حظ الوليد بن طلال.. وخيبة قناة النيل للأخبار!

حجم الخط
0

حظ الوليد بن طلال.. وخيبة قناة النيل للأخبار!

سليم عزوزحظ الوليد بن طلال.. وخيبة قناة النيل للأخبار! الدنيا حظوظ يا قوم، وهي إذا أقبلت باض الحمام علي الوتد، وإذا أدبرت طار الحمام من القفص، كما يقول المثل المصري المتوارث، والذي استخدم الحمام عندما كان يستمد قدره، ومقداره العظيم، من انه يرمز للسلام، وقبل انتشار انفلونزا الطيور.وهذا المثل ينطبق علي الأمير المفدي الوليد بن طلال (حفظه الله ورعاه)، فالفتي (أكثر الله من أمثاله) محظوظ، ورزقه تحت رجليه، ولا أشير بذلك إلي حجم الأموال التي يمتلكها، فقطعا هناك أمراء سعوديون، وغير سعوديين، يمتلكون أموالا بالكوم، لا تعد ولا تحصي، ولكن ما اقصده هو نجاحه في توجيه هذه الأموال الوجهة السليمة، من خلال اعمال البر والتقوي، والتي توجها بإنشاء قناة إسلامية تحمل اسم (الرسالة)، قيل أنها بثت إرسالها منذ أيام. وان كنت قد بحثت عنها، فلم اعثر عليها، لأنني حديث عهد بالتكنولوجيا، فمن المؤكد ان (الرسالة) محطة تلفزيونية عظيمة، سينفع الله بها الإسلام، ويعز بها المسلمين، وستجعل الناس من كل صوب وحدب يدخلون في دين الله أفواجا.ولما لا، والقائمون علي امرها قالوا أنها ستقدم الإسلام السمح للعالم أجمع، ومعلوم ان العالم متعطش لمعرفة الإسلام، وقد جاءت (الرسالة) لتسد عجزا ملحوظا، وستعلي كلمتي: الحق والدين. سيقول الاعراب والذين في قلوبهم مرض ان القناة المذكورة باللغة العربية، وبالتالي فان رسالتها ستكون مقصورة علي الناطقين بها، ولن تصل الي العجم، مما يجعل من قول القائمين علي القناة، مجرد كلام في الهواء، للاستهلاك المحلي، وللدعاية علي الطريقة العربية الأصيلة، لكن هؤلاء فاتهم ان الأرض (بتتكلم عربي)، الأمر الذي سيجعل رسالتها بلغة الضاد مفهومة، ان لم يكن بالإلمام بها، فبالإحساس. الحظ يلازم صاحب (الرسالة) ليس لأنه من أهل الدثور الذين ذهبوا بالأجور، كما ورد في الحديث النبوي، ولكن لأنه تمكن بفضل هذه القناة الوليدة ان تردد كل الفنانات اسمه، ويحلمن بالعمل في أملاكه. فقد انشأ قناة (روتانا) وفتحها للفنانين والفنانات، الاحياء منهم والأموات، وساهم بجهد عظيم في إشاعة العري في منطقة الشرق الأوسط، متفوقا بذلك علي تليفزيونات أخواله في بيروت، ولأنه يتعامل مع هذا القطاع علي طريقة المقاولين، فقد (أخذهم مقاولة) وان كان هناك فريق ليس من المناسب ان يظهر علي شاشة (روتانا)، فقد جاءت قناة (الرسالة) لتكون منبرا مناسبا للمعتزلات، بعد ان حولهن الي مذيعات بقدرة قادر، وجعل لكل واحدة منهن برنامجا لنشر الدعوة.مع احترامي للفنانات المعتزلات، ولقرارهن بالاعتزال، فان العمل الإعلامي شيء، والموهبة الفنية شيء اخر، ولو كان كله عند العرب صابون، لتمكن تليفزيون الريادة الإعلامية من ان يكيد العواذل، وان يقول لهم: يا عواذل فلفلوا، ولما كان تليفزيوننا المصري في ذيل قائمة التليفزيونات العربية، طبعا قبل التليفزيون السعودي، والتليفزيون الليبي.لكن المثل الدارج يقول: (من معه جنيه ومحيره، يشتري به حمام ويطيره). من طار يطير طيرا. ومرة أخري نستخدم مثلا يمثل الحمام دور البطولة فيه، ومرة أخري نجد أنفسنا مضطرين إلي التأكيد علي ان هذا قبل ظهور انفلونزا الطيور.