مصر وإعادة إنتاج الإرهاب والكباب

حجم الخط
2

■ على الرغم من أن قضية التقشف المطروحة على الشعب المصري بوصفها نصيبه من الحكم الحالي تطرح بصور مختلفة، فإن الحديث الذي تمت الإشارة إليه مؤخرا حول التنبيه على شيوخ المساجد بعدم الدعاء على الظالمين، والفيديو الذي تم تداوله حول موقف مشابه في حضور رئيس الوزراء، جعلنا في مواجهة مشهد أكثر وضوحا من مشاهد فيلم «الإرهاب والكباب» الذي يعبر بدوره عن إشكالية المشهد بتناقضاته الحاضرة دائما في الواقع المصري. فالفيلم استحضر مشهد البطل ومجموعة من المواطنين الموجودين في مجمع التحرير، من أجل التعامل مع أزمات صغيرة الحجم كبيرة القيمة بالنسبة لهم، وعبر عن الجزء الآخر من الصورة، وهو السلطة، في صورة وزير الداخلية ومن معه وهم يتحدثون من موقعهم أعلى مسجد عمر مكرم في ميدان التحرير.. وعندما يقوم شيخ المسجد بالدعوة على الظالمين يطرح وزير الداخلية سؤاله على من حوله عما يقصده الشيخ بالظالمين، فيؤكد له من يصاحبه أنه يقصد الإرهابيين، ومع كلمات مترددة ووجه غير مقتنع يؤيد وزير الداخلية هذا التفسير، ويعتبر أن التشبيه محتمل ربما لأن التفسير الواقعي، خاصة في ظل وجه الشيخ وهو يتحدث، سيكون غير محتمل للوزير ولمن معه.
في داخل المجمع نجد أنفسنا في مواجهة عدد من المواطنين بمشاكل مختلفة، ولكنها ليست بضخامة عمل إرهابي، لدرجة تدفع البطل إلى سؤال الجموع (الجماهير في تلك الحالة)، بتقديم مطالبهم لعلها تمثل ثمنا ممكنا للجريمة التي سيتم إدانته بها. ومع ترديد مطالب صغيرة للغاية في مواجهة الحدث، تعبر بدورها عن حقيقة مطالب المواطن المصري الباحث عن الستر في معظم الأحيان، يتفق الجميع على الحاجة لوجبة غذاء مميزة، وبعد مشاورات يتم التوافق على الكباب مع ترديد المقولة الخالدة «في أوروبا والدول المتقدمة» في إشارة إلى أكل الطحينة مع الكباب أو أشياء مماثلة لتأكيد أن كل تلك الأشياء الصغرى أحيانا في المشهد الكبير تمثل أحلاما كبرى للبعض الذي يسمع عنها فقط وتتحول بالنسبة له إلى أساطير.
مع التوافق على الكباب بين الجماهير والإرهابي المفترض، تبدأ مرحلة تفاوض أخرى مع الحكومة ممثلة في وزير الداخلية، الذي يعبر في حديثه مع معاونيه عن رؤية النظام للمواطنين في بعض الأحيان. فهناك من يرى أن الاستجابة لمطالب الجماهير ستؤدي إلى رفع سقف المطالب، ولا يمكن تصور المطالب القادمة، ومن يرى أن الاستجابة بتقديم وجبة قيمة مثل الكباب سيؤدي إلى تضخم الإرهابيين، أو كما قال، ان تعجبهم الأوضاع وهم في الداخل ويظل الوزير ومن معه في معاناة الانتظار.
مع إصرار الجماهير وترك البطل ومن يسانده المجال لهم للحديث والدفاع عن رغبتهم في الكباب عبر فتح الأبواب والنوافذ ورفع الصوت بالطلب الموحد لهم والممثل في الكباب، لا يملك النظام إلا الاستجابة لتلك المطالب. لننتقل من صورة معاناة وحلم داخل مجمع التحرير إلى معاناة وحاجة لدى العساكر المكلفين بالتوجه إلى محلات الكباب لاستكمال الطلبات. تلك الحاجة المعبر عنها بصور رمزية ومادية في الفيلم مهمة للغاية، في فهم تعامل النظام مع الجماهير ومطالبها، أيا كانت اسماء تلك المطالب، بما فيها أحيانا الحديث عن المطالب الفئوية أو التقشف نفسه.
