بابا نويل الداخلية يطرق ابواب الامهات

حجم الخط
0

بابا نويل الداخلية يطرق ابواب الامهات

بابا نويل الداخلية يطرق ابواب الامهاتمن فضل الخالق علينا ان جعل المودة والرحمة في قلوبنا اذ نحن علي فلذات اكبادنا او نقطّر عاطفة وجعل في قلوب الابناء الشفقة علينا، ومن العادات الجميلة ان يبكر الابناء بتحية ابائهم وامهاتهم ـ لقد حرصنا علي العناية باطفالنا اذ نشد اعوادهم بارواحنا التي تتعلق بمرتبك خطواتهم صغارا يتعكزون علي الهواء ـ ونكحل نواظرنا بطلعاتهم يغدون الي المدارس ويعودون، تلاحقهم عيوننا في مسالك الدروب وملاعبها ـ يهزجون ويمرحون ويملأون البيت ضجيحا حلوا وصراخا ـ وكنا نتخيلهم يكبرون ونتأمل حصادات هذا الحب ـ نرجوه ان يثمر غدا سعيدا ـ اذ يحملوننا في الكبر وعند الشيخوخة ـ كما فعلنا وهم براعم تتلبّك في قارعة الطريق. كل شيء بات ممكنا ـ حسبنا له الحساب لاننا نؤمن بالقدر الرحيم لكن ان تتخطفهم الطير ـ يخطفون من دفء الابوّة وحجر الامومة ويبرحون بيوتهم مكبلين والسلاسل في معاصمهم ـ مرغمين مقهورين اذلاء علي هذه الشاكلة وفي ذلك العمر ذلك لم يكن في الخلد والحسبان وتمر الايام والشهور لا نعرف شيئا عنهم فهذا اقسي المرارات ان تكابد الليالي تتحسس فراش ولدك البارد وتتأمل سريره المكفهر الذي ودعه صاحبه من زمن ليس بقريب ـ وتفتح عينيك ليلا لتجد امه منكفية علي وجهها وكان الاغلال في عنقها ـ تبكي ولدها، انه امر لا يطاق ـ الا يا أمرأة تعزي بعزاء الله، فثمة الاف الاحداث لشباب ابرياء نحروا ـ ألقيت علي مكبات القمامة مقيدة دون رحمة، فنقول: ربما اهل الشهداء ـ اكرم واكثر استقرارا من هذا الكابوس اليومي المرعب الذي نعيشه كل ساعة ـ ومن يدري ما المستقبل..؟ نعم فقد مرّت الشهور تلو الشهور ـ انما هي دهور دون طائلة او بارقة امل ـ وهذا العيد الثالث الذي لم اشاهد به ولدي الذي اقسم ان لا يتقدمه احد في السلاح واني احمد الله علي ان اعطاني هذا يدلل علي تعب السنين ويرد علي ذكرياتي وكيف كنت بارا بوالدي اللذين رحمهما الله يوصياني باحترام الناس ويعيدان علي الامر مرارا وتكرارا الامر الذي اقول فيه ليتهما سكتا (والكلام ما زال للمرأة التي دخلت علي ّبعد استأذان) فقلت يا خالة واين ولدك لا سمح الله؟؟! انحبست دموع عينيها الغائرتين من اين لي الولد فقد فارقته منذ الشهر السابع من العام الماضي وهو محبوس لدي وزارة الداخلية لا لذنب اقترفه سوي انه يحب جميع خلق الله كما كان النبي يحبهم ومات وهو يوصي بحبهم فقد كان النبي يحب القرع وانا احبه وكان يحب كتف الذبيحة وانا احبها وكان يحب عليا وانا احبه وكان يحب الصحابة الابرار وانا احبهم وكان يحب الحسن والحسين وانا احبهما وكان يحب فاطمة فاسموني اهلي بفاطمة تيمنا باسمها الكريم فما الذي جري يفرقون ما جمع الرسول ويعتدون علي ما امر. وسؤال واحد اريد له جوابا، هل ان الحكومة لا تعرف ان هناك عشرات الآلاف من البشر يتعرضون لاوضاع انسانية صعبة لا يستطيعون ان يكتبوا لسجانيهم ما يشعرون وما يعانون ولا يوجد من يسألهم لماذا انتم هنا؟ واشد ما يحزنني هو ان الانسان اذا ذاق ظلما او تعرّض له، كيف يعود جلادا يجلد من لا ذنب له فكيف اصدّق انّ سجاني كان تعرض الي مثل ما انا فيه وكيف البعض يشتمون اناسا ماتوا قبل اكثر من الف واربعمئة سنة خلت فقد حبس هارون الرشيد ابا العتاهية فكتب علي حائط السجن مشاعر الشكوي: أما والله إن الظلم شـــؤم وما زال الظـــلوم هو الملومإلي ديان يوم الدين نمضي وعند الله تجتمع الخصوم ستعلم في المعاد إذا التقينا غداً عند المليك من الظـــلوموتلتمس الصلاح بغير حلم وان الصالحين لهم حـــلوم عبيد حسين سعيد[email protected] 6

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية