مطلوب نقطة نهاية

حجم الخط
0

مثل كل معركة، هذه المعركة أيضا تستوجب تعريفا ذكيا لوضع انهائها. ويفترض بهذا التعريف ان يعبر عن النتيجة السياسية المرغوب فيها من اسرائيل. واذا لم يكن تعريف النتيجة السياسية واضحا، فان وضع النهاية لحملة «الجرف الصامد» هو الاخر لن يكون واضحا، ومن هنا ستبدأ كل المشاكل – مثلما في كل المعارك التي شهدتها اسرائيل في السنوات الاخيرة.
حملة لتصفية الانفاق بدت للحظة مبررة وفهيمة. ولكن في تفكير ثان فانها مجرد علاج بفرص تخفيف الألم لمريض يعاني من مرض مزمن. فالانفاق يمكن حفرها مرة اخرى. ووسائل الاطلاق والصواريخ يمكن انتاجها وشراؤها من جديد. وعليه فان هذا ليس هدفا كافيا، وليس هدفا سيؤدي الى نتيجة سياسية محددة. اذا ما صفينا الكثير من الانفاق وذهبنا الى البيت سنواصل من هنا لاحقا التصرف وكأننا مجرد «اغلقنا لهم الفم» ولم نفعل شيئا.
إذن ماذا نعم؟ أولا، نحن ملزمون بفهم ما هي المصلحة الحماسية. حماس تعرف قوة الجيش الاسرائيلي. وهي لا تتفاجأ في أنه لا يوجد حاليا مصابون في تل أبيب. وهي تعرف أن الطائرة الصغيرة بدون طيار الغبية التي اطلقتها هي مجرد ترهات. وهي على علم بان الفرصة لعمل شيء ما جوهري في التسلل البحري هي صفر. حماس لا تتفاجأ من الاجتياح البري للجيش الاسرائيلي. فقد اجتذبت بعناء الجيش الاسرائيلي كي يدخل بريا، فيما هي تفهم ايضا قوة الجيش الاسرائيلي على الارض، وتعرف ايضا بان التسلل عبر نفق الى اراضي اسرائيل سيحقق بضعة اصابات في اسرائيل، ولكن ليس لذلك أي قيمة استراتيجية جوهرية. وهي تواصل اطلاق الصواريخ.
حماس بالذات هي التي تريد انجازا سياسيا (هو في قسمه الاكبر اقتصادي ايضا). وهي تريد، بتقديري، ان تحقق واحدة من النتيجتين التاليتين: نتيجة ممكنة اولى هي ازالة الحصار الاسرائيلي وكذا الحصار المصري. أما النتيجة الثانية – اذا سيطرت اسرائيل على غزة، حسب نهج وزير الخارجية ليبرمان – فهي ممتازة لحماس. أخيرا ستعود حماس لان تكون منظمة ارهابية تعمل تحت الارض وفوق الارض ضد حكم أجنبي. وسيكون بذلك مثابة اصلاح للخطأ الفظيع الذي ارتكبته حماس في أنها اصبحت الحاكم السياسي الداخلي والخارجي لمثابة دولة مستقلة تسمى غزة، وهكذا أصبحت ملزمة بالحرص على اقتصاد وجودة حياة مواطنيها ونشطائها. هذه ليست غاية منظمة الارهاب. هذا هو الخطأ الاكبر الذي يمكن لمنظمة ارهابية أن ترتكبه. ونحن يمكننا أن مصلحه لها بفضل افكار حماسية من نوع أفكار وزير الخارجية الاسرائيلي، التي هي حلم وزير الخارجية الحماس.
وسواء النتيجة الاولى أم النتيجة الثانية هما نتيجتان جيدتان لحماس. ومن يرتب لها هذه النتيجة، هو النقص الكارثي في تعريف النتيجة السياسية اللازمة من وضع النهاية العسكرية الذي يمكن لاسرائيل أن تصل اليه. يمكن الافتراض بان اسرائيل يمكنها أن تصل الى كل وضع نهاية عسكرية ترغب فيه. ضعفها سياسي داخلي. وفكر وزير الخارجية الاسرائيلي هو دليل على ذلك.
اسرائيل ملزمة بان تحول هذه الازمة الى فرصة كي تعود لترتب المنطقة بأسرها. وبالذات التهديد الذي تنجح حماس في خلقه (صواريخ بعيدة المدى، طائرات صغيرة بدون طيار وما شابه)، يمكن أن يشهد على أنه بعد عشر سنوات ستكون لهم قدرات استراتيجية حقيقية (غير تقليدية)، وهذا ما يقلق الولايات المتحدة وروسيا. إذن بالفعل توجد فرصة.
والفرصة تكمن في قدرة الولايات المتحدة وروسيا، مع مصر وقطر (موردة المال لحماس) على عقد مؤتمر دولي يؤدي الى تسوية بين اسرائيل وحكومة ابو مازن، تضم حماس ايضا. هذا هو تعريف الحسم، وليس غيره.

معاريف الاسبوع 20/7/2014

حاييم آسا

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية