عن قرب تنفيذ حكم الاعدام بالرئيس العراقي صدام حسين، والذي صادقت محكمة التمييز علي قرار اعدامه الذي صدر في شهر تشرين الثاني (نوفمبر).pppوقال المسؤولون ان التحضير لاعدام الرئيس السابق تطور بسرعة وسط اجواء حرجة وعاجلة وغير واضحة الا ان التوقعات بتأخير اعدامه للعام القادم تلاشت حيث تتوقع الادارة الامريكية ان يعدم صدام في غضون ايام وليس اسابيع. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول رفيع قوله ان الاعدام قد ينفذ في غضون الاربع وعشرين ساعة القادمة. وقال آخر ان الاعدام سينفذ اليوم السبت حسب التوقيت المحلي للعاصمة العراقية بغداد. وفي الوقت الذي اشار فيه عدد من المسؤولين الي شؤون اجرائية الا ان عراقيين قالوا ان الاجراءات وتوقيع الرئيس جلال طالباني علي الحكم لن تقف عقبة امام تنفيذ الحكم. ونقلت نيويورك تايمز عن مسؤول عراقي قوله انه في حالة تنفيذ الحكم ليلة الجمعة او صباح السبت فان احدا لن يقوم باحداث ضجة واعتراض علي غياب الاجراءات، فيما اكد اخرون علي اهمية توقيع الرئيس الحكم الصادر علي صدام، لان الاخير ليس شخصا عاديا. ونقلت عن موفق الربيعي، المستشار لشؤون الامن الوطني قوله انه لن يتم اصدار اعلان يحدد موعد الاعدام ولن تتم دعوة احد لحضور تنفيذ الحكم لا اعلام، لا تلفزيون، لا شيء ، ولكنه قال ان الاعدام وتنفيذه سيتم تصويره بالفيديو ولن يتم بثه. وبرر الربيعي السرية في تنفيذ الحكم علي خلفية الامن، وخشية اندلاع عنف. ولاحظت الصحيفة ان الكثير من المسؤولين في حكومة نوري المالكي، لا يرغبون بتأجيل حكم الاعدام، وقال مسؤول سابق انه كلما تم تنفيذ الحكم عاجلا وليس اجلا كلما كان افضل. وتحدثت مصادر عن وجود خلافات داخل الحكومة العراقية حول تنفيذ الحكم، حيث اكد نوري المالكي ان القرار لا رجعة فيه، وانه يفضل تنفيذه قبل نهاية العام، فيما دعا آخرون لتأجيله الي بداية العام القادم. والتزمت واشنطن الصمت حيال الامر، حيث حولت كل الاسئلة المتعلقة بصدام والحكم عليه الي الحكومة العراقية والمسؤولين العسكريين الامريكيين في العراق، واكدت ان صدام ما زال في عهدة القوات الامريكية ووضعه لم يتغير حتي تقرر هذه القيادة، اي تسليمه للعراقيين. ورفض المتحدثون باسم البيت الابيض الحديث عن التنسيق والتعاون مع العراقيين فيما يتعلق بتسليم صدام. وقالت صحيفة لوس انجليس تايمز ان البيت الابيض يحضر لتلقي خبر الاعدام في غضون يوم او يومين علي الاكثر، بناء علي المعلومات التي يتلقاها من المسؤولين العراقيين. وقالت الادارة ان صدام سيسلم للعراقيين قبل ساعات من اعدامه.ويعتقل الرئيس العراقي في كامب كروبر، القريب من مطار بغداد الدولي. وكان اخوان غير شقيقين قد زارا صدام في زنزانته حيث سلمهما وصيته، بحسب ما قال بديع عزت عارف احد محامي الرئيس السابق، كما قال خليل الدليمي، رئيس فريق الدفاع انه الامريكيين طلبوا من فريق الدفاع تسلم متعلقات صدام الشخصية، وقال ان الاخوين زارا الزنزانة حيث سلمهما صدام وصيته وقضي معهما بعض الوقت. واكد مسؤول عسكري في المعتقل الامر، حيث قال ان احد الاخوين تسلم وصية الرئيس السابق. ولكن رائد جوحي، رئيس محكمة الجنايات نفي خبر الزيارة. ونقلت لوس انجليس تايمز عن بشري الخليل، المحامي العضو في فريق الدفاع عن صدام قولها ان سبعاوي وهاب وابراهيم حسن، اخوي الرئيس السابق زاراه. وقال ودود فوزي احد الذين زاروا صدام انه كان في حالة نفسية عالية، وقام بقراءة قصيدة لم يعطها عنوانا بعد مع زواره اثناء الغداء. وفي اللقاء الذي استمر لساعتين، قال فوزي ان صدام سأل عن وضع البلاد، وعن عائلته ولكنه لم يطلب شيئا ولم يشر او يسأل عن الاعدام، وقال لم يكن حزينا، كان عاديا .وفي نفس الوقت وجه الدليمي نداء الي المجتمع الدولي بمنع تنفيذ الحكم لان تسليم سجين حرب لاعدائه يخرق المواثيق الدولية. واكد الدليمي ان محكمة صدام سياسية وان اعدامه لن يعزل العراق بل سيؤجج المشاعر في العالم الاسلامي. وحذر امريكا والرئيس الامريكي من المضي وارتكاب خطأ باعدام الرئيس السابق، حيث قال ان هذه نصيحة يقدمها ليس كونه محامي صدام ولكن لكونه مواطنا عراقيا.ويأتي تنفيذ الاعدام في الوقت الذي وجهت فيه جماعات ومنظمات حقوقية انتقادا حادا للطريقة التي تمت فيها ادارة المحاكمة والضغوط السياسية التي مارستها الحكومة الشيعية. ويدافع الامريكيون عن المحاكمة التي قالوا انها جرت بناء علي القانون الدولي. ويعتقد مراقبون ان اعدام صدام، في الوقت الذي يواجه فيه العراق حالة من عدم الاستقرار، وانتشار العنف الطائفي، قد يؤدي لحرب اهلية طويلة الأمد. وفي مقال نشرته الغارديان قال ريتشارد ديكر، من منظمة هيومان رايتس ووتش ، الامريكية، ان قرب اعدام صدام حسين اشارة اخري عن عدم احترام حقوق الانسان في هذا البلد المنقسم بسبب العنف. وقال انه في الخمس عشرة سنة الماضية قامت منظمته بتوثيق ممارسات نظام الرئيس السابق صدام. وفي الوقت الذي لا ينفي ديكر ان الرئيس السابق واعوانه ارتكبوا ممارسات وفظائع، الا ان مصادقة محكمة التمييز علي الحكم تعني مواصلة الاخطاء والمصادقة عليها والتي ارتكبت اثناء محاكمته. حيث قال ان المحكمة لم تنته عندما صدر الحكم في 5 تشرين الثاني (نوفمبر)، اذ لم يتم تسليم ملف الحكم لفريق الدفاع الا في 22 تشرين الثاني (نوفمبر) حيث طلب منهم اعداد ملف الاستئناف في اقل من اسبوعين، والرد علي ملف يتكون من 300 صفحة. وقال ان محكمة الاستئناف لم تعقد اي جلسة للاستماع للتحقق من صحة النقاشات القانونية في المحكمة، وهذا اجراء مطلوب حسب القضاء العراقي. وعبر المسؤول عن دهشته وعدم تصديقه من قدرة محكمة التمييز علي مراجعة 300 صفحة هي محاضر القرار وذرائعه، وملف الاستئناف الذي قدمه فريق الدفاع في اقل من ثلاثة اسابيع وتقوم بتأكيد القرار. واتهم الكاتب الحكومة العراقية والمسؤولين العراقيين بالتدخل في مجريات المحكمة وحرمان المتهمين من الكشف عن ادلة تم التحفظ عليها. وقال انه علي خلاف محاكم نيورنبرغ، التي حوكم فيها النظام النازي، فان مشاكل المحكمة العراقية في انها فشلت في تقديم صورة عما حدث اثناء النظام السابق، ولم تقدم للعراقيين صورة عما ارتكب في ذلك العهد. واكد ان حكم الاعدام هو خطوة اخري لعدم احترام حقوق الانسان، فالاعدام، وبعيدا عن الجرائم التي ارتكبت، يظل حكما غير انساني وقاس. وقال ان حكم الاعدام يظهر مدي سطحية وفراغ التزام الحكومة العراقية باحترام حقوق الانسان. واكد ان فرح ضحايا صدام باعدامه لن يطول ويغطي علي فشل الحكومة في انتهاز فرصة لتقديم سجل عن نظام الرئيس السابق. والمحاكمة القاصرة والمليئة بالعيوب، وقرار الاعدام السريع، يظهران ان التدخل السياسي لا زال علامة تميز النظام القانوني والقضائي العراقي.