مؤتمر شرم الشيخ سيربط دعم العراق اقتصاديا بتوسيع العملية السياسية
مؤتمر شرم الشيخ سيربط دعم العراق اقتصاديا بتوسيع العملية السياسية القاهرة ـ يو بي آي: بحث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي امس الاحد مع المسؤولين المصريين سبل دعم الحكومة العراقية خلال المؤتمر الدولي حول العراق الذي يعقد في منتجع شرم الشيخ الساحلي المصري الشهر المقبل. والتقي المالكي بكل من الرئيس المصري حسني مبارك ورئيس الوزراء أحمد نظيف ومجموعة من الوزراء المصريين كوزير الخارجية أحمد أبو الغيط ووزير الداخلية حبيب العادلي. وقال دبلوماسي مصري رفض ذكر اسمه ليونايتد برس انترناشونال ان المالكي بحث مع المسؤولين المصريين الكيفية التي يمكن خلالها لمصر ودول الجوار العراقي دعم العملية السياسية في العراق وإمكانيات التعاون الإقليمي لمكافحة الإرهاب وتعزيز الوحدة الوطنية في العراق التي تمزقها الفوضي الامنية منذ اكثر من اربعة أعوام.ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية امس عن مصدر دبلوماسي مصري قوله ان الدول الغربية والعربية ستربط تقديم مساعداتها المالية والإقتصادية الي العراق خلال مؤتمر شرم الشيخ الدولي بتنفيذ الحكومة العراقية لإصلاحات سياسية ودستورية وأمنية لتحقيق المصالحة الوطنية وإشراك كافة طوائف العراق في العملية السياسية. وقال المصدر ان اجتماع شرم الشيخ الذي يعقد يومي 3 و4 ايار (مايو) المقبلين ستصدر عنه وثيقة العهد الدولي حول العراق التي تربط بين وفاء الحكومة العراقية بمسؤولياتها ووفاء المجتمع الدولي بتعهداته المتضمنة في الوثيقة . وأضاف أنه كلما مضت الحكومة العراقية قدما في تنفيذ مسؤولياتها الواردة في برنامج الوثيقة كلما تشجع المجتمع الدولي علي تقديم المزيد من المساعدات للعراق والمضي قدما في تنفيذ مسؤولياته المدرجة بالوثيقة . وأشار الدبلوماسي المصري الي أن وثيقة العهد الدولي تتضمن شرحا مفصلا لخطة عمل الحكومة العراقية في السنوات الخمس القادمة لتحدد مسؤولياتها ومتطلباتها علي الأجندة الأمنية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية ويرتبط ذلك ببرنامج الحكومة العراقية وتعهداتها التشريعية وبرنامجها للاصلاح الإقتصادي . واوضح ان المجتمع الدولي سيكون حريصا علي متابعة التزام الحكومة العراقية نحو المصالحة الوطنية العراقية وتوسيع اطار هذه المصالحة الوطنية العراقية، وتوسيع اطار هذه المصالحة لتشمل كافه طوائف الشعب العراقي . وقال ان مؤتمر شرم الشيخ سيحدد نوع المساعدات المطلوبة من المجتمع الدولي، بما فيها ما يتعلق ببناء القدرات والمساعدات الإقتصادية والإعفاء من الديون. الا أنه أكد بانه لم يتم الاتفاق بعد علي سقف المساعدات الإقتصادية للعراق او حجم الديون التي سيعفي منها. وكانت العربية السعودية قررت الاسبوع الماضي اعفاء العراق من 80 بالمئة من ديونه المستحقة علي المملكة كخطوة لتحسين الوضع الاقتصادي في العراق. وتطالب الدول العربية كمصر والسعودية والأردن بإجراء تعديلات علي الدستور العراقي تتضمن حذف الإشارة الي البنود الحاصة بالفيدرالية وقانون اجتثاث البعث وسن قانون عادل لتوزيع الثروة بما يسمح بإشراك الاقلية السنية في الحكومة والتي يبلغ حجمها نحو 20 بالمئة من سكان البلاد. فيما تدعو الحكومة العراقية التي يسيطر عليها إئتلاف شيعي-كردي دول الجوار العراقي الي بذل جهود أكبر لمنع تسلل الإنتحاريين الأجانب الي العراق ووقف امداد الجماعات المناهضة للاحتلال الأمريكي والحكومة العراقية بالاسلحة والاموال. الا أن المصدر الدبلوماسي المصري أكد عدم وجود مساعدات امنية سيقدمها المجتمع الدولي للعراق خلال مؤتمر شرم الشيخ. وقال انه ليس هناك مساعدات أمنية مطلوبة من المجتمع الدولي ولكن المطلوب أن تنفذ الحكومة العراقية التزاماتها لتحسين الأوضاع الأمنية علي الأرض، خاصة أن الدول والمنظمات ستكون مستعدة لتقديم المساعدات في حالة اطمئنانها بأن هذه المساعدات تحقق الهدف منها وتسهم في استقرار وازدهار العراق والأوضاع الأمنية والسياسية فيه . وأضاف ان وثيقة العهد الدولي هي خطة متكاملة تعكس ترابطا عاما في جوانبها لضمان تحسين الأوضاع في العراق وأن تحسن الأوضاع الأمنية والتي تقع ضمن مسؤوليات الحكومة العراقية هي شرط لتحسين الجوانب الإقتصادية والسياسية . ونسبت الوكالة للمصدر الدبلوماسي المصري قوله انه سيتم تأسيس سكرتارية مشتركة من الحكومة العراقية والأمم المتحدة وشركاء العراق في التنمية ومقرها بغداد لمتابعة تنفيذ التعهدات التي تقدمت بها الحكومة العراقية والمجتمع الدولي خلال مؤتمر شرم الشيخ.وتوقع الدبلوماسي المصري مشاركة 80 الي 90 وفدا يمثلون دولا عربية وإقليمية وغربية في دول الجوار إضافة الي المنظمات العربية والدولية. ويشارك في المؤتمر وهو الثاني بعد مؤتمر بغداد في اذار/مارس ست من دول الجوار العراقي هي ايران والاردن والكويت والسعودية وسورية وتركيا بالإضافة الي البحرين ومصر والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي والامم المتحدة الي جانب الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن (الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا وفرنسا والصين) وكندا والمانيا وايطاليا واليابان والاتحاد الاوروبي. ومصر هي المحطة الأولي في جولة المالكي التي تشمل أيضا الكويت والامارات وقد يزور خلالها كلا من السعودية وإيران أيضا.ويضم الوفد العراقي المرافق للمالكي كلا من رافع العيساوي وزير الدولة للشؤون الخارجية، وجواد البولاني وزير الداخلية، وموفق الربيعي مستشار الأمن القومي، وعلي الدباغ الناطق باسم الحكومة العراقية.