ميدل إيست آي: مؤتمرات الإمارات لنشر السلام مجرد “علاقات عامة”

إبراهيم درويش
حجم الخط
0

لندن ـ “القدس العربي”:

وصف كاتب في موقع “ميدل إيست آي” في لندن ما تقوم به الإمارات من محاولات لنشر السلام في المجتمعات الإسلامية بأنها محاولة ساخرة تخدم الذات ومجرد علاقات عامة.

وقال أسامة الأعظمي، المحاضر في كلية ماركفيلد ببريطانيا إن جريمة القتل الشنيعة التي تعرض لها الصحافي جمال خاشقجي وضعت ضغوطا على الدول الغربية للتوقف عن التعامل مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

فأقوى رجل في السعودية تعتبره أكبر مؤسسة استخباراتية في العالم مسؤولا عن مقتل الصحافي عندما بعث الفريق المعروف باسم “فريق النمر” لجره إلى القنصلية السعودية في اسطنبول وقتله وتقطيع جثته ثم تذويبها. ولكن محمد بن سلمان المندفع المتهور هو تلميذ شخصية أخرى أمهر منه وأخطر وهو ولي العهد في أبو ظبي، محمد بن زايد.

وكما كتب قبل فترة في موقع كارنيغي فالإمارات العربية المتحدة متورطة في عمليات إجرامية وتصرفات متهورة مثل السعوديين بخلاف أن لديهم آلة علاقات عامة فعالة كما ناقش كل من ريتشارد سكولسكي ودانيال أر دي بتريس. فالإمارات ليست أحسن من جارتها السعودية فهي متورطة في حرب اليمن التي قتل الألاف وشردت الملايين وقامت بحملات قمع للمعارضة الداخلية. إلا أن شبكة العلاقات العامة الذكية عنت أن هذه الممارسات غالبا ما ظلت تحت رادار الرقابة العالمية.

ومن هذه المبادرات هي المؤتمر الدولي الخامس، المنبر لنشر السلام بين المجتمعات الإسلامية الذي يرعاه وزير الخارجية عبدالله بن زايد.

وأنشيء المنبر عام 2014 في محاولة لمواجهة الثورات العربية ويقوده العالم والسياسي الموريتاني عبدالله بن بية.

وبناء عليه فقد تحدث بن بية في افتتاح المنبر عن أهمية طاعة المواطنين لولاة أمورهم في الدول الإسلامية في وقت اعتبر فيه الدعوات للديمقراطية بمثابة “إعلان حرب”. وأصبح بن بية من أكثر الشخصيات المطلوبة في العالم الإسلامي نظرا للرعاية الإماراتية له. وعين قبل فترة رئيسا لمجلس الإفتاء الإماراتي والذي يقدم نفسه بأنه رمز “الإعتدال الإسلامي”. ويرى الكاتب أن كلا المؤسستين هما جزء من السلاح الإماراتي للشرعية الدينية في منطقة يعتبر فيه الدين جزء لا يتجزأ من الفضاء العام و “كما ناقشت في أكثر من مكان فتدخل الإمارات في الدين هي وسيلة عارية للقوة السياسية والتأثير في المنطقة”.

وكما لاحظ ميكافيلي قبل 500 عاما فالدين هو وسيلة لا تقدر بثمن في يد الأمير. ويبدو أن حكام الإمارات واعين لهذا الأمر. والذراع اليمنى لبن بيه هو العالم الأمريكي المسلم حمزة يوسف الذي وصفته “الغارديان” مرة بأنه “من أكثر الشخصيات المسلمة المؤثرة في الغرب”. ولدى الرجلان سجل في المشاركات العامة في الشرق الأوسط والغرب وأصبحا اليوم في خدمة حكام الإمارات ويخدمون برنامجها عن الإعتدال ويقدمونه للرأي العام الدولي.

ويقول الكاتب إن الأداة السياسية للمنبر يمكن تخليصها من خلال المواقف العامة لقادته. ففي 31 تشرين الأول (أكتوبر) نشر حمزة يوسف على حسابه في أنستغرام رسالة تضامن مع اليهود بعد الهجوم الإرهابي على كنيس في بيتسبرغ بالولايات المتحدة ووقع على الرسالة بن بية بصفته رئيسا للمنبر. لكن بعد مقتل خاشقجي الذي حول الرأي العام ضد السعودية وصمت المنبر أيضا عن الحرب في اليمن ولم يقل شيئا ولا يوجد أي سجل عن قيام المنبر الذي “ينشر السلام” ينقد فيه الحرب باليمن لأن المبادرتين تدعمهما نفس الحكومة. وما يهم المنبر ليس الكارثة الإنسانية في اليمن ولكن شجب أي إرهاب يقع في منطقة بعيدة في العالم وليس ما يجري في أفقر دولة بالمنطقة.

بل ووقفت الدولة الإماراتية وإعلامها إلى جانب السعودية في جريمة مقتل خاشقجي وكتب راعي المنبر، عبدالله بن زايد قبل ثمانية أيام تغريدة عبر فيها دعمه للسعودية. وانتقد الكاتب ما أسماه الرسائل المتناقضة من بريطانيا التي شجبت وزارة خارجيتها اعتقال طالب الدكتوراة ماثيو هيجيز وحكم المؤبد عليه في أبوظبي. لكن نفس وزارة الخارجية كانت مشاركة في أجندة المنبر، فقد شاركت سارة خان، المبعوثة الخاصة البريطانية لمكافحة التطرف. ولن يكون هناك بالتأكيد أي نقاش لما حدث لخاشقجي ولا شجب لحرب اليمن. واشار أنه لو كانت وزارة الخارجية جادة في نشر التسامح الديني فعليها أن لا تمنح الغطاء للإمارات ومظهر نشر السلام.

وأكد أنه يجب أن تقوم بالكشف عن مغامرات محمد بن سلمان الفاشلة باعتبارها نتاجا لآلة العلاقات العامة الإماراتية. وعلى المشاركين في المؤتمر من سياسيين وعلماء الحديث عن الواقع الحقيقي في البلد الذي يعد أكبر منتهك للحقوق وليس مدافع عنها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية