لندن ـ «القدس العربي»: وصف مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة، غلام علي خوشرو، الأربعاء، إحاطة قدمها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، لمجلس الأمن الدولي حول برنامج إيران النووي، بأنها «عبارة عن حزمة من الإفك والكذب والخداع».
وطالب السفير الإيراني بضرورة «مساءلة الولايات المتحدة الأمريكية بشأن انسحابها من خطة العمل المشتركة التي تم توقيعها في 2015 (الاتفاق النووي)، وقيامها بفرض عقوبات أحادية الجانب ضد طهران».
جاء ذلك في جلسة مجلس الأمن المنعقدة حاليا،في المقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك، بحضور بومبيو.
وخلال الجلسة اتهم بومبيو، إيران ببناء قوة صاروخية «ذاتية الدفع»، تهدد منطقة الشرق الأوسط وأوروبا.
وقال في إفادته، إن طهران «قامت ببناء أكبر قوة صواريخ باليستية في المنطقة، ولديها أكثر من 10 أنظمة صواريخ باليستية في مخزونها أو تسعى لتطويرها».
فيما أشار مندوب إيران، إلى أن «القرار رقم 2231 يدعو جميع الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، إلى الامتناع عن اتخاذ أي أعمال تقوض هذا الاتفاق (النووي) ويجب على مجلس الأمن مساءلة الولايات المتحدة عن انتهاكاتها تلك».
واعتمد مجلس الأمن، هذا القرار في يوليو/ تموز 2015، بخصوص البرنامج النووي الإيراني، ويطالب طهران بعدم إجراء أي تجارب لصواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية.
وأضاف خوشرو، أن «عدم اتخاذ مجلس الأمن لموقف واضح تجاه الولايات المتحدة سوف يشجعها على مواصلة أعمالها غير المسؤولة إزاء إيران».
وأردف: «ما سمعناه اليوم (يقصد من بومبيو) هو عبارة عن حزمة من الإفك والكذب.. وهذا له سوابقه الكثيرة جدا، فسياسة واشنطن تتسم دائما بالخداع، وقد شهدنا ذلك من قبل في ذات القاعة التي نجلس فيها حاليا».
وأكد أن «برنامج إيران للصواريخ الباليستية مصمم بحيث يكون قادرا فقط على حمل رؤوس تقليدية بغية ردع أي تهديدات خارجية لنا».
واستطرد: «زعم واشنطن أن إيران تهدد المنطقة، مجرد حيلة لبيع مزيد من الأسلحة لبلدان المنطقة».
وزاد: «من منا يمكنه أن ينسى دور الولايات المتحدة الأمريكية، في إنشاء تنظيم داعش، الذي لولا جهودنا لكانت رايات هذا التنظيم ترفرف الآن في بلدان عديدة في الشرق الأوسط».
وخلال الأيام الماضية، انتقدت واشنطن تجربة صاروخية أجرتها إيران قبل أيام.
وتقول طهران، التي تحظى بدعم روسي في مجلس الأمن، إن برنامجها الصاروخي ذو طبيعة دفاعية، ولا يهدف إلى إطلاق سلاح نووي.
في السياق، أكد المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، أمس الأربعاء، أن طهران تمكنت من إحباط محاولة واشنطن لإسقاط النظام الإيراني، خلال الصيف الماضي، محذراً من مخطط أمريكي محتمل جديد للإطاحة بالجمهورية الإسلامية خلال العام المقبل.
وحسب وكالة «فارس» للأنباء التابعة للحرس الثوري، فقد أكد خامنئي، أنهم أفشلوا مخطط «الصيف الساخن» الأمريكي للإطاحة بالنظام خلال الصيف الماضي، مؤكداً على أن «واشنطن قد تخطط لمحاولة جديدة لإسقاط الجمهورية الإسلامية خلال صيف 2019».
«صمود الشعب»
وأشار إلى «صمود الشعب الإيراني أمام مثل هذا العدو، وأن الأمريكيين سعوا على مدى هذه الأعوام دوما للهيمنة على إيران مرة أخرى».
