دول الخليج تبدو غير راغبة في الانخراط في مواجهة بين ايران والولايات المتحدة
في ختام اجتماع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي في الرياضدول الخليج تبدو غير راغبة في الانخراط في مواجهة بين ايران والولايات المتحدةدبي ـ من حسن الفقيه:اكد وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي في ختام اجتماع في الرياض الموقف الذي عبروا عنه لوزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس بان دول الخليج العربية لا ترغب في الانخراط في مواجهة جديدة في هذه المنطقة التي لم تخمد فيها بعد حرائق الحروب. فقد دعا مجلس التعاون الخليجي في ختام اجتماع عقد علي مستوي وزراء الخارجية في الرياض ليل الاربعاء الخميس الي ايجاد حل سلمي للازمة حول الملف النووي الايراني.وجدد وزراء خارجية السعودية والكويت والامارات والبحرين وعمان وقطر دعوتهم الي جعل منطقة الشرق الاوسط خالية من اسلحة الدمار الشامل بما فيها منطقة الخليج ، في اشارة ضمنية الي ايران.ويكشف البيان الذي يأتي بعد لقاء وزراء خارجية دول المجلس مع رايس الاسبوع الماضي في ابوظبي ويشير الي مخاوف من انتشار الاسلحة النووية في المنطقة بشكل عام من دون الحديث عن ايران مباشرة، ان الاصطفاف الكامل للدول الخليجية الحليفة لواشنطن ضد ايران لم يحصل.واكد وزير خارجية الامارات الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان خلال اجتماع الرياض الاربعاء ان موضوع الملف النووي الايراني لا يزال يشكل هاجسا كبيرا بالنسبة لدول المنطقة لكنه قال ان المطلوب هو العمل بشكل فعال وسريع من اجل حث ايران علي التجاوب مع المطالب والمبادرات الدولية وليس مواجهتها.واكد جاسم السعدون رئيس مركز الشال للاستشارات الاقتصادية في الكويت ان لا احد في المنطقة يعتقد ان الخلاف بين امريكا وايران سيؤدي الي مواجهة (..) والوضع لا يحتمل تدخلا آخر في المنطقة بعد مأساة العراق الذي يشهد منذ الاطاحة بنظام صدام حسين في نيسان (ابريل) 2003 عمليات دامية يومية. واوضح السعدون ان الضغط الامريكي علي ايران يعود في جزء كبير منه الي موقف ايران من اسرائيل ولولا هذا الامر لكان الضغط الامريكي اقل علي طهران وتابع ان هذا امر تدركه دول الخليج التي لا تذهب الي ابعد مما يجب لانها تعرف ان الطرفين ورغم التصعيد الكلامي لم يصلا الي المواجهة الفعلية. واشار الي انه بعد ساعات من مغادرة رايس المنطقة كان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد يزور الكويت احدي ابرز حليفات الولايات المتحدة في المنطقة. واضاف السعدون تقديري ان الامور ستنتهي الي اتفاق حل وسط بين الطرفين في الملف النووي بعد ان يصار الي حلحلة في الملف الفلسطيني من خلال اختراق سيحدث في موضوع (حركة المقاومة الاسلامية) حماس بتدخل روسي . ودعا مجلس التعاون الخليجي في ختام اجتماعه في الرياض الي الاستمرار في تقديم الدعم الدولي للفلسطينيين وطالب بألا يعاقب الشعب الفلسطيني علي اختياره النهج الديمقراطي ، في اشارة الي فوز حماس في الانتخابات الفلسطينية.وكانت رايس فشلت في جولتها الاخيرة في اقناع الدول العربية وخصوصا مصر والسعودية بقطع مساعداتها لحماس حتي تختار بين السياسة والارهاب بينما اكدت طهران في المقابل انها ستدعم حماس ماليا.من جهة اخري قلل السعدون من اهمية تأثير العامل الاقتصادي علي الموقف الخليجي ازاء ايران. وقال ان المبادلات التجارية بين ايران ودول الخليج ضعيفة جدا وباستثناء المبادلات مع امارة دبي وهي بالاساس عمليات اعادة تصدير لا يوجد شيء يذكر من شأنه ان يؤثر علي الموقف السياسي الخليجي. وكان قاسم ميرزاي رئيس مركز تنمية التجارة الايرانية في دبي قال مؤخرا لوكالة فرانس برس ان حجم المبادلات التجارية بين بلاده ودبي بلغت 6.1 مليار دولار منها 2.2 مليار دولار صادرات ايرانية الي دبي التي تمثل اول شريك تجاري لايران .من جانبه قال عبد الباري عطوان رئيس تحرير صحيفة القدس العربي التي تصدر في لندن انه لا يوجد اتفاق بين الولايات المتحدة ودول الخليج العربية حول الموقف من ايران لان طلبات الامريكيين تعجيزية ، علي حد قوله.واكد ان دول الخليج تريد ان تتنفس الصعداء بعد ان استنزفتها سنوات طويلة من الحروب والنزاعات في المنطقة في اشارة الي الحرب العراقية الايرانية (1982 ـ 1988) وحرب الخليج (1990ـ 1991) والحرب الاخيرة علي العراق (2003) حيث اطيح بنظام الرئيس السابق صدام حسين.ورأي عطوان ان الولايات المتحدة ارتكبت خطأ اقليميا كبيرا جدا حين اطاحت بصدام حسين الذي كان يشكل سدا بين ايران والشواطيء الغربية للخليج وهي تشعر الان بهذا الخطأ وتحاول اعادة السنة الي السلطة في العراق . غير انه لم يستبعد وقوع حرب اخري في المنطقة ولو بعد حين لان الولايات المتحدة لا يمكن ان تسمح لايران بتطوير سلاح نووي لانها دولة غير صديقة ، موضحا ان وجود هذا السلاح يؤثر علي هيمنة الولايات المتحدة علي احتياطي النفط في العالم وهي لم تسمح لصدام الذي كان صديقا لها بذلك . ورغم ما يثيره التدخل الروسي في ازمة الملف النووي الايراني من امل في التوصل الي تأجيل ايران عمليات تخصيب اليورانيوم وانهاء الازمة الحالية، لم يستبعد الكثير من الخبراء في الشؤون الايرانية احتمال توجيه واشنطن ضربات عسكرية الي ايران. (ا ف ب)