بيروت-“القدس العربي”: حدثان بارزان ميّزا سنة 2018 في لبنان هما: إجراء الانتخابات النيابية للمرة الأولى في 6 أيار/مايو منذ تمديد ولاية مجلس النواب مرتين وتكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيل الحكومة الذي تأخّر 7 أشهر.
وقد استهلت أحداث هذه السنة بعودة العلاقات الدبلوماسية بين لبنان والمملكة العربية السعودية إلى مرتبة السفراء بعد تأخير نحو سنة ونصف السنة اقتصر فيها التمثيل الدبلوماسي على القائم بالأعمال السعودي وليد البخاري.
ومع بداية السنة عقد مجلس الوزراء أول جلسة له في ظل استمرار الخلاف المستحكم حول مرسوم الأقدمية لضباط دورة 1994 في الجيش بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أصرّ على توقيع وزير المال علي حسن خليل على المرسوم.
وشهدت هذه السنة اهتزاز العلاقة بين حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر بعد تفاهم معراب وانتخاب العماد عون رئيساً، وكان من نتيجة التباعد بين الحزبين الأوسع تمثيلاً لدى المسيحيين أن تقاربت القوات مع تيار المردة وانعقدت مصالحة بين جعجع ورئيس المردة سليمان فرنجية في بكركي برعاية البطريرك مار بشارة بطرس الراعي لطي صفحة حادثة إهدن التي ذهب ضحيتها والد فرنجية ووالدته وشقيقته سنة 1978.
في 14 شباط/فبراير أحيا الحريري ذكرى استشهاد والده وأكد أن “لا مال لدينا للانتخابات وأرفض التحالف مع حزب الله”، مشدداً أن “تيار المستقبل غير قابل للكسر ولن أجرّه إلى صراع أهلي”.
في 3 آذار/مارس خرج الممثل زياد عيتاني إلى الحرية بعد اعتقاله واتهامه بالعمالة لاسرائيل، وفي المقابل تمّ توقيف رئيسة مكتب مكافحة الجرائم الالكترونية المقدّم سوزان الحاج.
في مطلع شهر نيسان/ابريل إنعقد مؤتمر “سيدر” في باريس، وحصد لبنان بنتيجته قروضاً وهبات قاربت 11 مليار دولار لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة الاستثمار.
في 27 نيسان/ابريل إقترع المغتربون اللبنانيون للمرة الأولى في ظل كاميرات مراقبة منعاً لأي تشكيك، وتخوّف لبنانيون في الولايات المتحدة الأمريكية من التصويت للوائح حزب الله.
وفي 6 أيار/مايو دارت أم المعارك الانتخابية في دائرة بيروت الثانية بين الحريري والثنائي الشيعي وبينه وبين ميقاتي في طرابلس. وحصلت منازلة بين القوات والتيار الحر في كل الدوائر. وبنتيجة الانتخابات دخل البرلمان 78 نائباً جدبداً فيما حافظ 50 وجهاً قديماً على مقاعدهم.
وبعد أيام على الانتخابات لفتت استقالة مدوّية لمدير مكتب رئيس الحكومة نادر الحريري، وقد فتحت هذه الاستقالة باب التأويلات حول علاقة المملكة بها ومدى ارتباطها بالتسويات مع رئيس التيار الوطني الحر.
في 3 حزيران/يونيو أحدث الكلام عن مرسوم التجنيس إرباكاً في القصر الجمهوري، ولاسيما أنه ترافق مع فضيحة إدراج أسماء مقرّبة من الرئيس بشار الأسد.
وفي 4 حزيران/يونيو بدأت عودة النازحين السوريين من لبنان إلى ديارهم وتوجّه 3000 نازح سوري من عرسال إلى القلمون. وهدّد وزير الخارجية مفوضية شؤون اللاجئين من عملية تخويف النازحين من العودة ولوّح بالانتقال من التنبيه إلى طلب وقف الإقامات في إجراء تصاعدي قد يصل لغاية الطرد.
وفي 11 حزيران/يونيو قدّم الرئيس المكلف سعد الحريري تصوّراً أولياً للحكومة الجديدة وتوزيع الحصص إلى رئيس الجمهورية، وشدّد بعد اللقاء على “أن الجميع يريد تسهيل تشكيل الحكومة وانجازها بأسرع وقت، وهذا الأمر يستوجب على الجميع تقديم التضحيات والتسويات”.
ومنذ ذلك التاريخ، وبسبب العقد المتتالية من الدرزية إلى المسيحية فالسنّية بدعم من حزب الله تأخرت التشكيلة الحكومية 7 أشهر، وتخلّل تلك الفترة رفع رئيس حزب التوحيد وئام وهّاب لهجته ضد الرئيس المكلف وأساء في فيديو مسرّب إلى عائلة الرئيس الحريري، ما استدعى صدور مذكرة إحضار بحقه إلى القضاء قبل أن تنسحب قوة فرع المعلومات بناء لتدخل حزب الله وتحذيره من خطورة الأمر.
تصريحات
في 29 كانون الثاني/يناير أثار تسريب فيديو لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل يصف فيه رئيس مجلس النواب نبيه بري بـ “البلطجي” ردود فعل غاضبة في الشارع الشيعي ، وعمد مناصرون لحركة أمل إلى قطع عدد من الطرقات في بيروت والبقاع وإشعال الإطارات، ووصلت التحركات الاحتجاجية إلى حد اقتحام مناصرين لحركة أمل مقر السفارة اللبنانية في أبيدجان، ووصلت مواكب لحركة أمل إلى محيط المقر المركزي للتيار في ميرنا الشالوحي، وكادت بلدة الحدث المسيحية تستعيد مشهد بوسطة عين الرمانة بعد الظهور المسلّح لأبنائها في مواجهة مواكب من “أمل” اجتاحت البلدة.
وفي 17 حزيران/يونيو أشعلت تغريدة لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط حول “العهد الفاشل” على خلفية الموقف من النازحين السوريين والرغبة بتوزير ارسلان وصفقات الكهرباء ردود فعل غير مألوفة لدى نواب “تكتل لبنان القوي” الذين نبشوا ماضي زعيم المختارة واتهموه بأبشع الصفات، وشهدت مواقع التواصل تعليقات واستفزازات بين مناصري الحزب الاشتراكي والتيار العوني.
راحلون
*في 13 أيار/مايو غيّب الموت سيدّة الزمن الجميل مي عريضة الرئيسة الفخرية لمهرجانات بعلبك الدولية التي صنعت لبعلبك عزّاً وللبنان مجداً ثقافياً وجمالياً وابداعياً، وذلك عن عمر يناهز 92 عاماً هي التي وصفت بأنها أيقونة بعلبك.
* خسر الزجل اللبناني ركناً أساسياً من أركانه هو الشاعر اللبناني جوزيف الهاشم الملّقب “زغلول الدامور” الذي وافته المنيّة عن عمر يناهز 93 عاماً بعد صراع مرير مع المرض.