في الوقت الذي كانت الجماهير داخل المجمع والعساكر خارجه في انتظار الكباب القادم، أو حلم الكباب القادم كانت القضية للوزير ومن معه إنهاء الأزمة بأي ثمن وبأي طريقة، فمن مات ضحية وشهيد والقائم بالفعل مجرد مجنون.. بيان يصدر بشكل رسمي قبل أن يتم إنهاء المشكلة، فالإعلام والبيانات الرسمية تعمل أحيانا على طريقة جابرييل غارثيا ماركيز في رائعته «مئة عام من العزلة»، حيث لا قطار ولا جثث لأن الحكومة قالت هذا وعلى المواطن أن يصدق، فالمواطن لا يفترض أن يجادل أو يناقش خارج البيانات الرسمية والإعلام المؤيد والمبرر والمفسر له. واقع يمكن اسقاطه على صور مختلفة في مصر الثورة وما قبلها وما بعدها، فجزء كبير من الشعب في المجمع، وجزء آخر يتعامل معه على أنه ضغوط ومعاناة ومشاكل، لابد من التعامل معها بأقل الخسائر للنظام نفسه لحماية الصورة العامة التي يحافظ فيها البعض على امتيازاتهم.
لم يهتم البيان الرسمي بحقيقة الوضع داخل المجمع، وبحقيقة ما افترض أنه عملية إرهابية يمكن أن ترتب انتقام الإرهابي المفترض وقتله لأكبر عدد ممكن، ما دام النظام نفسه اقر مسبقا بوجود ضحايا وبأنه مجنون.. ولكن النهاية تأتي بشكل آخر مختلف، كما هو الواقع في بعض الأحيان، فالحل لم يكن بالاعتماد على نظام لم يهتم بحياة مواطنيه، وقلص أحلامهم وطلباتهم من الحياة، فلم تتجاوز لدى البعض علبة دواء أو قرارا بنقل الأبناء من مدرسة لأخرى.. النظام لم يظهر في الفيلم إلا في الاستجابة لمطلب الكباب مجبرا تحت ضغط أصوات الجماهير الغاضبة داخل المجمع، وخارج تلك اللحظة هو في بحث دائم على سبل لإنهاء الأزمة وليس انقاذ حياة. صورة أخرى تشبه انحناء النظام لعاصفة الثورة، وانحناء بعض الوجوه والأصوات أمام صوت الجماهير ودماء الشهداء للخروج في لحظة أخرى بقوة أكبر وصوت أكثر ارتفاعا ضد الثورة نفسها.. في النهاية التي اختارها الفيلم، يتكاتف الجميع على إنهاء الحدث بطريقتهم القائمة على اتحادهم في مشهد الخروج الجماعي من المجمع، ليترك فارغا بدون إرهابي ولتخسر الدولة وجبة كباب.
خرجت تلك الجموع ربما بدون ان تحقق أهدافها التي جاءت إلى المجمع من أجلها، وستعود لتستمع إلى حكايات عن بطولة النظام في التصدي للإرهابي أو المجنون، بالإضافة إلى بعض الأحاديث عن التقشف وحاجة الدولة له للتصدي لمثل هؤلاء المجانين.. ولكن ما بين دخول وخروج تلك الجماهير من المجمع أو من الحدث الذي استمر عدة ساعات، يمكن أن نكتشف أنها حققت الكثير، وما ابتسامة ماسح الأحذية الصعيدي الهارب من الثأر، أو الجندي الذي يعاني من سوء المعاملة ويرغب في العودة إلى قريته الصغيرة، وكلمة العدالة التي طالب بها بطل الفيلم فلم يفهم وزير الداخلية في الفيلم معناها.. إلا جزءا من تلك الحالة المختلفة التي أصبحت عليها المجموعة، وبدلا من كلمات الغضب والصراع في بداية الأحداث جاء مشهد التكاتف والسعادة والشعور بالانتصار في مشهد النهاية، ليعبر عن لحظة انتصار على النظام أو الضحك عليه، كما هي حالة السخرية الدائمة التي يمارسها المواطن المصري فتمكنه من التعايش والمشاركة حتى ان كانت مشاركة خلف ستار السخرية.
