رئيس ينتظر قرارا قضائيا .. ورئيس وزراء رهن التحقيق.. وقيادات عسكرية هبطت للحضيض
الاخبار السيئة: اغلبية الشخصيات السياسية في اسرائيل ستبقي في الساحة لعام 2007رئيس ينتظر قرارا قضائيا .. ورئيس وزراء رهن التحقيق.. وقيادات عسكرية هبطت للحضيض سنبدأ بالخبر السيء: اغلبية الاشخاص الذين احتلوا موقعا مركزيا في حياتنا في السنة الماضية سيبقون في مواقعهم في السنة القادمة. ولكن هناك ايضا بشارة جيدة: جزء منهم علي الأقل لن يكون معنا حينئذ. عدا عن ذلك لن يكون الوضع اسوأ مما هو عليه الآن.ذلك لأنه ما الذي يمكن أن يكون اسوأ من سنة ابتدأت برحيل قائد قوي وتواصلت بانتخابات محيرة مبلبلة وتشكيل حكومة ضعيفة واختطاف الجنود، فالحرب الفاشلة في الشمال ووابل القسام الذي لا يتوقف في الجنوب. سنة تتحرك في آخرها مجموعة كبيرة من لجان التحقيق داخل الجيش وخارجه، ونحن نعيش تحت تهديدات حرب اخري في الصيف وتهديد نووي ايراني.كل هذا يحدث مع رئيس ينتظر قرار المستشار القضائي بصدد التهم التي تقشعر لها الأبدان، ورئيس وزراء قيد التحقيق ووزراء مع لوائح اتهام وقادة ذوي مكانة جماهيرية وشخصية متدهورة حتي الدرك الأسفل.هل يوجد اسوأ من ذلك؟ وهل يحتمل أن نشهد سنة اخري اسوأ من تلك التي سبقتها؟.الإطلالة علي القادة الذين يحتلون الحلبة السياسية بصورة دائمة واولئك الذين يذهبون ويعودون مع الرياح والعواصف تشير أنه لا جديد تحت الشمس. من هم الاشخاص الذين ستؤثر مكانتهم علي حياتنا بصورة حاسمة؟: عمير بيرتس: يروحام أصبحت مشغولة. ما الذي سنقوله أو نحكيه عن رئيس حزب العمل ووزير الدفاع، الشخص الذي حظي قبل سنة بحالة انفعالية كبيرة ودعم جارف والآن قد يجد نفسه خلال بضعة اشهر مجردا من المناصب، جريحا مُهانا والأرجل ترفسه كل الطريق الي سدروت.من الناحية الشخصية، بيرتس هو المرشح الاول للقب الخاسر الأكبر في السنة القريبة. الجمهور يتمني استقالته، والحكومة تنتظر استبداله، حزبه ينتظر اللحظة التي يتمكن فيها من التخلص منه. ليس هناك شيء يمكن أن يستبعده رفاقه بما في ذلك عقد التحالفات الغريبة والعجيبة فقط من اجل التأكد من إزاحته عن رأس الحزب.أمور كثيرة كانت تعتمد علي سلوكه. كان بامكانه أن يستقيل من وزارة الدفاع وأن يحظي باحترام الجمهور، وكان بامكانه أن يبادر الي إخراج حزب العمل من الحكومة – وهو ما زال قادرا علي التحالف مع أحد المرشحين مقابل رقم ((2 وحقيبة اجتماعية بارزة. بيرتس أضاع الاحتمالين الاولين، أما الاحتمال الثالث فلن يختاره بسبب نرجسيته الكبيرة وارتيابه المتأصل فيه وحبه للقوة. تلك القوة التي دفعته منذ البداية الي قبول منصب غير ملائم له، وتدفعه الآن لمواصلة التشبث في هذا المنصب حتي بعد فشله المدوي.بيرتس ليس مُعدا للخطوات الباردة التي تنطوي علي تنازل عن الكرامة من اجل هدف أبعد مدي. لو فعل ذلك لكان بامكانه أن يبقي في فريق حزب العمل. لو تنازل طواعية عن احدي ثرواته، كوزارة الدفاع مثلا، لحافظ علي بقائه.ولكنه يسير نحو المنافسة التي يمتلك فيها فرصا ضئيلة. وبعد الخسارة سيتحول الي كيس للكمات الحزب. ذات يوم بعد أن يتحول الي الشخص الذي كان، وحتي رئيسا لمجلس يروحام، لن يكون بامكانه أن يصل اليه: هذا المربع مشغول الآن.اهود اولمرت: هو ورقة صفراء في مهب الريح. سنة كاملة مرت منذ أن جاء اولمرت مثل الصاعقة الي مركز الحلبة السياسية. من مكانة سياسي فطن ومحنك ولكن غير محبوب بصورة خاصة، يتابع الظروف السياسية، تسني له أن يصبح قائما بأعمال رئيس الحكومة، وبين ليلة وضحاها تحول الي رئيس للوزراء. مكانته في نظر الجمهور ارتفعت، وفي ظل عدم وجود بديل اعتُبر اولمرت الزعيم الأفضل الذي يمكن للجهاز السياسي أن يتمخض عنه. كما أن التعثرات في اقامة الحكومة قوبلت بتسامح نسبي بما في ذلك التعيين الفاضح لعمير بيرتس كوزير للدفاع.كل هذا كان حتي اندلاع الحرب. من يقوم بعقد مقارنة بين استطلاعات الرأي عشية الحرب وحتي تلك التي جرت خلالها والاستطلاعات التي تجري اليوم لا يصدق أن الحديث يجري عن نفس رئيس الوزراء وعن الشخص ذاته. حرب لبنان التي تحولت الي حدث فاصل من كافة النواحي كشفت بصورة قاسية نقاط ضعف قيادتنا بما في ذلك انعدام التجربة وطريقة اتخاذ القرارات المختلة والعنجهية والتهور والغطرسة.نتائج الحرب دهورت اولمرت الي الحضيض من حيث مكانته الجماهيرية. العرائض طالبت باستقالته، لجان التحقيق تبحث في أدائه وسلوكه، علاقاته مع وزير دفاعه مُهتزة، وقد وصلت في مرحلة معينة الي القطيعة التامة. ورغم ذلك كله لم يقم اولمرت بالخطوة المطلوبة إذ لم يستبدل وزير الدفاع. هو ترك الطبيعة تفعل ذلك من تلقاء نفسها علي أمل أن يقوم حزب العمل بالمهمة بدلا عنه. وحتي يضفي الاستقرار علي حكومته أدخل شريكا جديدا وهو ايفيت ليبرمان معتقدا أن هذا الائتلاف العريض سينجح في جرّه حتي آخر ولايته.ولكن الحفاظ علي سلامة الائتلاف هو فقط معركة واحدة في حرب البقاء التي يخوضها رئيس الوزراء. هناك سيفان مسلطان اليوم علي رأس اولمرت – سيف المستشار القضائي للحكومة، وسيف لجنة فينوغراد. السيف الاول يهدده شخصيا بثلاثة ملفات تحقيق مفتوحة، أما الثاني فيهدده سياسيا مع الاستخلاصات التي سيتم التوصل اليها بصدد الحرب. هذان تهديدان هامان يمكن لكل واحد منهما أن يزعزع حكمه وأن يفضي الي تقديم موعد الانتخابات وربما الي إزاحته عن منصبه.وهذا ليس كل شيء. فترة طويلة مفتقدة لجدول الاعمال استُبدلت الآن بسياسة ضبط النفس التي برهنت علي نفسها حتي الآن من خلال سقوط صواريخ القسام بصورة يومية. خلافا لسياسة ضبط النفس التي اتبعها شارون والتي كان من ورائها رئيس وزراء قوي يثق فيه الجمهور، لا يتمتع اولمرت بهذه الامتيازات. حكمه اليوم يعتمد علي الصاروخ التائه. هذا الصاروخ الذي قد يسقط، لا سمح الله، ذات صباح علي مدرسة أو روضة اطفال في سديروت. ذلك الصاروخ يمكنه أن يقضي علي افتراضات أساسية بالكامل. كل هذا يقودنا الي استنتاج واحد: بقاء اولمرت موجود الآن بيد الآخرين: مزوز، فينوغراد، حزب العمل، ليبرمان، الفلسطينيين. أما هو فيشبه الورقة الذابلة في مهب الريح. وكلما ازداد ضعف مكانته الشعبية كلما قلّت سيطرته علي مسار الريح وشدتها.بنيامين نتنياهو: انتهت فترة ضبط النفس. في الاسابيع الأخيرة شرع نتنياهو بمعركته الانتخابية. هو بدأ بالهجمات وتوجيه الانتقادات للحكومة واطلاق الرسائل مُظهرا نفسه كبديل. من الممكن القول أن فترة ضبط النفس عند نتنياهو قد انتهت.