قوة اسرائيل العسكرية فاقت وما تزال تفوق القوي العربية مجتمعة
نصرها عليهم لم يفض الي نتائج سياسية في صالحهاقوة اسرائيل العسكرية فاقت وما تزال تفوق القوي العربية مجتمعة بلغ عدد جنود الجيش الاسرائيلي في حرب الاستقلال الي 117 ألفا. وكان عدد جنود الجيوش العربية الاربعة كلها التي حاربت الجيش الاسرائيلي، مع ضم الوحدات الفلسطينية اليها، نصف ذلك. في المراحل الحاسمة من الحرب كان للجيش الاسرائيلي امتياز في المعدات، والتسليح، والإمداد، واحتياطي الوقود. وكان امتياز قوة القصف الجوي لاسرائيل بالقياس الي اسلحة الجو لجميع الجيوش العربية بنسبة 4: 1. كانت تلك حرب القلة قبالة الكثرة، وكانت القلة هم العرب.هذه المعطيات لم يكتبها المؤرخون الجدد ولا محطمو أسطورة من اجل الإغضاب أو مجرد من يؤمنون بما بعد الصهيونية. انها مأخوذة من مذكرة قسم العمليات في الجيش الاسرائيلي في سنة 1958 والتي صُنفت انها سرية الي الغاية . كشف عن المذكرة البروفيسور زكي شالوم من معهد بن غوريون في مدرسة سديه بوكير بمقالة نشرت في كتاب قلة قبالة كثرة؟ صدر مؤخرا بتحرير ألون كديش وبني كدير.منذ حرب الاستقلال خرجت اسرائيل في طائفة من الحروب. كان لاسرائيل فيها كلها امتياز كمي في ميدان القتال. اذا ما أضفنا الي ذلك الدافعية، ومستوي التدريب، ونوعية القيادة والتنظيم، فسنجد امتيازا عظيما، آخذا في الازدياد. عُبر عنه بنتائج المعركة العسكرية في كل واحدة من الحروب. كما تعلمون، ليست الحرب سوي مرحلة عسكرية تهدف الي غاية سياسية. وها هو ذا تحليل نتائج حروب اسرائيل يدل علي فرق كبير بين الانتصارات العسكرية وبين الانجازات السياسية. فهكذا علي سبيل المثال، لم يمنع النصر الكبير في حرب سيناء 1956 انسحابا سريعا تاما جعل زعيم مصر، جمال عبد الناصر، بطل الحرب. انتهي النصر في حرب لبنان الي مشهد مشابه. الامتياز الكمي والنوعي للجيش الاسرائيلي في حربي الانتفاضة كان كبيرا جدا، الي حد أن الموازنة بين القوي من الجانبين تثير السخرية، ومرة اخري، كان النصر السياسي علي وجه التخصيص الي جانب من لم يكن له أي احتمال عسكري. إن نتائج الانتفاضة الاولي والثانية هي التي منحت الفلسطينيين الاعتراف الكوني بحقهم في الدولة.إن المسيرة المستمرة من الحروب تُمكّن من استخلاص عِبر واضحة منها: إن امتياز القوة العسكرية لاسرائيل هو ذو معني واحد، صارم وفي المستقبل المنظور هو غير مزَعْزَع. وبهذا يصبح ذا معني استراتيجي. ولكن علي نحو جدلي، معني هذا الامتياز التكتيكي محدود جدا. المنهج الذي وجه القيادة الاسرائيلية علي امتداد السنين والذي يقول ما لا يحدث بالقوة سيحدث بقوة أكبر ، دُحض مرة بعد مرة لكن مسيرة القوة مستمرة، بلا غايات وبلا انقضاء.هذه الكلمات تُكتب في النقب الغربي، في حين يُسمع من الخلف قصف مدافع الجيش الاسرائيلي، وهي من أكثر المدافع تقدما في العالم، ترد علي اطلاق صواريخ القسام التي يصنعها الفلسطينيون. أصبحنا نعرف النتائج ونحن محصورون في الحلقة المفرغة لمسيرة الحماقة.زئيف تساحوركاتب في الصحيفة(يديعوت احرونوت) 2/3/2006