وأضاف أنهم في إيران «يحققون الكثير من النجاح في هذا الطريق، وسيتحقق المزيد أيضاً. إلا أن العدو يسعى لثني الشعب الإيراني عن طريق التقدم والصمود أمام القوى الكبرى».
خامنئي: أحبطنا محاولة واشنطن إسقاط نظامنا خلال الصيف الماضي
ولفت النظر إلى «التحركات والإجراءات الأمريكية خلال العامين الأخيرين خاصة فرض الحظر الشامل ودعم مختلف أعداء إيران»، ووصف مخططاتهم بأنها مكشوفة، وأن هدفهم كان العمل عبر الحظر والإجراءات المناهضة للأمن خلق التناحر والخلاف وحرب الأجنحة والفئات وجر البعض إلى الشارع وأطلقوا تسمية «الصيف الساخن» على ذلك».
وأشار إلى تصريحات المسؤولين الأمريكيين بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية سوف لن ترى «عامها الاربعين»، موضحاً أن «الشعب الإيراني يقف بكل صلابة، وسيحتفل في بالذكرى الأربعين لانتصار الثورة الإسلامية بشكل أكثر روعة بكثير من الأعوام الماضية».
ونوه إلى «يقظة الشعب الإيراني»، وأوصى المسؤولين بـ«بذل المزيد من الجهد». وزاد: «رغم انكشاف مخطط العدو إلا أنه على الجميع الحفاظ على يقظتهم لأن أمريكا عدو خبيث وماكر ومن المحتمل أنها تنوي الخداع لإثارة الضجيج في العام الحالي وأن تخطط للعام المقبل».
وشدد على «ضرورة عدم الغفلة حتى لحظة واحدة وعلى الجميع التحلي باليقظة، موصياً «الشعب خاصة الشباب ومختلف الفئات في البلاد من شرائح وتيارات سياسية بالحذر كي لا يهيئوا الساحة للعدو، لأنه لو تغافلنا فإن ذلك العدو الضعيف ذاته سيبث سمومه».
وبشأن القضايا الاقتصادية وحل مشاكل الشعب قال: «لو بذل المسؤولون الاهتمام الجاد بتعزيز الانتاج الداخلي فإن المشاكل الاقتصادية للشعب ستقل».
وحول الصراع في اليمن، أكد أن «المسؤولين الأمريكيين ديدنهم حب المال والظلم وعدم الاكتراث بحياة البشر وما يحصل في اليمن مثال على ذلك»، معتبراً الولايات المتحدة شريكة للسعودية في الحرب على هذا البلد. وقال «لقد تصور السعوديون بأنهم يمكنهم السيطرة على اليمن في غضون أيام أو أسابيع إلا أنهم وبعد 4 أعوام لم يحققوا شيئاً، وكلما مضى الزمن فان الضربة التي يتلقونها ستكون أقسى».
ووصف سياسة السعودية، في اليمن والبحرين، بأنها «سياسة حمقاء»، وأضاف أن خادم الحرمين يجب أن يكون من «الأشداء على الكفار لا من الأشداء على المؤمنين وضد شعب اليمن وشعب البحرين».
وبين أن «الشعب الإيراني يراقب الأوضاع ببصيرة كاملة ويحتفظ بموقفه بقوة، وأضاف أنه في عالم اليوم العاصف الذي وصلت عواصفه إلى أوروبا وفرنسا أيضا، فإن الشعب الإيراني وببركة الإسلام يستقل سفينة محبة أهل البيت الآمنة وأن النصر حليف هذا الشعب».
حرب اقتصادية
وفي السياق ذاته، أكد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أن بلاده تواجه في الوقت الحاضر «حربا اقتصادية ونفسية من قبل الأعداء»، مشدداً على «وحدة أبناء الشعب في المرحلة الراهنة».
وأشار خلال اجتماع مجلس الوزراء، إلى أن «الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد»، مؤكداً «أهمية العمل على خفض الأسعار وإيجاد توازن في النفقات المعيشية للمواطنين».
وبين أن «إيران حاليا تواجه حرباً اقتصادية ونفسية، وأن لا يمكن القول إن الأوضاع عادية».