الاستطلاعات تضعه في مكان جيد علي رأس الهرم، وهذا يوفر له رياحا دافعة قوية. كما يمكن أن نفهم من المقابلة التي أجراها معه يئير لبيد، رئيس الليكود فكر عميقا في سبب حدوث ذلك معه: كيف حدث أن شخصا ذكيا وموهوبا مثله سقط مرة تلو الاخري علي مسائل شخصية وحزبية.استراتيجيته الآن هي وضع الامور في نصابها النسبي الصحيح. ليس هو الذي يري كل ظلال للجبال علي أنها جبال، وانما نحن. هو كان يتوقع من الجمهور أن يدعمه وأن يتسامح مع نقاط ضعفه الصغيرة. في الاشهر القريبة سيحافظ نتنياهو علي مكانته في الاستطلاعات. في ظل عدم توفر بديل قيادي آخر وفي ظل الوضع الأمني السائد، سيبقي في الطليعة في الاستطلاعات علي الأقل، مشكلته هي أن الاستطلاعات لا تؤدي الي تفكيك الحكومات.عامي أيلون: سيدي الرئيس؟ أيلون اليوم هو عضو كنيست بدون منصب، وقد يجد نفسه بعد اشهر قليلة شخصية هامة جدا وهو عموما لا يعرف أنه كذلك.اذا انتصر في انتخابات رئاسة حزب العمل، كما تتوقع الاستطلاعات، فسيصبح عامي أيلون وزيرا للدفاع، وهذا انجاز كبير بالنسبة لانسان لم يكن في السابق وزيرا أو حتي نائب وزير.ما الذي نعرفه عن أيلون؟ القليل القليل. الأمر المؤكد هو أن اعضاء الحزب الجدد الذين قام بتنسيبهم لن يساعدونا في معرفته: هم اشخاص صامتون.من المحتمل جدا أن لا يقوم أيلون كرئيس لحزب العمل باخراج حزبه من الحكومة. ما هو عدد وزراء الدفاع الذين تعرفونهم، الذين تطوعوا للتنازل عن مناصبهم؟ وعليه اذا انتُخب فسيحظي اولمرت بائتلاف راسخ الامر الذي لن يحدث اذا ما فاز أوفير بينيس.وبالمناسبة، بينيس هو الوحيد الذي يجتذب اصواتا من الليكود من بين كل المرشحين المتنافسين علي رئاسة حزب العمل. وفقا للاستطلاعات التي أجريناها في الاسبوع الماضي، لن ينجح الليكود في جمع 60 مقعدا للكتلة اليمينية اذا خاض أوفير بينيس المنافسة علي رئاسة الوزراء.أفيغدور ليبرمان: نار من كافة الاتجاهات. اذا كان عمير بيرتس موجودا في وضع شخصي هو الأكثر حساسية فان افيغدور ليبرمان يمر في وضع سياسي هو الأكثر تعقيدا. الدليل الجيد علي ذلك جاءنا في هذا الاسبوع في الكنيست عندما نجح عضو الكنيست حاييم كاتس باخراجه عن أطواره. هذا الامر حدث في تصويت حجب الثقة الذي اقترحه الليكود في قضية توسيع الحكومة. كاتس هاجم ليبرمان ودفع اعضاء الليكود الي الضحك من شدة الاستمتاع بالمشهد. ليبرمان صعد الي المنصة ورد علي الهجوم بهجوم آخر وجرّ اعضاء الليكود لرد الحرب عليه تحت عنوان: ليبرمان، أنت دولاب الخلاص لحكومة اولمرت، إنهض واستقِل. المسألة ليست سهلة بالنسبة له. دخوله الي الحكومة ترافق مع انتقادات من اليمين ومن اليسار. التعيين الذي حصل عليه كوزير للتهديدات الاستراتيجية تحول الي أضحوكة ومسخرة. في الآونة الأخيرة تحول الي هدف واضح لاعضاء الليكود الذين كانوا يتجنبون حتي الآن التهجمات الشخصية ضده لأنهم كانوا لا يزالون يعتبرونه واحدا منهم. في اطار استراتيجية الليكود الجديدة أصبح دم ليبرمان مُستباحا. هم لا ينوون تركه وشأنه، وكلما مر الزمن ازدادت ضغوطهم عليه. هذا الضغط سيدفعه للتصادم مع سياسة الحكومة وكذلك مع ناخبيه.في الكنيست يقولون ان ليبرمان متوتر وعصبي وحساس وقلق علي صورته. وأنه يُكثر من التشاجر. هو كان ينوي بناء نفسه داخل الحكومة، ولكن من المشكوك فيه أن يعطوه الفرصة لذلك. سياسة ضبط النفس التي يتبعها اولمرت تحول حياته الي حياة صعبة.