خبراء لـ «القدس العربي»: قرار ترامب غير ثابت ولن يطبق بالكامل وتركيا لن توظف جيشها لطرد إيران

هبة محمد
حجم الخط
1

دمشق – «القدس العربي»: اعتبر قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي ارتكز على سياسته الداعية منذ وصوله إلى البيت الأبيض، إلى سحب القوات الأمريكية من سوريا، قراراً مفاجئاً غير ثابت، يخدم من الناحية السياسية روسيا ومن الناحية الإقليمية إيران، ويترك هامشاً كبيراً ليس فقط سياسياً بل عسكرياً ايضاً، لكن ترامب برر الخميس قراره بإعلان النصر على تنظيم «الدولة» لافتاً إلى ان ذلك يصب في اطار وفائه بتعهدات قطعها خلال حملته الانتخابية. والأكيد ان القرار قلب الطاولة وكسر «الستاتيكو» الحالي وأدخل المنطقة في بازار من المساومات المعقدة.
خبراء نقلوا لـ «القدس العربي» عن مصادر خاصة أنه لأول مرة في الملف السوري تتفق وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) مع الخارجية، ضد البيت الأبيض، الذي مثله ترامب بقرار الانسحاب في ظل ضغوطات كبيرة وصلت لمستوى أعضاء في الكونغرس لتعديل هذا القرار، اذ يرجح ان تلاقي هذه الضغوطات حلاً يرضيها بالحد الأدنى على أقل تقدير.

«لأول مرة يتفق البنتاغون مع الخارجية ضد البيت الأبيض في سوريا»

من المعروف ان السياسة الأمريكية بنت وجودها في سوريا على ثلاثة محددات أساسية أولها «طرد إيران، وضمان عدم عودة الإرهاب المتمثل بتنظيم الدولة، والبدء بعملية سياسية حقيقية في سوريا» وفي هذا الاطار يميل الباحث والخبير السياسي «سعد الشارع» إلى أن أمريكا غير جادة بطرد إيران من سوريا، لافتاً إلى انها هي من سهلت وصول إيران لغرب الفرات، ومن يعترض على ذلك عليه أن يبرر كيف لجمت (جيش سوريا الجديد) في منتصف عام 2016، عندما وصل إلى مطار الحمدان قرب مدينة البوكمال، وجيش اسود الشرقية عندما سيطر على أجزاء كبيرة من البادية السورية على حساب تنظيم الدولة، ودخل الحدود الإدارية لمحافظة دير الزور في بداية عام 2017.

طوز: الحل سياسي

وحول ملف إيران الشائك وإيقاف تمددها قال الباحث السياسي جاهد طوز المقرب من الحزب الحاكم في تركيا، ان دخول الجيش التركي إلى منطقة شرق الفرات وانتشاره لا يعني بالضرورة تحمل ملف إيران او طردها من سوريا، فهذا الامر لن يكون وظيفة لتركيا او لجيشها، «حيث توجد في سوريا قوات لكل من الولايات المتحدة وروسيا وايران، وانحساب قوات الولايات المتحدة من سوريا يعني انها ستكون جزءاً من حل الأزمة السورية من خلال استخدام آليات سياسية، اما خروج قوات إيران وقوات اخرى فتأتي بعد الحل السياسي في سوريا ولذلك طرد جيش اي دولة من الدول لا يمكن ان يتم من قبل جيش دولة أخرى، لذلك هذا موضوع يتعلق بحل الأزمة من خلال الآليات السياسية أولاً».
وأضاف المحلل السياسي جاهد طوز لـ»القدس العربي» ان الخيار الوحيد في سوريا لحل أي عقدة سيكون عبر الاليات السياسية والدبلوماسية، مشيراً إلى ان «تركيا سوف تضغط على الدول الأوروبية بشكل خاص لتكون جزءاً من حل الأزمة السورية» مؤكداً ان بلاده لن تواجه على الارض اي قوات تابعة لدولة اخرى لان ذلك لن يساعد في حل الأزمة بل يصعدها.
وأوضح «طوز» ان تركيا لن تسمح لأي طرف من الاطراف بالبقاء في منطقة شرقي الفرات وقرار انسحاب الولايات يؤكد ذلك، لا سيما ان الأخيرة تعمل من اجل «تمرير مشروع يؤسس لدولة باسم الأكراد تديرها واشنطن وتعمل لصالح إسرائيل وهو ما افشلته تركيا».
ولفت الباحث السياسي سعد الشارع إلى غرابة موقف دول الخليج التي لم تنتفض حيال ما سمي ب»الهلال الشيعي» من إيران إلى العراق وصولاً إلى لبنان، وقال «كيف ترضى وهي ترى ذراعاً إيرانية جديدة تمتد نحو حدودها الشمالية، بعد أن توغلت في اليمن، وسيطرت على عواصم دول عربية (بغداد، بيروت، دمشق، صنعاء)، وتغازل الأردن، وحكومة السيسي بمد أنبوب نفط يصل من طهران إلى شواطئ البحر المتوسط مروراً بالأردن».

