الغارديان: دول خليجية تسعى لإعادة تأهيل الأسد في الجامعة العربية

إبراهم درويش
حجم الخط
1

لندن ـ “القدس العربي”:

كشفت صحيفة “الغارديان” في تقرير أعده كل من بيثان ماكرنان ومارتن شولوف أن دول الخليج تتحرك لإعادة النظام السوري  إلى الجامعة العربية بعد طرده منها بعد القمع الوحشي الذي مارسه بشار الأسد ضد المحتجين المطالبين بالإصلاح. وفي موعد ما من العام المقبل سيكون المسرح جاهزا لعودة سوريا وجلوس الأسد بين القادة العرب،ـ حسبما قالت مصادر للـ “الغارديان”. فإلى جانب محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي وحاكم مصر عبد الفتاح السسيسي فستكون لحظة عودة الأسد علامة مميزة لوفاة الربيع العربي وقتل آمال ثورات المنطقة التي سحقها جيل جديد من الديكتاتوريين العرب. وتم طرد سوريا من الجامعة العربية في عام 2011 بسبب الرد العنيف على المعارضين السلميين والذي لم يمنع من خروج التظاهرات عن السيطرة وتحولها لمواجهات عسكرية في كل أنحاء سوريا.

إلى جانب محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي وحاكم مصر عبد الفتاح السسيسي فستكون لحظة عودة الأسد علامة مميزة لوفاة الربيع العربي وقتل آمال ثورات المنطقة التي سحقها جيل جديد من الديكتاتوريين العرب.

وتشهد المنطقة ذوبان جليد في مواقف من القادة العرب من نظام الأسد، فقد شهد الأسبوع الماضي زيارة الرئيس السوداني عمر البشير، كأول زعيم عربي يصل إلى دمشق منذ اندلاع الثورة. ونظر إلى الزيارة كلفتة قام بها الرئيس السوداني نيابة عن السعودية التي عززت علاقاتها مع النظام السوداني في السنوات الماضية.

واحتفت الصحف الرسمية والوسائل الإعلامية بالزيارة ونشرت صورة الأسد مع نظيره السوداني في مطار دمشق يسيران على البساط الأحمر بعدما حطت مقاتلة روسية نقلت الرئيس السوداني وهاشتاغ عن زيارات مقبلة للزعماء العرب إلى دمشق.

ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية قولها إن هناك إجماع بين أعضاء الجامعة الـ 22 على عودة سوريا من جديد إلى تحالف الدول العربية. مع أن الولايات المتحدة تقوم بالضغط على السعودية ومصر التوقف وتطالب بتصويت الجامعة على عودة دمشق.

وتعلق الصحيفة أن عودة سوريا القريبة تأتي في وقت تحتفظ فيه دمشق بعلاقة قوية مع إيران التي لعبت دورا مهما في الحفاظ على الأسد. وبالنسبة للسعودية والإمارات العربية المتحدة فعلاقات جيدة مع الأسد تعني استراتيجية جديدة للتأثير عليه وإبعاده عن المحور الإيراني وتحمل معها وعودا بعلاقات تجارية ومساهمة في عمليات إعمار سوريا. وتقدر سوريا والمنظمات الخارجية كلفة الإعمار بحوالي 400 مليار دولار إلا أن الأمم المتحدة ترفض المساهمة ولو بفلس واحد طالما رفض الأسد المشاركة في عمليات السلام. وقد لا تفي الدول بوعودها في إعادة الإعمار لكن جيوب السعودية أعمق من طهران وموسكو ومن المتوقع بقاء الدمار في سوريا لسنوات قادمة. وأي أموال خليجية للإعمار من المتوقع استخدامها في مشاريع بمناطق ظلت موالية للنظام. وقال توبياس شنايدر، الباحث في معهد السياسة العامة ببرلين إن “قادة الدول العربية رضخوا لفكرة بقاء الأسد في السلطة. وفي النهاية وبناء على القاعدة الأوسع للثورات بالمنطقة والثورات المضادة فقد كان الأسد واحدا من الثورات ضدها- أي محاربة ما يصفه القادة الإستبداديون العرب- خاصة في الإمارات ثورة مخربة وقوى إسلامية مثل الإخوان المسلمين”. وأضاف أن “الاسد سيحاول الحصول على ما يستطيع من القوى الإقليمية.. وسيقوم بخطوات بطيئة نحو التطبيع بدون التأثير على نجاته وسط تنافس إقليمي مفاجيء”. وتحدث الأسد في مقابلة مع صحيفة كويتية اجرتها معه في شهر تشرين الأول (أكتوبر) من أنه توصل “لتفاهم كبير” مع الدول العربية بعد سنوات من العداء.

