الجزائر ـ “القدس العربي “:
قال اللواء المتقاعد علي غديري، الذي يقدم على أنه أحد « منظري » الجيش الجزائري (سابقا) إن الذين يتحدثون عن تأجيل الانتخابات الرئاسية المقبلة، أو تمديد الولاية الحالية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة يخاطرون بمستقبل البلد، مؤكدا أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لن يشرفه أن يغادر السلطة بعد أن يكون الرئيس الذي يحسب عليه خرق الآجال الدستورية، خاصة وأن البلاد خاضت معركة ضارية ضد الإرهاب خلال تسعينيات القرن الماضي، من أجل إعادة بناء المؤسسات، وتنظيم انتخابات في الآجال المحددة دستوريا، وأن بوتفليقة نفسه تسلم السلطة في إطار قانوني ودستوري، ولن يقبل، لو كان في كامل قدراته، بأن يحسب عليه خرق للدستور، كالذي يروج له أصحاب مشروع تأجيل الانتخابات وتمديد الولاية الرئاسية الحالية.
وأضاف اللواء غديري في مقابلة مع صحيفة « الوطن » ( خاصة) أنه سبق أن جلس مع الرئيس بوتفليقة قبل بضعة سنوات، ولمس لديه نية حقيقية في التغيير، وتسليم المشعل إلى الشباب، وأن خطابه الأخير في مدينة سطيف في 2012 جعله يتأكد أكثر من هذه النية، لكن الإشكال هو في المحيط الذي يروج للتأجيل والتمديد، مشيرا إلى أن البلد في خطر، وأن الذين يحكمون لديهم وعي بالمسؤولية والمخاطر التي تتهدد البلد.
وركز اللواء غديري في كلامه على الفريق أحمد قايد صالح قائد أركان الجيش الذي قال إنه مجاهد ونزيه، وأنه لن يسمح بأي خرق للدستور، ولن يسمح بأية مغامرة تهدد مستقبل البلاد، لأنه مهما قيل عنه فإنه يظل مجاهدا من الرعيل الأول، وهو آخر أبناء جيله ممن يشغلون مناصب عليا، وأنه حتى وإن كان متسامحا في بعض الأمور، فإنه سيعود المجاهد الذي كان في حالة ما إذا شعر أن أمن واستقرار البلاد مهدد، وأنه لن يسمح للمغامرين الذين يريدون العبث بالبلاد من أجل مصالح شخصية ضيقة، خاصة وأنه كان ومازال دائما يكرر أن الجزائر فوق أي اعتبار.
ويأتي هذا الكلام غداة التصريح الأخير للفريق أحمد قايد صالح خلال زيارة تفتيش قام بها إلى الناحية العسكرية الرابعة، عندما أكد أن الجيش يأخذ في الاعتبار كل السياقات الوطنية والإقليمية وحتى الدولية، وأن الجزائر فوق كل الاعتبارات، وكرر هذا الكلام مرتين، وهو ما فهم منه أنه رسالة مشفرة، لمن يريدون تأجيل الانتخابات والذهاب بالبلاد إلى المجهول.
مايقوله هذا الشخص مثار للسخرية والضحك..وهل الجزائر بلد يملك المؤسسات الدستورية والقانونية حتى يحترم(كباره)الدستور والقانون مثل الدول الاوربية وامريكا واسرائيل..احترام الدستور في بلد كالجزائر هو آخر (حاجة) يفكر فيها هؤلاء (الكبار)…
في آخر خطاب له في مدينة سطيف عام 2012 قال بوتفليقة أنه جيله بلغ مداه وأنه حان الآوان لتسليم المشعل للشباب، هذا هو التصريح الذي تسبب له في ثورة عليه في كواليس العصب الحاكمة وأدى في الأخير إلى إصابته بجلطة دماغية جرّاء الكم الهائل من اللوم و الضغوطات التي مورست عليه عقابا له على تصريحه، لأن الانتهازيين فهموا من تصريحه أنه يحضر للتخلي على الترشح في الانتخابات المواليه حينها عام 2014، فارتبكوا ارتباكا شديدا وشعروا بأن بوتفليقة تخلى عنهم ورمى بهم إلى خطر المحاسبة والمتابعة عن ملفات فسادهم وتلاعبهم بمقدرات الجزائر وشعبها ……..