قصة التبغ وإسكوبار الأردن “بدأت للتو” وتتدحرج.. والشارع يتحرك مطالبا بـ”المزيد” من حيتان الفساد

بسام البدارين
حجم الخط
5

عمان- “القدس العربي”:

توحي الاجواء السياسية والبرلمانية والشعبية في الاردن بأن واقعة القبض على المتهم الاول في قضية التبغ قد تتدحرج باتجاهات غير محسوبة وتؤدي إلى اثارة المزيد من الجدل والنقاش وعلى أكثر من صعيد، خصوصا في ظل إصرار الرأي العام على المطالبة بـ”شبكة نافذة” من معاوني المتهم ورجل الاعمال عوني مطيع بعضهم قد يكون من كبار البرلمانيين والمسؤولين.

وبات من الصعب تماما إقناع الشارع المتعطش لرصد “رؤوس كبيرة” خلف القضبان على ذمة قضايا وملفات الفساد بأن المقبوض عليه عمل وحيدا طوال السنوات الماضية، خصوصا بعدما صرح مسؤول بيروقراطي سابق وبارز يثق به الشارع بأن قضية التبغ والسجائر تخفي خلفها هدرا بـ”مليارات” الدولارات.

بات من الصعب تماما إقناع الشارع المتعطش لرصد “رؤوس كبيرة” خلف القضبان على ذمة قضايا وملفات الفساد بأن المقبوض عليه عمل وحيدا

الموجة الأبرز في هذا السياق ركبها المدير العام الأسبق لمؤسسة المواصفات والمقاييس، والذي يعتقد أن موقفه اثناء الواجب من قضية تهريب وتزوير التبغ أطاح عمليا بوظيفته، وهو المهندس حيدر الزبن الذي ترأس مؤسسة المواصفات والمقاييس وأطاح به رئيس الوزراء السابق هاني الملقي في آخر أيام حكومته.

الزين كان قد أعلن قبل أشهر أنه قابل الرئيس الحالي عمر الرزاز ووعده بتسليم ملفات فساد كبيرة جدا وبالوثائق.

لكن الرزاز لاحقا أبلغ بأن الزبن لم يسلمه أي وثيقة أو ملف موثوق.

لسبب أو لآخر نشرت محطة المملكة المقربة من السلطات مقابلة كاملة مع الزبن بمناسبة القبض على إمبراطور التبغ، وسجل الرجل كلاما لم يقل سابقا في السياق، عندما تحدث عن هدر مليارات الدولارات بسبب البعد الجمركي في قضية التبغ. وتحدث صراحة عن “شخصيات نافذة جدا” قدمت المساعدة لمطيع طوال الوقت. ملمحا إلى أن الأخير كان على صلة أيضا ببعض أعضاء البرلمان.

هذه التعليقات هي التصريحات الأكثر جرأة من موظف بيروقراطي رفيع المستوى وسابق. والتلميحات تضمنت الإشارة إلى أن الزبن نفسه منع إعادة تهريب مصانع كاملة كانت تدير العمل لصالح شبكة مطيع.

بكل حال كانت الموجة التي ركبها الزبن بمثابة الكرة المتدحرجة الأولى في قضية التبغ التي بدأتها الحكومة بالقبض على المتهم المركزي. وفي تصريح للرئيس الرزاز قال فيه إن “البقية ستأتي” دون أن يحدد مقاصده. في الوقت الذي تدحرجت أيضا فيه تصريحات المسؤولين والوزراء، حيث أعلنت الناطقة الرسمية باسم الحكومة الوزيرة جمانة غنيمات، بأن كل من يثبت تورطه بقضية مطيع والتبغ سيواجه القانون والمحكمة.

هذا التتابع في تصريحات المسؤولين يحاول التحرك بنفس رشاقة الشارع الذي شاهد عوني مطيع مقيداً بالأصفاد، لكنه الآن يطالب بالمزيد.