قادة الدول العربية رضخوا لفكرة بقاء الأسد في السلطة. وفي النهاية وبناء على القاعدة الأوسع للثورات بالمنطقة والثورات المضادة فقد كان الأسد واحدا من الثورات ضدها

وشوهد وزير خارجيته وليد المعلم يصافح وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد الخليفىة على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام. وقال الخليفة في حينه “ما يجري في سوريا يهمنا أكثر من أي طرف في العالم، سوريا دولة عربية وليس من الصحيح أن تتدخل الدول الإقليمية واللاعبين الدوليين في شؤونها بغياب منا”. ويدعم الدعوات الخليجية والمصرية لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية البرلمان العربي، وهو منظمة لا حول له ولا طول ولقيت دفعة بالشائعات حول قرب فتح السفارة الإماراتية في دمشق والتي يقول المراقبون ستكون قناة خلفية للتقارب السعودي- السوري. وقال مصدر في العاصمة دمشق إن المنظفين وأخصاء التصميم الداخلي شوهدوا وهم يدخلون بناية السفارة المغلقة منذ قطع العلاقات في عام 2011. وأزيلت الأسلاك الشائكة والحواجز من حولها.

وفي الوقت نفسه فتح الأردن معبر نصيب في الجنوبي فيما تعمل إسرائيل مع روسيا لتخفيف التوتر قرب مرتفعات الجولان المحتلة. ونُقل عن وزير خارجية تركيا قوله إنه أنقرة التي تدير منطقة في شمال- غرب سوريا متسعدة للعمل مع الأسد إن عاد في انتخابات حرة ونزيهة، وهو ما نفاه الوزير التركي بعدها.

وبالنسبة للدول الغربية فنظام الأسد لا يزال منبوذا، وبحسب مسؤول دبلوماسي غربي “هناك دائما أسئلة حول استمرار العزلة الدولية وما هي طريقة كسرها. ومن المحتمل أن تبدأ من داخل المنطقة”. وأضاف: “لا يزال موقفنا كما هو، فلم تحصل تسوية حقيقية في سوريا ولا توجد محفزات ولا مصالحة مع النظام”. ولم يعد الأسد مهتما فقد أمن بقاءه الإيرانيون والروس ويحاول الجيران العرب استعادة ما فقدوه من تأثير. وتتمسك المعارضة السورية أما تبقى منها بمطالبها بعملية نقل للسلطة برعاية الأمم المتحدة، لكن أحد أعضائها عبر عن إحباطه من الدول العربية التي كانت أول من دعم الثورة ضده عام 2011 . وقال “يجب السماح للنظام باستعادة كرسيه على الطاولة عندما يتم تطبيق (قرار مجلس الأمن 2015 لوقف إطلاق النار) ونحن نعرف هذا، وليس هذا جديدا والأشقاء العرب لا يتصرفون كأشقاء”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول بشير , الجزائر:

    كل هذا ليس حبا في سوريا و لا في شعبها , بل هو التحضير لتحالف آخر ضد تركيا , و الهدف في الأخير ضرب المسلمين ببعض و إستنزافهم ماليا و بشريا , ثم بعد ذلك تأتي كعكة إعادة الإعمار , و بالطبع بأموال عربية , شركات الإعمار الأمريكية تنتظر على أحر من الجمر .

إشترك في قائمتنا البريدية