باريس-’’ القدس العربي’’:
بعد نهاية عامٍ عصيبة، ووسط شعبية وصلت إلى أدنى مستوياتها، يحاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استعادة ثقة الفرنسيين في العام الجديد عبر حوار وطني شامل من المفترض أن ينطلق هذا الشهر.
وقبيل انطلاق “الحوار الوطني الشامل” ،الذي أعلن عنه ماكرون بهدف الخروج من الأزمة الاجتماعية والاقتصادية على خلفية أزمة“السترات الصفراء” والذي يعتمد على المنتخبين المحليين وممثلي النقابات العمالية وأرباب العمل والجمعيات، أعلن قصر الإليزيه أن رئيس الجمهورية سينشر في منتصف يناير/كانون الثاني “رسالة موجهة إلى الفرنسيين’’ بهدف “تأطير المواضيع’’ التي سيتم مناقشتها خلال الحوار الوطني الشامل عبر رفع مقترحات المواطنيين، بما في ذلك أصحاب “السترات الصفراء’’ ، حول4 مواضيع: التحول البيئي والضرائب والديمقراطية والمواطنة ثم إصلاح مؤسسات الدولة.
وكان إيمانويل ماكرون قد شدد خلال الكلمة التي وجهها مساء الاثنين إلى الفرنسيين بمناسبة العام الجديد 2019، على ضرورة فتح حوار وطني، موضحاً لهم أنه سيكتب إليهم في الأيام القادمة رسالة عامة سيوضح فيها تطلعات الحوار الوطني الشامل الذي سينطلق بعد أيام. ويسعى الرئيس الفرنسي إلى التقرب من الفرنسيين والابتعاد عن الحكم بالطريقة العمودية، وفق عدد من المراقبين.
وإن كان ماكرون لم يتطرق إلى التفاصيل بشأن هذه الرسالة التي سيوجهها إلى الفرنسيين، إلا أن قصر الإليزيه أعلن ، الأربعاء، أن هذه الرسالة سيتم نشرها في منتصف شهر يناير/ كانون الثاني الجاري في وسائل الإعلام وعلى منصات التواصل الاجتماعي ، وذلك بالتزامن مع بدء المرحلة الأولى من الحوار الوطني الشامل الذي يفترض أن يستمر حتى بداية شهر مارس/آذار القادم.
ووفق أحدث استطلاع للرأي نشرت نتائجه يوم الثاني من يناير/ كانون الثاني الجاري، فإن فرنسياً من أصل اثنين يعتقد أن الحكومة برئاسة إدوار فيليب، ستأخذ بعين الاعتبار جزءاً من أراء المواطنين والمنتخبين المحليين خلال هذا الحوار الوطني الشامل. في المقابل رأى 47 في المئة من الفرنسيين المستطلعة آراؤهم أن الحكومة لن تاخذ بالمرة آراء المواطنيين بعين الاعتبار.
فوحدهم أنصار حركة الرئيس الجمهورية إلى الأمام من اعتبروا بنسبة 82 في المئة أن حكومة إدوار فيليب ستأخذ بعين الاعتبار مقترحات المواطنيين خلال الحوار الوطني الشامل.