فجأة وبدلا من الحديث عن موسم التبرعات المتجدد، وجدت أن الإرهاب والكباب في معناه المباشر ممثلا في الفيلم ومعناه الرمزي ممثلا في الاختلاف بين الواقع والامنيات بين الجماهير والنظام، أقرب لما نشهده من الكثير من الكلمات، فالمواطن الحالم بعلبة دواء ووجبة طعام مختلفة يسمع خطاب التقشف ممن لا يعرف معنى التقشف أصلا، ولا يعبر في خطابه أو كيفية إلقاء الخطاب نفسه عن تلك الحالة. ومن حصل ويحصل على مميزات دولة الفساد والإفساد ذاتها يطالبه بالتضحية للإصلاح، أملا في مستقبل أفضل للأجيال القادمة.. كلمات حق لا يراد بها حق.. من عانى ولم يحصل على فرص تعليم وصحة، سيظل في مكانة لا تتساوى مع من حصل ويحصل على أفضل الفرص. والغد الذي يرسم بمعاناة أخرى لمن عانى بالأمس لن يكون غد له أو لابناء لن يستطيع أن يضمن لهم تعليما أفضل وحياة أكثر انسانية عما شهدها.. والابتسامة التي تقطع الحديث الطويل المغلف بالأرقام عن ضرورة التقشف والتضحية وتطالب المصريين بحفظ بعض الأرقام الكبيرة حول الأجور وفوائد الدين، لا تدرك حياة المصريين لا في مشهد مجمع التحرير في الفيلم ولا في الواقع، حيث يحفظون الكثير من الأرقام التي لا يمكن نسيانها بداية من قيمة الدخل المحدود، مرورا بالإيجار وتكلفة الحياة اليومية المتزايدة، والمواصلات المرتفعة، وغيرها الكثير من الخدمات التي لا تتوفر له، وان توفرت بتكلفة محدودة فهي غير فعالة، وان كانت فعالة فهي خارج قدرته المادية.
نقف في مواجهة الواقع ونطرح تساؤلات كثيرة حول ما يقال وكيف يفترض أن يتقبله المواطن المصري، وربما الأكثر أهمية هنا هل يفترض أن يقبل فعلا أن وضعية الهزيمة في 1967 والحرب التي تلتها حتى النصر في 1973 تتشابه فعلا مع الواقع الذي يعيشه الآن، رغم أن رئيس الدولة الذي قال بالتشابه أكد على اختلاف السياق والظروف المحيطة بالأحداث في الحالتين؟ وهل يفترض أن يتصور أن ما نرجو الوصول إليه هو نجاح على طريقة حرب أكتوبر، فإن كان نجاح أكتوبر يقاس باستعادة الأرض بدون ان يترجم هذا لإقامة مجتمع أفضل وحياة أكثر عدلا لجموع الشعب المصرب، فإن ما شهدته مصر خلال عقود طويلة بعد أكتوبر لا يفترض أن يكون معركة للمواطن المصري، الذي لم يحصل على حياة افضل بما يعني أن النظام يحاول تأسيس حالة المعاناة وليس حالة العدالة والمساواة.
يقف النظام في حالة يستخدم فيها خطابا غير مقنع لتأكيد انسانية إجراءات غير إنسانية، ويقف في مواجهة حاجته لتأسيس حرب كبرى على طريقة أكتوبر تبرر حالة المعاناة والصمود والمقاومة والممانعة، وكل العبارات التي تتم استعارتها من الصراعات العربية من أجل الأرض، التي نجحت أحيانا في استعادة الأرض ونجحت أحيانا أخرى في تأسيس الظلم والمعاناة والفساد والإفساد. ويقف المواطن – وفقا لخطاب الرئيس المفوض- في مواجهة نفسه لأنه بتفويضه وانتخابه دخل في عقد يقر فيه أنه قابل للتضحية في الحاضر لوعود غير واضحة في المستقبل، وأموال يفترض أن تدفع لصندوق خارج ميزانية الدولة وربما بالضرورة خارج رقابته لأنه لم يوقع في عقد الحكم على أن يكون له دور في المحاسبة، فهو مطلوب في أوقات معينة عندما يكون العدد ضرورة والشعبية غاية، ولكن في أحيان أخرى عليه ان يردد مع محمود درويش هل كل كائن يسمى مواطنا؟