هو أول المرشحين من الناحية البرلمانية والائتلافية للخروج من الحكومة. قرار الخروج يمكن أن يصدر بنفس التسرع الذي جاء به قرار الانضمام اليها. خلافا لحزب العمل، ليس لليبرمان، ولا يمكن أن يكون لديه، مستقبل مشترك مع اولمرت. وخروجه قد يتسبب في انهيار الائتلاف.اهود باراك: الجائزة الكبري فقط. باراك اليوم في معضلة لا يمكن المبالغة بثقلها. أولا، التنازل عن الحياة الجيدة التي اعتاد عليها في السنوات الأخيرة. اذا عاد الي السياسة فلن يكون بامكانه أن يستمتع بالأمور التي يسمح بها لنفسه الآن.واذا قرر المنافسة فهو لا يسمح لنفسه بالخسارة. من هنا يعتبر باراك التنازل عن المنافسة الحالية وانتظار المنافسة القادمة علي رئاسة حزب العمل قُبيل انتخابات الكنيست أكثر إغراء. في كل الاحوال سيكون لقرار باراك ونتائجه الوزن الأكبر في المعركة السياسية. هو الوحيد من بين المتنافسين الذي يسير بجدية علي الجائزة الكبري: رئاسة الوزراء. أيلون وبينيس غير جاهزين بعد، وبيرتس لم يعد قادرا، وداني ياتوم لن يكون جاهزا في أي وقت من الاوقات. باراك مع غريزته القاتلة ومع قصر نَفَسِه في اصلاح الأخطاء التي ارتكبها قد يقرر استغلال اللحظة السانحة واخراج حزب العمل من الحكومة وتقديم موعد الانتخابات. ومع ذلك، من المحتمل أكثر أنه اذا انتصر فسيعود بعاصفة الي وزارة الدفاع ليُعيد بناء مكانته الجماهيرية. مكانته في نظر الجمهور عموما ما زالت في الحضيض بالمقارنة مع وضعه داخل الحزب.دان حلوتس: هو متأكد من أنه قادر. متي حدث أن الطيار الاسطوري تجول بيننا باصرار وحساسية مرهفة كملك لم يُتوج بعد؟ من لم يعتقد حينئذ أن دان حلوتس مُعد لعظائم الامور – فلينهض ويُعرّف عن نفسه. ولكن مثل كثيرين غيره، حُسم مصير رئيس هيئة الاركان في الحرب الأخيرة. هذه الحرب التي رفض هو نفسه لايام كثيرة جدا اعتبارها حربا وأصر علي أنها عملية فقط.من المحزن مشاهدة اصرار حلوتس تحت طائلة الانتقادات التي تأتيه من كل الاتجاهات علي إحداث التغيير الكبير في الجيش بنفسه واصلاح الاخلالات بيديه. كلما ازدادت الدلائل وتعمقت التحقيقات اتضح أن مصيره قد أصبح محتوما: اذا كانت صورة اولمرت هي صورة من لا يقوم بتوفير البضاعة المطلوبة، وصورة بيرتس كمن لا يستطيع ولا يقدر، فان صورة حلوتس هي صورة من كان تعيينه رئيسا لهيئة الاركان قرارا خاطئا. هناك عدد غير قليل من الناس يحصون الايام التي يصبح فيها غير قادر علي الاستمرار.مصير حلوتس لن يؤثر بصورة دراماتيكية علي الجهاز السياسي إلا اذا تسببت استقالته أو إقالته باستقالات اخري. اذا خرج من منصبه إثر لجنة فينوغراد، من دون أن يُطالب بذلك، ليعطي نموذجا شخصيا، فربما سيتمكن من انقاذ شيء من مكانته الاعتبارية.المسألة هي أن حلوتس لا يكافح من اجل مكانته الاعتبارية. خلافا لما يميلون للاعتقاد به، هو بالفعل يعتقد أنه قادر علي اصلاح الاختلالات في الجيش. إلا أنه من المكان الذي يتواجد فيه لن يكون بامكانه أن يكافح من اجل موقفه، وعندما سيتمكن من ذلك سيكون الأمر متأخرا جدا بالنسبة له. سيما كدمونمراسلة الشؤون الحزبية(يديعوت احرونوت) ـ 29/12/2006