ثلاثة قتلي خلال تظاهرة احتجاج علي زيارة بوش الي الهند
البنتاغون: امريكا مستعدة لبيع الهند اسلحة متطورةثلاثة قتلي خلال تظاهرة احتجاج علي زيارة بوش الي الهندلوكناو ـ نيودلهي (الهند) ـ رويترز ـ ا ف ب: قتل ثلاثة اشخاص الجمعة في شمال الهند خلال تظاهرة بعد أن خرج احتجاج ضد الرئيس الامريكي جورج بوش عن السيطرة وفجر اشتباكات طائفية مع الهندوس.وقال غلام عباس المتحدث باسم حكومة ولاية اوتار براديش حيث دارت المواجهات وعاصمتها لاكناو ان اثنين من القتلي من الهندوس والثالث مسلم .وافادت الحصيلة الاولي عن مقتل شخص واحد، لكن عباس اشار الي ان فتاة تبلغ من العمر 15 سنة ورجلا توفيا متأثرين بجروحهما بعد اصابتهما بطلقات نارية.واضاف انه تم نقل 17 شخصا الي المستشفي بعد اصابتهم بجروح اثر تعرضهم لاطلاق نار.وكان اشوتوش باندي قائد الشرطة في لاكناو قال لوكالة فرانس برس انه بعد صلاة الجمعة، خرج مسلمون وامروا التجار باقفال محلاتهم (…) احتجاجا علي زيارة الرئيس بوش الي الهند، مما ادي الي مواجهات بسبب رفض الهندوس القيام بذلك .وشهدت مدن هندية كثيرة احتجاجات مناهضة لبوش هذا الاسبوع. وبدأ الرئيس الامريكي زيارة مدتها ثلاثة ايام للهند يوم الاربعاء ونظمت جماعات شيوعية واسلامية تظاهرات ضد السياسات الامريكية بما في ذلك حرب العراق.وقالت الشرطة ان احدث تلك الاضطرابات اندلعت عندما رفض الهندوس الالتفات الي دعوة وجهها متظاهرون مسلمون لاغلاق المتاجر بالاحياء القديمة في مدينة لوكناو عاصمة ولاية اوتار براديش وهي أكبر الولايات الهندية من حيث عدد السكان. وأدي هذا النزاع الي نشوب اشتباكات بين الجانبين حيث قذف متظاهرون المتاجر بالحجارة وحطموا زجاج سيارات واشعلوا النار في ممتلكات.وقالت الشرطة انها أطلقت النار في الهواء لتفريق الحشود غير أنها نفت اتهامات بأن الرجل قتل بنيرانها. وقال اوميش سريفاستافا قائد شرطة لوكناو التي يسكنها عدد كبير من المسلمين والتي شهدت الكثير من أعمال العنف الطائفي في الماضي بعض المشاغبين كانوا يحملون بنادق أيضا .وأضاف نقوم بنشر مزيد من الرجال كما ننشر تحذيرات من خلال أنظمة مخاطبة المواطنين تدعوهم للبقاء في منازلهم وعدم الانخراط في العنف .وقالت الولايات المتحدة في اعقاب التوصل الي اتفاق مهم للتعاون النووي المدني مع الهند الخميس انها مستعدة لبيع نيودلهي طائرات حربية متطورة واسلحة اخري عالية التكنولوجيا.وقالت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) اثناء أول زيارة للرئيس جورج بوش للهند والتي تستمر ثلاثة أيام في حين انه قبل سنوات قليلة فقط لم يكن أحد ليتحدث عن احتمالات صفقة دفاعية مهمة بين الولايات المتحدة والهند فان الاحتمالات اليوم مبشرة سواء في مجال الطائرات المقاتلة أو طائرات الهليكوبتر أو طائرات الاستطلاع البحري او السفن الحربية واضاف البنتاغون قائلا في بيان اذيع ليتزامن مع زيارة بوش لخطوة التالية هي تحويل الحديث عن المبيعات المحتملة الي واقع. الولايات المتحدة ملتزمة بالعمل مع الهند لتحقيق هذا .وسيواجه الرئيس الامريكي صعوبات في الحصول علي موافقة الكونغرس الامريكي علي الاتفاق النووي التاريخي الذي ابرمه مع نيودلهي اثناء زيارته الهند. واشاد المحللون ووسائل الاعلام الهندية بالاتفاق الذي ابرمه رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ الخميس مع الرئيس الامريكي والذي يقضي برفع الحظر المستمر منذ ثلاثة عقود علي تزويد الهند بالتكنولوجيا النووية المدنية. وينص الاتفاق علي ان تقوم الهند بفصل برامجها النووية العسكرية عن المدنية، وفتح 14 من مفاعلاتها النووية الـ 22 لعمليات التفتيش الدولية.الا انه لا يزال يتعين علي بوش الحصول علي موافقة الكونغرس الامريكي ودول مجموعة المزودين النوويين الـ 45 علي الاتفاق. ويحذر الخبراء من ان بوش قد يواجه صعوبات في اقناع الكونغرس بأنه لم يرضخ لرغبة لوبي القنابل النووية الهندي في الاحتفاظ بعدد كبير من المفاعلات النووية لانتاج الاسلحة الذرية. وقال هنري هايد الرئيس الجمهوري للجنة العلاقات الدولية المتنفذة في مجلس النواب ان اللجنة ستدقق في الاتفاق بحذر بالغ. واضاف في بيان في واشنطن ان اللجنة ستمحص بشكل دقيق احكاما معينة في الاتفاق والاثار المحتملة علي المصالح الامريكية ومصالح المجتمع الدولي. وقال جوزيف كيرينكيون خبير الاسلحة النووية الامريكي ان الرئيس ربما ارتكب خطأ قاتلا في وضع الاسلحة النووية في قلب العلاقات الامريكية ـ الهندية التي تشهد تحسنا . واضاف ان المشرعين يرغبون في تحسن العلاقات ولكن ليس علي حساب الاسلحة النووية .وتابع والاسوأ من ذلك ان المسؤولين الهنود اوضحوا ان الهند وحدها هي التي ستقرر ايا من المفاعلات ستبقي ضمن تصنيف المفاعلات العسكرية بحيث لا تطالها عمليات التفتيش .وتعتبر امدادات الوقود النووي من الولايات المتحدة مهمة للمفاعلات النووية المدنية الهندية التي ستبنيها الهند في المستقبل لانتاج الطاقة اللازمة لاقتصادها المتسارع النمو. وينهي الاتفاق بشكل فعلي وضع الهند كدولة نووية مارقة رغم رفضها التوقيع علي معاهدة منع الانتشار النووي. واشار داريل كيمبول المدير التنفيذي لرابطة مراقبة الاسلحة الامريكية المستقلة ان الحرية التي تتمتع بها الهند في منع قيام اية عمليات تفتيش علي اي مفاعلات نووية مستقبلية تناقض مزاعم الادارة الامريكية بأن الاتفاق يفيد الحد من الانتشار النووي. ويضيف لقد باع البيت الابيض المبادئ والمواقف الامريكية الاساسية المتعلقة بالحد من الانتشار النووي .كما شكك عدد من الخبراء الهنود كذلك في حصول بوش علي موافقة الكونغرس او مجموعة المزودين النوويين رغم ما وصفه المسؤولون بمفاوضات اللحظة الاخيرة في السباق علي التوصل الي الاتفاق خلال اول زيارة يقوم بها بوش الي الهند. وقال بهارات كارناد من مركز ابحاث السياسة الفكري في نيودلهي المشاكل الحقيقية ستبدأ الان.. والاختبار الحقيقي هو ما اذا كان الاتفاق سيحظي بموافقة الكونغرس ومجموعة المزودين النوويين .واضاف سيثير المحللون الامريكيون العديد من الاسئلة فور ان يبدأوا في النظر الي الاتفاق من ناحية الحد من الانتشار النووي .ومن ناحية اخري واجه رئيس الوزراء الهندي معارضة شديدة من حلفائه اليساريين المهمين الذين نظموا احتجاجات ضخمة الخميس ضد زيارة بوش وضد الاتفاق. ويقول الشيوعيون الذين يمتلكون 63 من مقاعد البرلمان البالغة 545 مقعدا، ان الهند جلبت علي نفسها تدخلا في سياستها الخارجية من خلال ابرام الاتفاق مع الولايات المتحدة الامبريالية .ويؤكدون ان الاتفاق يقيد برنامج الهند للاسلحة النووية بفتح معظم المفاعلات النووية لعمليات التفتيش. الا ان محللين اخرين يقولون ان مثل هذه المعارضة لا تمثل خطرا حقيقيا علي حكومة سينغ التي يقودها حزب المؤتمر. وصرح سي. راجا موهان المحلل الامني لوكالة فرانس برس سيحدثون بعض الضجيج، ولكن بعد تفسير الاتفاق امام البرلمان سيقتنعون ، مضيفا وبالنتيجة فان هذا الاتفاق جيد بالنسبة للهند .