٭ كاتبة مصرية

عبير ياسين

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول دكتـور أسـامـة الشـرباصي بـواشـنطن:

    نحـى مـن واشنطن الكاتبـة المصريـة القــديـرة عبيـر يـاسـيـن بنـت بـلادى والتى لا نعـرف عنـوانهـا الألكتـرونـى !؟ فمصـر كانـت أم الـدنيــا وأصبحـت الان فى آخــر الـدنيـا نتيجـة الأنقــلاب المشـؤوم لـلضـابـط المسـتبـد الـديكتـاتـورى عبــد النـاصـر عـلى المــلـك فــاروق الأول مــلـك مصـر والســودان !؟ فأدخـل الجيـش المصـرى لـلعمــل فى السـياسـة وهـذا ليس عمـلـه الأسـاسي والـذى درســوه فى الكليـات العسـكريـة المصـريـة !؟ فعمـلهـم هـو حمـايـة أمـن الـوطـن وحــدوده مـن أى اعتــداء خـارجـى !؟ فتـاريـخ مصـر يبــدأ منـذ سـبعـة آلاف سـنـة وليـس منـذ 62 عــامـا !؟ والـذى بنـى مصـر الحــديثـة هـى أســرة محمــد عـلى بـاشـا الـذى أدخـل زراعــة الأرز والعــدس الأصفـر والأخضـر الى مصـر مـن الهنــد وأنشـأ جيشـا وطنيـا مصـريـا قـويـا حطمــه الأوربيــون فى البحــر المتـوسـط !؟ وابنـه الخـديـوى اسـمـاعيــل الـذى أعطـى المـوافقــة لـلمسـتثمر الفـرنسـى فـردينـانـد ديـليسبـس بشـق قنـاة السـويـس العـالميـة البحـريـة التى تـدخـل لمصـر الآن مــليـارات الـدولارات سـنـويـا !؟ وبنـوا كل القصـور المـلكيــة وعـلى رأسـها قصـر عــابـديـن وقصـر الأتحــاديـة والتى سـميـت الآن قصـور الـرئاســة !؟ وأحضـر مهنـدسـين مـن فـرنسـا وايطـاليـا فبنـوا المبـانـى والعمـارات فى ميــدان التحــريـر عـلى الطـراز الفـرنسـى والميـاديـن الأخــرى فـى الأسـكنـدريـة وبـورسـعيـد والأســماعــليــة والسـويـس وغيرهـا عـلى الطـراز الفـرنسـى والأيطـالـى !؟ وعجــز عبــد النـاصـر عـن انشـاء هــذا الجيـش القــوى الـذى كان مـن ضمـن مبـادىء انقـلابـه السـتـة !؟ فعبــد النـاصـر لـه خمسـة أخطـاء كبـرى فى حـق مصـر الـوطـن ومصـر الشـعب تكفـى الـواحــدة منهـا لمحـاكمـة عبــد النـاصـر حيـا أو ميتـا بالخيـانـة العظمـى !؟ فعبـد النـاصـر الضـابـط الجـاهــل كان يتمتـع بـكاريـزمـا فى الخطـابـة وتهييـج الجمـاهيـر وكمـا قـالـت لـى دكتـورة ألمـانيـة فى واشـنطن أن هتــلـر كان جـاهــلا وكان لــديـه كاريـزمـا فى الخطـابـة بالعـاميـة الألمـانيـة !؟ وعبــد النـاصـر كان يخطـب بالعـاميـة المصـريـة أيضا ولكنـه كان يتحـدث الأنجـليـزيـة !؟ فهـزيمـة 1967 المـروعــة صنعهـا عبــد النـاصـر بيـديـه وكان يهــدد فى خطبـه الهـوجـاء الأسـتعمـار والأمبـريـاليـة أى الـدول ألعظمـى أمـريـكا وانجـلتـرا وفـرنسـا ومعهـم اسـرائيـل بأمـكانيـات مصـر الحـربيـة المتـواضعـة !؟ وسـحـب عبــد النـاصـر الجيـش المصـرى مـن اليمــن وأدخـلـة الى سـيناء ليرمـى اسـرائيـل فى البحــر كمـا قـال فـى خطبـه !؟ وحــدثـت حــرب الأيـام الســتـة فى 5 يـونيـة 1967 حيـث حطـم الطيـران الأســرائيـلى كل الطـائـرات المصـريـة فى المطـارات وأعطـى عبــد النـاصـر منفــردا أوامـره لـلجيـش المصـرى فى سـينـاء بالأنسـحـاب وتـرك كل الأســلحـة والمعــدات والاليـات ورائهـم وبـدون خطـة انسـحـاب تأمينيـة عسـكريـة وهـى تـدرس فى الكليـة الحـربيـة المصـريـة ومـات آلاف الجنـود المصـرييـن أثنـاء الأنسـحـاب مـن سـينـاء عــدا الجـرحـى والمعـوقيـن بالآلاف !؟ ثـم ألصـق الهـزيمـة المـروعــة بصـديـق عمــره المشـير عبــد الحـكيـم عــامــر الـذى لـم يعـلـم بقــرار عبــد النـاصـر بالأنسـحـاب مـن سـينـاء الا مـؤخــرا !؟ وقــد بــدد عبــد النـاصـر ثـروة مصـر مـن الأمـوال والـذهــب فـى حــروب خـارجيـة وأمــد كل المنظمـات ألأجنبيــة فـى افـريقيـا وآسـيـا وأمـريـكا الـلاتنيـة بأسـلحـة وأمـوال الشـعب المصـرى بـدلا مـن أن يبنـى اقتصـاد مصـر ويخـلـق فـرص عمــل لـلشـعب المصـرى !؟ فأفقــر الشـعب المصـرى وتـدهــورت الـزراعــة بقـوانينـه التـأميميـة والأشـتراكيـة المسـماة بالأصـلاح الـزراعـى وتأميـم كل مصـانـع وشــركات الـرأسـماليـة الـوطنيـة ورجـال الأعمـال المصـرييـن وأسـمـاهـا القطـاع العـام أى الفـاسـد المـرتشـى !؟ وبـدأت مـن هنـا كل مشـاكـل الشعـب المصـرى المطحـون المجــوع المـوجـودة الآن لـلأسـف !؟ والـذى يبـلـغ 90 مــليـون نسـمـة ومنهـم 12 مـليـون عـاطــليـن عـن العمـل مـن الشـباب فى مصـر !؟ ويحتـاجـون أيضا الى بنـاء مسـاكـن لهـم ليزوجـوا فتنتهـى مشـكلـة التحــرش والأغتصـاب الجنسـي فى مصـر !؟ وقـلنـا أننـا نعـارض مـن واشـنطن أســلـوب تبـرعــوا لمصـر أو تبـرعــوا لصنــدوق تحيـا مصــر !؟ وقـد جـربتـه الحـكومـات السـابقـة ثـم لا يبقـى فى هـذه الصنـاديـق الا مـلاليـم ولا يعــرف أحـد أيـن ذهـبـت أمـوال صنـاديـق التبـرعـات !؟ لأن السـبب الـرئيسـى هـو فى منظـومـة الفسـاد !؟ فـليـس هنـاك خطــة اسـتثمـاريـة اقتصـاديـة تصـب فيهـا أمـوال صنـاديـق التبـرع أى مشـروعـات قـوميـة حقيقيـة عـلى أرض الـواقـع وليسـت تصـريحـات فضـائيـة لبعـض المسـؤوليـن فى مصـر !؟ وتكـون هـذه الأمـوال مـراقبـة مـن الجهـاز المـركـزى لـلمحـاسـبـات ومصـلحـة الضـرائـب والـوزارات المعنيــة ويقــدم بهـا كشـف حسـاب سـنـويـا كمـا يحــدث فـى أمـريـكا !؟ وهـذا ليـس مـوجـودا الآن فى صنـدوق تحيـا مصـر !؟ وقـد عـرضنـا مـن واشـنطن مشـروعـا قـوميـا لتشـغيـل ال 12 مـليـون عـاطـل مصـرى عـن العمـل مـن الأسـكنـدريـة الى أسـوان فى شـركات جمـع وتـدويـر القمـامـة بالتكنـولـوجيـا الأمـريكيـة كمـا فى واشـنطن وهـى مـربحـة وتبنـى مسـاكـن لهـؤلاء الشـباب ونقضـى عـلى مشكلـة التحـرش والأغتصـاب فى مصـر وتصـب فى هـذه الشـركات المسـاهمـة المصـريـة كل أمـوال التبرعـات فى صنـدوق تحيـا مصـر لأن هــذا المشـروع القـومـى الضخـم سـيمول نفسـه بنفسـه لاحقـا !؟ ونقضـى عـلى الأمـراض المسـرطنـة والمسـتوطنـة فـى مصـر ويعـود الـوجـه النظيـف المشـرق لمصـر لأسـتقبـال السـياحـة كمـا كانـت !؟ فـلـم يتصـل بنـا حتى الآن المســؤوليـن فى مـؤسـسـة الـرئاســة المصـريـة لأن هــذا المشـروع الضخـم يحتـاج الى قــرار سـياسي أولا مـن الـرئيـس عبــد الفتـاح السـيسـى !؟

    دكتـور أسـامـة الشـرباصي
    رئيـس منظمـة السـلام العـالمـى بأمـريـكا
    [email protected]

  2. يقول sami sarbi:

    مقال اكثر من رائع من حيث عمق التحليل شكرا عبير ياسين

إشترك في قائمتنا البريدية