ومبكرا أعلن حراكيون على صلة بحملة “معناش” الشهيرة، بأنهم سيخرجون للشارع مساء الخميس للمرة الرابعة وسيطلقون هتافات يطالبون فيها بـ”أعوان مطيع” وشبكة الشخصيات النافذة التي قدمت له التسهيلات والخدمات، خصوصا وأن الرأي العام تحت انطباع قوي ومفعم بالتسريبات بعنوان وجود “وزراء سابقين ونواب حاليين”ضمن الشبكة التي قدمت المساعدة لإمبراطور التبغ أو “إسكوبار الاردن” كما يحلو للصحافة أن تطلق عليه.

ورغم أن مثل هذا الحديث مجرد “تسريبات” قد لا يكون لها صلة بالتحقيق، إلا أن الشارع مليء بالشائعات والتكهنات، وبدأ يشكر الحكومة على جلب مطيع، لكنه يطالبها بالكشف عن المزيد من أسرار إمبراطورية التبغ التي قال النائب مصلح الطراونه بمعية الزبن بأنها كلفت الخزينة مليارات الدولارات.

والمنصات الشعبية الالكترونية هنا “لن تشبع”، خصوصا وأن الكثير من ملابسات قصة مطيع أصلا غامضة أو لم تنكشف بعد وسط المزيد من الأقاويل والتسريبات عن “منع برلماني بارز” من السفر عصر الثلاثاء، وعن قوائم سوداء ستظهر قريبا، واستعداد يؤكد عليه الرزاز نحو المضي قدما في كشف ملف فساد التبغ وما خلفه.

المناخ المحلي الأردني بهذا المعنى مشحون للغاية، والإثارة في أعلى مستوياتها، وكرة القبض على مطيع تتدحرج بعنف وانفلات، والقصة”بدأت للتو” مع اعتقال رجل الأسرار والتبغ كما يؤكد لـ”القدس العربي” العديد من المسؤولين والسياسيين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول د٠ محمد النظامي:

    كلها مسرحيات على الشعب كما فعلو مع اقرانه من قبل، هذا المتهم هو من لب العصابه الحاكمه، وجلبه للاردن هو كي لا يقع بيد السلطات الامريكيه التي قد تحقق معه وتجعله يكشف لهم شركائه الحقيقين وقدد تحاكمه بالسجن مدى الحياه ٠ محاكمته ستكون صوريه، وسجنه سيكون مسرحيه، وبعد عدة سنوات سينساه الشعب، فلو كان النظام جدي في محاربة الفساد لما اقام هذا الشخص امبراطورية فساد كهذه لعشرات السنين وامام اعين عدة اجهزه امنيه ولما استطاع شحن اطنان السجائر المزيفه من الاردن وغسيل المليارات من عمان وعدم دفع الضرائب٠

    1. يقول الحرحشي:

      قلت عين الحقيقة

    2. يقول samr:

      بالضبط وكأنك واضع دستور ….المحاكمه علنيه والنشر ممنوع

  2. يقول معلق:

    الشارع العربي مليء بالحقد و الحسد لكل من ظهرت عليه اثر النعمة
    بينما يرى الناجح في الغرب انه ناجح في العالم العربي من نجح فهو سارق و ينعت بكل الاسماء لدالك فسوف يفرحون انه سوف يصبح مشردا متلهم
    السلطات رات مخرجا لالهاء الجموع و سوف تضحي به و ترميه في السجن لإرضاء الفاشلين لانه كان ناجحا
    هده الجموع الدين ينتظرون ان تعجن لهم الحكومة الخبز و توزعه عليهم

  3. يقول مواطن - أو كليهما معا:

    عندما يسير اللصوص في الطرقات آمنين، فهناك سببين: إما النظام لص كبير، أو الشعب غبي أكبر. لي كوان يو
    لي هارفي أزوولد الأردن، سيتم قتل الرجل قبل أن ينبس ببنت شفة عن أتباعه، ثم سيقولون لنا بأنه إنتحر ويجب علينا أن نصدق كالعادة.

إشترك في قائمتنا البريدية