المثل ينطبق بامتياز علي حالة خالد الذكر الوليد بن طلال المفدي أمير دولة الفضائيات (حفظه الله)، والذي من حقه ان ينشأ قناة تليفزيونية، أو أكثر، بصفته يملك القناطير المقنطرة من الذهب والفضة (اللهم لا حسد ولا نق)، ومن حقه أن يجعل من الفنانات المعتزلات مذيعات لوذعيات، ربما ينجح بهن في سحب البساط من تحت أقدام (الجزيرة) ويجعل مذيعات محترفات فيها يطلبن الخروج علي التقاعد، والمعاش المبكر، ويتحولن الي ربات بيوت، ويبدعن في إنتاج (طشة الملوخية)، التي قال رئيس تحرير صحيفة أخبار اليوم المصرية، ان الرئيس مبارك محروم منها، وهو يتحدث عن حجم التضحيات التي قدمها الرئيس ليستمر في الحكم من اجل سواد عيون الشعب المصري.ولك ان تتخيل جمانة نمور، ولونة الشبل، وليلي الشايب، وخديجة بن قنة، وهن (يقمعن البامية)، او يعددن المحشي بأنواعه، او يشهقن في الطشة سالفة الذكر، بينما يتفرجن علي مني عبد الغني، وصابرين، وعبير صبري، وهن يقدمن برامجهن علي قناة (الرسالة)، ويتحسرن علي شبابهن ويدعين الله ان يصاب الأمير بانفلونزا الطيور، وهو الذي حولهن الي مشاهدات، بعد اكتشافه العبقري الخاص باستغلال شهرة المعتزلة كفنانة، لخلق مذيعة لهلوبة، وقدرته بالتالي علي إنجاح قناته، فمن يدري فقد تنتهي بالضربة القاضية أسطورة الجزيرة، فيدخله أهل الحكم في المملكة في قائمة ورثة السلطة، بدلا من انتظار الفرج الأمريكي الذي قد لا يأتي البتة، والذي يكون كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء. فضلا عن ان هذا قد يجعل السلطات في مصر تمنحه الأراضي المصرية كلها بالبشر الذين عليها، ليستثمرها، جزاء وفاقا علي نجاحه في القضاء علي (الجزيرة) التي اشعرتهم بالعجز الكلي، وأصابت إعلامهم بالشلل الرعاش، من جراء الشيخوخة.فغني عن البيان ـ يا قراء ـ ان القوم في المملكة سعوا الي منافسة (الجزيرة) فقاموا بإنشاء (الإخبارية)، تماما كما فعل القوم في مصر بإنشائهم (قناة النيل للأخبار)، ثم كانت النتيجة خيبتين انضمتا الي قائمة الخيبات الثقيلات، ولم تأخذ القناتان من رصيد القناة القطرية إلا ما يأخذه الريح من البلاط، وبالتالي فان الأمير سيكون قد أسدي للقوم هنا، وهناك، جميل العمر، الذي يستحق بسببه ان يقولوا له (شُبيك لُبيك)، فهو قد قضي علي الصداع من ماله وليس من مال الشعب، وما كان ينبغي ان يؤول للورثة بعد عمر طويل، فتم إنفاقه علي قناتين ولدتا ميتتين. قناة (الرسالة) ستبث إرسالها من القاهرة، ولو ان مصريا سعي الي إنشاء قناة فضائية، فسوف يرونه النجوم في عز الظهر، وبعد ان يراها قد لا يوافقون علي منحه الترخيص، ولنا ان نعلم انهم، ومنذ ان تم الأخذ بنظام الفضائيات الخاصة، لم يمنحوا الموافقة إلا لاثنين من رجال الأعمال المصريين هما من (أهل الخطوة) ـ حسب التعبير الصوفي ـ الأول هو صاحب (المحور) والثاني صاحب (دريم)، وليس الأمر خاضعا للقوانين المكتوبة، فالقوانين التي تحكم مثل هذه المسائل في (الرأس) وليست تلك الموجودة في (الكراس).ومن باب الموضوعية فان التساهل ليس خاصا بالأمير المفدي سالف الذكر، فالقوم في بلدي متساهلون مع أي شخص يحمل الجنسية السعودية، فإذا كنا في السابق نهتف: مصر والسودان بلد واحد، فقد أصبح شعار هذا الزمان: مصر والسعودية بلد واحد. تماشيا مع روح العصر. يكفي ان الحقد علي (الجزيرة) يجمعنا، والذي سيخلصنا منها الوليد بن طلال بإذن واحد احد، وبالضربة القاضية، بعد ان ثبت انه صاحب فكر إعلامي فتاك، تبين باستثماره نجومية الفنانات المعتزلات في العمل التليفزيون والدعوي.في الأسبوع الماضي اقام القائم علي أمر قناة (الرسالة) حفل استقبال بمناسبة الاحتفال بالذكري العطرة لبث المحطة لإرسالها، وقد حضر الحفل لفيف من نجوم المجتمع، علي رأسهم الفنانات المذيعات، واللاتي قدمن كرنفالا خلاقا بملابسهن، وألوانها البديعة، وبحجابهن، والذي تبين انه علي الموضة، وكنت أظن ان خديجة بن قنة هي أشيك محجبة في العالم، فتبين أنها متواضعة الشياكة بجانبهن، فقد تبين ان اعتزال هؤلاء الفنانات لم يجعلهن ينسين نصيبهن من الدنيا، متمثلا في الأناقة.(ولا تنس نصيبك من الدنيا) حكمة يسير عليها الوليد، وبطريقته طبعا، فهو ينشئ قناة إسلامية، في ذات الوقت الذي يحافظ فيه علي وجود قناة (روتانا)، احدي قنوات الهشك بشك في المنطقة. وقد كانت هذه الحكمة بفهمها الوليدي ـ نسبة للامير الوليد ـ حاضرة في حفل الاستقبال، اذ لم يقتصر الحضور علي الفنانات المعتزلات فقط، وبما يليق بجلال رسالة القناة، وإنما تمت دعوة ثلة من الفنانات غير المعتزلات، ربما لانهن من أصدقاء العائلة، وقد يرجع هذا الي ان الأمير ورجاله تعاملوا معهن علي انهن من المؤلفة قلوبهن، فرأوا في دعوتهن ما يكون سببا في ان يشرح صدورهن للتقوي، فينتقلن من قناة (روتانا) الي قناة (الرسالة) وكله في بيته.محظوظ الوليد بن طلال.خيبة النيل للأخبار يبدو لي ان موقع رئيس قناة النيل للأخبار بات شاغرا، فمن يتابع إرسالها يكتشف انه أمام حالة من الفوضي (العارمة) وليست الفوضي (الخلاقة).يوم الأربعاء الماضي كنت أشاهد نقلها لوقائع محاكمة الرئيس العراقي صدام حسين، ثم فجأة وبدون احم او دستور ظهر خالد الذكر الرئيس بوش علي يسار الشاشة، بينما المحاكمة علي اليمين، ثم اختفت المحاكمة ليظهر بوش وبجانبه الرئيس الأفغاني المعين بقرار أمريكي حامد كرزاي، لنكتشف أننا أمام مؤتمر صحافي لهما، بمناسبة زيارة الرئيس الأمريكي لأفغانستان، وانتظرت ان يعلن بوش انه أتي بالذئب من ذيله مما استدعي هذا النقل غير المبرر لمؤتمره، والقطع لمحاكمة صدام في لحظة مهمة، فاكتشفت ان المذكور يطجن، ويقول أي كلام، من عينة وعده بتقديم بن لادن للمحاكمة.القطع كان في لحظة دقيقة، فقد كنا امام عملية تشويق قام بها كل من القاضي، وممثل الادعاء، حول صورة سيتم عرضها علي شاشة تليفزيونية، وبعد موشح التشويق الهندي، أشار ممثل الادعاء الي الشاشة، ليري مشاهدو النيل للأخبار صورة الرئيس بوش، ونقل وقائع مؤتمره في أفغانستان الذي ذهب إليه خائفا يترقب، وهو يتسحب علي أطراف أصابعه. لقد تبين لنا ان (اللقطة) التليفزيونية التي تم التمهيد لها خاصة بقول عضو قيادة بحزب البعث انه اخذ فكرة تجريف البساتين في البصرة، من تجريف البساتين في الدجيل. فممثل الادعاء (العترة) يريد ان يبحث عن دليل يؤكد ان تجريف البساتين في الدجيل حقيقة، مع ان صدام حسين نفسه اعترف بذلك، وبرره.مهما يكن الأمر، فان المحاكمة كانت أولي بالاستمرار في عرضها، اما مؤتمر بوش فلن يكون المشاهد قد خسر شيئا لو تم تسجيله وبثه في وقت آخر، او حني لو لم يكن قد تم بثه من الأساس، لكنه التصرف المرتجل، الذي نتج عن خلو مقعد رئيس قناة النيل للأخبار.رحيل أطوار لو أتيت سحر البيان، فلن استطع ان اعبر عن حزني علي رحيل زميلتنا أطوار بهجت مراسلة قناة (العربية) في بغداد، والتي قتلتها الفئة الباغية.لقد ماتت اطوار وهي في ريعان الشباب، بينما يظل علي قيد الحياة من هم في سن أجدادها القدماء، مثل صفوت الشريف وزير الإعلام المصري الأسبق، رغم تحول انفلونزا الطيور الي وباء.. انها أعمار، ولكل اجل كتاب.المجد لك يا أطوار، وتبت يد اختطفتك، وتبت يد أطلقت الرصاص.ہكاتب وصحافي مصري[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية