أيمن الظواهري والعشاء الباكستاني
أيمن الظواهري والعشاء الباكستاني تظاهر آلاف الباكستانيين يوم امس احتجاجاً علي غارة جوية امريكية علي منطقة قبلية حدودية مع افغانستان اسفرت عن مقتل 18 شخصاً بينهم مجموعة من الاطفال، الامر الذي ربما يؤدي الي وضع الرئيس الباكستاني برويز مشرف في موقف حرج للغاية.فالغارة الامريكية تمت دون التنسيق مع الحكومة الباكستانية، واستهدفت منطقة مدنية، ودون ان تحقق هدفها في اغتيال الدكتور ايمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة .ومن المفارقة ان الرئيس الباكستاني، القي باللوم علي القبائل الباكستانية في المناطق الحدودية، وطالبها في كلمة القاها امس بعدم ايواء ارهابيين حتي لا تعرض نفسها للقصف. ولم يوجه كلمة نقد واحدة للولايات المتحدة وقيادتها العسكرية التي انتهكت السيادة الباكستانية بطريقة استفزازية.وهذه ليست المرة الاولي التي تغير فيها الطائرات الامريكية علي قري باكستانية بحجة مطاردة عناصر تابعة لتنظيم القاعدة، فقد قتلت قبل ايام ثمانية باكستانيين في غارة مماثلة مما حدا بالحكومة الباكستانية الي الاحتجاج رسمياً لدي البيت الابيض.فاذا كانت اجهزة الامن الامريكية تملك معلومات موثقة حول وجود الدكتور الظواهري في المنزل المستهدف بالقصف، فانه من الحري بها ان تعرف مكان اختبائه قبل وصوله لحضور دعوة العشاء، وأماكن تحركاته الاخري.وحتي اذا كان موجودا في المنزل نفسه فقد كان من المنطقي ان تنتظر خروجه لكي تطلق صواريخ طائراتها اليه، تجنبا لإزهاق ارواح ابرياء لا ذنب لهم غير كونهم موجودين في المكان بعينه.لا نعتقد ان الدكتور الظواهري علي هذه الدرجة من الاستهتار بحيث يحضر حفل عشاء في حضور اخرين، ويعرض امنه الشخصي وحياته للخطر. فالرجل يتمتع بعقلية امنية وعسكرية جبارة، واستطاع ان يضلل مطارديه علي مدي خمس سنوات تقريبا، ويهزم بحنكته ودهائه كل اجهزة التجسس الامريكية والباكستانية.الادارة الامريكية بمثل هذه الغارات توجه ضربة قاتلة لمصداقية اخر حلفائها في الحرب علي الارهاب، اي الرئيس مشرف، فالرجل تعرض لثلاث محاولات اغتيال كادت احداها ان تكون مميتة، ومثل هذه الغارات، والضغوط الامريكية الاخري التي تدفعه باتجاه اقامة علاقات مع الدولة العبرية، ستعطي المزيد من الذخيرة سواء لمعارضيه او الذين يخططون لتصفيته جسديا من انصار الجماعات الاسلامية المتطرفة.الدكتور الظواهري ربما يكون خارج المنطقة الحدودية الباكستانية الافغانية، بل ربما يكون في دولة ثالثة لا يتوقع احد ان يكون فيها، فالاشرطة المصورة التي ظهر فيها اخيرا وبثتها بعض المواقع الاليكترونية والقنوات التلفزيونية علي درجة عالية من الجودة، ولا تدل علي ان الرجل مطارد.الغارة الامريكية المثيرة للجدل في منطقة القبائل، تكشف مدي فقر اجهزة الامن الامريكية وتخلف ادائها، مثلما تضيف اثباتا جديدا علي فشل الحرب الامريكية علي الارهاب.9