لندن – «القدس العربي»: تشهد التجارة الالكترونية انتعاشاً كبيراً على مستوى العالم، حيث تحولت مواقع «اي باي» و»أمازون» و»علي بابا» الى أسواق تجارية ضخمة لا تتخذ من أي مكان في العالم مقراً لها، وإنما تتواجد على الانترنت فقط وتجتذب أعداداً هائلة من الزبائن الذين لم يكن أحد يتوقع أن يغريهم «التسوق الالكتروني» الى هذه الدرجة. ويشهد الفضاء الالكتروني تعاملات تجارية بمئات مليارات الدولارات سنوياً مع النمو الكبير في حجم التجارة الالكترونية التي استطاعت أن تتجاوز الحدود الجغرافية والحواجز الجمركية، وجعلت السلع على إختلاف أشكالها وأنواعها على مسافة «ضغطة زر» فقط من المستهلك النهائي.
ورغم أن الأمريكيين أول من إبتكر مواقع التجارة الالكترونية عندما أسس شاب أمريكي هاو يُدعى بيير أوميديار في العام 1995 موقع «اي باي» لعمليات البيع والشراء والذي أصبح الأهم عالمياً خلال سنوات، إلا أن الصين تفوقت على كافة دول العالم مؤخراً في حجم التجارة الالكترونية التي تشهدها، وخاصة موقع «علي بابا» الصيني الذي يتربع اليوم على عرش أكبر موقع تجارة الكترونية في الكون.
وبلغ اجمالي التعاملات التجارية عبر موقع «علي بابا» خلال العام الماضي أكثر من 248 مليار دولار، ليتفوق بذلك على المبيعات الاجمالية لكل من «أمازون» و»اي باي» الأمريكيين مجتمعين، واللذين لا تزيد حجم التجارة عبر كل منهما حالياً عن 100 مليار دولار فقط.
وتشهد الصين نمواً صاروخياً في حجم التجارة الالكترونية حيث يتوقع أن يتم تداول 713 مليار دولار عبر الانترنت في الصين خلال العام 2017، مقارنة مع 295 ملياراً في العام 2013، كما تشهد عمليات التجارة الالكترونية في الولايات المتحدة وأوروبا نمواً كبيراً هي الأخرى، إلا أن هذا النوع من التبادل التجاري لا يزال يزحف ببطء في العالم العربي.
وقال أيمن عبدة، وهو متخصص في أعمال التجارة الالكترونية، إن التسوق عبر الانترنت في العالم العربي يواجه مشاكل وعوائق عديدة لكن أهمها «عدم توفر خدمات بريد وشحن جيدة وسريعة ومضمونة وآمنة» مشيراً الى أن الكثير من الدول العربية ما زالت تعتمد صناديق بريد مركزية ولا تقوم خدمات البريد فيها بالتوصيل الى المنازل، وهو ما يجعل استلام السلعة المشتراة من الانترنت أصعب من شرائها من السوق المحلية.
وأضاف إن المشكلة الأخرى التي تواجه التسوق الالكتروني وتعرقل عمليات التجارة عبر الانترنت في العالم العربي تتمثل في عدم توفر الخدمات المصرفية اللازمة، أو عدم تطورها، في كثير من الأقطار العربية، بما يجعل أيضاً من الصعب إتمام عمليات الشراء والبيع والدفع من خلال الانترنت، ويستعرض مثالاً على ذلك في القول إن «البنوك في العالم العربي ما زال معظمها لا يعترف بحسابات البنوك الالكترونية مثل «باي بال» فضلاً عن أن بعض البنوك ما زال يصدر بطاقات دفع غير قابلة للإستخدام على الانترنت، فيما تضع بعض البنوك قيوداً كثيرة على بطاقات الائتمان التي تصدرها لعملائها».
ويضيف إنه اضطر شخصياً لنقل كافة أعماله وعملياته والإنتقال بشكل كامل الى هونغ كونغ والعمل في مجال التجارة الالكترونية من هناك، حيث أسس متجراً على موقع «اي باي» وبدأ بمزاولة أعماله من هناك منذ فترة طويلة، بعد أن فشل في إيجاد ما يحتاجه في الدول.
وبحسب عبدة فقبل انتقاله الى هونغ كونغ كان يعمل انطلاقاً من إحدى الدول العربية ويجد زبائنه في الولايات المتحدة وأوروبا، إلا أن الكثير من القطع التي كان يسوقها على الانترنت كانت تضيع قبل أن تصل الى صاحبها «بسبب سوء الخدمات البريدية في تلك الدولة العربية».
وفي الوقت الذي تنتعش فيه التجارة الالكترونية في مختلف أنحاء العالم فان الكثير من المستهلكين في العالم العربي ما زالوا يفتقدون الثقة اللازمة للقيام بعمليات بيع وشراء على الانترنت وإتمام عمليات الدفع عبر المواقع الالكترونية، كما يواجه الكثير من المستخدمين مشكلة عدم القدرة على فتح الحسابات المالية الالكترونية، مثل حساب «باي بال» الذي يتوجب توافره لمن يرغب في القيام بعمليات بيع وشراء من خلال موقع «اي باي» العالمي الشهير.
السلام عليكم
شكرا على هذا المقال الجيد والغني بالمعلومات. نحن نستعمل منصة دفع إلكترونى المعروفة، قمنا بدمجها على برنامجنا ألف ياء لإدارة حسابات الشركة من فواتير ومبيعات. الدمج هذا كان هدفنا منه تمكين الشركات وأصحاب الأعمال الحرة في الوطن العربي من استقبال مدفوعات فواتيرهم التجارية بسلاسلة على ألف ياء، من دون الحاجة إلى بطاقة بنكية أو حساب مصرفي دولي. نتمنى لو تتمكنوا في مقال آخر من التحدث عن مثل هذه البرامج أو هذه الشركات التي تسعى لتقديم حلول متقدمة وحديثة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
شكرا