«رغبة إسرائيلية»

وبطبيعة الحال يرى «الشارع» ان هذا الإخفاق تجاه قطع الطريق امام التمدد الايراني سوف تكون له تبعات جسام لاحقاً، حيث قال «العرض السعودي الإماراتي لنظام بشار الأسد (عبر الرئيس السوداني عمر البشير) الذي صاغته إسرائيل بالطلاق مع إيران مقابل إعادة التأهيل سياسياً، سوف يفشل حتماً» عازياً السبب في ذلك إلى حجم التغلغل الإيراني الكبير داخل سوريا على مستويات ليست فقط عسكرية وأمنية، بل اقتصادية واجتماعية ودينية هي الأخطر، وهي التي تؤسس لإقامة طويلة الأمد في سوريا.
الموقف الأمريكي تجاه إيران في سوريا يبدو تنفيذاً لرغبة إسرائيلية وليس قناعة أمريكية تامة، فالأخيرة ترى بالعقوبات الاقتصادية، والضغط السياسي والغارات الجوية الإسرائيلية أفضل الطرق للحد من نفوذ إيران، وقال «لا يمكن أن نتجاهل تعريفاً وليس تبريراً أن أمريكا تخشى بالفعل من ضياع ما حققته في العراق، وإلا كيف يمكن تبرير تناقض المواقف، فأمريكا التي تريد محارية إيران في سوريا، هي ذاتها التي دعمت (عادل عبد المهدي) الإيراني الهوى ووصوله إلى رئاسة مجلس الوزراء، وهي ذاتها التي رفضت التحالف مع القوى العربية واختارت الشيعية لقتال تنظيم «الدولة» (سابقاً) في العراق، وكررت السيناريو مع الأكراد في سوريا».
ونقل الشارع عن مصادر خاصة «لأول مرة في الملف السوري تتفق وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) مع الخارجية، ضد البيت الأبيض، الذي مثله ترامب بقرار الانسحاب» مشيراً إلى ضغوطات كبيرة وصلت لمستوى أعضاء في الكونغرس لتعديل هذا القرار، وأضاف ان هذه الضغوطات سوف تلاقي حلاً يرضيها بالحد الأدنى على اقل تقدير، وهو ما ينقل الوضع إلى مفسرات واقعية لقرار ترامب، يمكن أن تكون ضمن الأمور الاتية، أولها الضغط على الأكراد للقبول بإعادة هيكلة قوات سوريا الديمقراطية، وطرد جميع العناصر الأجنبية خارج الحدود السورية، ودمج أكبر للمجموعات العربية، وعدم اعتراض الدخول التركي إلى شرق نهر الفرات. كما ان تركيا مهتمة فقط بالشريط الحدودي الذي يصل إلى بلدة عين ديوار على المثلث التركي السوري العراقي، بعمق يتراوح بين 15 إلى 20 كلم، وهذا السيناريو أقرب للتطبيق مع هامش تفاوضي حول مدينة القامشلي. عبور النظام السوري وروسيا إلى شرق الفرات والاستفادة من مصادر الطاقة (حقل العمر النفطي أكبر حقول النفط في سوريا، معمل غاز كونيكو أكبر معامل الغاز، سد الفرات) مقابل قبول روسيا بالبدء بعملية سياسية واقعية في سوريا دون الحديث عن دور لرئيس النظام السوري بشار الأسد فيها، وملف العبور مرتبط بخلو المنطقة من القوات الأمريكية إلا من قاعدة (رميلان)، ويجب التأكيد هنا أن هذا السيناريو غير مكتمل الأركان وهو قابل للنسف كلياً، اذا ما تراجعت واشنطن عن قرارها، أو حصل تفاهم على مستوى أكبر مع تركيا للدخول إلى عموم شرق الفرات، حيث تتسلح تركيا هنا بأوراق عدة منها (مؤتمر العشائر، تعداد اللاجئين الكبير على أراضيها من هذه المنطقة، كتلة عسكرية وازنة لفصائل المنطقة الشرقية.
الأخطر حسب الباحث السياسي إن بدل الأكراد تحالفاتهم، وهذا وارد بشكل كبير فخيارهم محصور بين تفاهم مع تركيا من جهة، أو روسيا والنظام، وهذا سيكون له تأثير على علاقة العرب والأكراد في مراحل لاحقة.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول صفعة رب الكعبة جل جلاله:

    كل ما في الامر صفقة القرن هده هي ان الصهيوصفيون حلفاء للامريكان والشيطان ويهددون عروش الطواغيت ويبتزونهم ويستنزفوهم لاخر نقطة اما الاحمر دما فقد اكتمل مند صمت الديمقراطية هبل على دويلة ايران في لبنان وعلى الحوتة صفقة القرن هي تشتيت هوية بهيئة الترفيه وعملاء العروش والكروش وتغيير جنسية اخواننا الفلسطينيين المنفيين بينما اسرائيل ستصبح قومية وتحارب بقوميتها تقتل وتخنق وتحارب الشعوب بالطواغيت جواسيسها المخلصين الطائعين السامعين وامام الشعوب وبلا حياء متطبعين ومنبطحين اي صاغرين مدلولين خوفا على عروشهم وفجأة تهب الرياح بما لا تشتهيه انفسهم الشريرة ورحمة رب الكعبة سبحانه على اطفال المسلمين والفارس الصحافي الشهيد بنقطة حبر اوقف بحر الدماء وشكرا لله تعالى رب الكعبة جل جلاله خير الماكرين عليه توكلنا

إشترك في قائمتنا البريدية